التحول الأخضر في أفريقيا.. معضلة قد تحلها 4 توصيات (دراسة)

ما يزال التحول الأخضر في أفريقيا يواجه عددًا من التحديات التي تحول دون استغلال إمكانات القارة الهائلة ومواردها الطبيعية الضخمة وظروف الطقس الملائمة لاحتلال مكانة رائدة على الخريطة العالمية لهذا المسار النظيف.

ورغم تسارع وتيرة المشروعات المتجددة في أفريقيا، تظل القارة متخلفة عن ركب آسيا وأوروبا، بل وحتى الأميركتين، في توليد الكهرباء المستدامة من التقنيات النظيفة، اتّساقًا مع الأهداف المناخية وتحقيق أمن الطاقة.

وما يزال هناك 626 مليون شخص في أفريقيا ( 46% من إجمالي التعداد السكان في القارة) عاجزين عن الوصول إلى الحدّ الأدنى من الكهرباء، مع توقعات بتضاعف عدد السكان تقريبًا بحلول أواسط القرن الحالي 2050 (2.5 مليار نسمة)، وفق بيانات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

خلصت نتائج تحليل بحثي أجراه متخصصون من رواندا وألمانيا إلى أن هناك بعض الدول الأفريقية، أمثال نيجيريا وزيمبابوي، لديها عدد كافٍ من المشروعات قيد التنفيذ تساعدها في التحول بعيدًا عن مصادر الوقود الأحفوري بحلول عام 2050، وفق ما نشرته دورية نيتشر ريفيوز إيرث آند إنفيرونمنت (Nature Reviews Earth & Environment).

وأظهرت الدراسة أن 76% من الكهرباء التي تحتاج إليها دول القارة من الممكن أن تأتي من مصادر الطاقة المتجددة بحلول نهاية العقد المقبل (2040)، شريطة أن تُستغَل سعة الطاقة الكهرومائية ومحطات الشمس والرياح كاملةً، وإذا بُنيت-كذلك- كل محطات الطاقة المتجددة.

ومن بين 76% من الكهرباء المولدة بالطاقة المتجددة في أفريقيا، ستستحوذ الطاقة الكهرومائية على ما نسبته 82%، مقابل 11% لطاقة الشمس و 7% لطاقة الرياح.

تؤدي الطاقة الكهرومائية المصدر المتجدد الرئيس -حاليًا- لتوليد الكهرباء في القارة، غير أن تراجع تكاليف الطاقة الشمسية (تشهد انخفاضًا بنسبة 90% منذ عام 2009)، وتوربينات الرياح (تشهد انخفاضًا بما يتراوح بين 55% و 60% منذ عام 2010)، يعني أن هذين المصدرين لديهما القدرة على قيادة خيارات التحول الأخضر في أفريقيا.

ومن ثم، فإن دمج مزايا الطاقة الكهرومائية مع طاقة الشمس والرياح سيتيح بديلًا مستدامًا للطاقة الكهرومائية وحدها، وستمثّل تلك الحلول الهجينة خيارًا مثاليًا لتوليد الكهرباء في القارة السمراء.

لكنّ أيًا من هذا لا يمكن أن يحدث ما لم تكن الدول مستعدة للدخول في اتفاقيات وطنية لمشاركة الكهرباء، إلى جانب إتاحة بيانات محددة عن المواقع؛ ما يُعدّ مهمًا لتطوير مزيج طاقة متجددة مستدام ومتكامل، بما يُسهم في إنجاز أهداف التحول الأخضر في أفريقيا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى