تستعد حقول غاز في إيران لإضافة كميات هائلة إلى طاقة البلاد الإنتاجية، ضمن اتفاقيات تطوير جديدة وقعت مؤخرًا للمساعدة في سد عجز الغاز الطبيعي.
وتهدف شركة النفط الوطنية الإيرانية إلى زيادة إنتاج الغاز اليومي إلى 1.35 مليار متر مكعب بنهاية خطة التنمية السابعة للبلاد (2024-2028).
ووفق التفاصيل لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، وقعت شركة النفط الوطنية الإيرانية مذكرة تفاهم، يوم السبت (30 أغسطس/آب 2025)، مع منظمة تطوير وتجديد المناجم والصناعات التعدينية الإيرانية، المعروفة باسم إيميدرو (IMIDRO)، وشركات الصلب، ومجموعة مبنا (MAPNA) لتطوير حقلي غاز هالغان وشاهيني في جنوب محافظة فارس.
ومن المتوقع أن يُنتج تطوير حقول غاز في إيران نحو 35 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي و25 ألف برميل من المكثفات يوميًا، بحسب ما نقلته وكالة أنباء "شانا" (Shana).
الغاز في إيران
يهدف مشروع تطوير حقول الغاز في إيران إلى جذب الاستثمارات، وتوفير المواد الخام لصناعتي الصلب والتعدين في إيران، والمساعدة في سد عجز الغاز الطبيعي بالبلاد.
ووفق قاعدة بيانات حقول النفط والغاز لدى منصة الطاقة المتخصصة، يُعد اكتشاف حقل شاهيني للغاز من أهم الاكتشافات في عهد الحكومة الثالثة عشرة خلال رئاسة إبراهيم رئيسي، والذي تُمثل احتياطياته الغازية القابلة للاستخراج 84% من إجمالي حجم استكشاف الغاز خلال السنوات الـ4 الماضية.
وعند اكتشافه في عام 2023، قُدِّر أن حقل شاهيني سيحتوي على 22 تريليون قدم مكعّبة، أو 623 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، بحسب الأرقام التي نقلتها منصة "غلوبال إنرجي مونيتور" (Global Energy Monitor).
وصرّح وزير النفط الإيراني، آنذاك، جواد أوجي، بأن حقل شاهيني يُعد أكبر احتياطي غاز بري في إيران؛ ويحتل المرتبة الثالثة في تاريخ صناعة النفط بعد حقلي "خانجيران" و"كنغان".
ومن خلال حفر واختبار بئر شاهيني-1 الاستكشافية، جرى إثبات ارتباط خزان حقل شاهيني بحقل هالغان، الذي تُقدر احتياطياته القابلة للاستخراج بنحو 938 مليار قدم مكعّبة، وفق ما نقلته منصة "فرهیختغان ديلي" (Farhikhtegan Daily).
اتفاقية غير مسبوقة لتطوير الغاز
صرّح المدير العام لشركة النفط الوطنية الإيرانية حميد بوفارد، بأن إيران حطمت أرقامًا قياسية في إنتاج الغاز 7 مرات خلال العام الماضي (2024)، ومع ذلك ما تزال تواجه اختلالًا في توازن الطاقة.
وفي حديثه على هامش توقيع مذكرة تفاهم لتطوير حقلي غاز هالغان وشاهيني مع شركة إيميدرو وشركات الصلب وشركة مبنا، وصف بوفارد الاتفاقية بأنها "غير مسبوقة" وخطوة إستراتيجية للصناعة الوطنية.
وأضاف بوفارد أنه قُدِّم العديد من المقترحات للحقول خلال العام الماضي (2024)، وأن شركات الصلب -بصفتها مستهلكة رئيسة للغاز- تؤدي دورًا حيويًا في الاقتصاد الإيراني.
وأوضح أن الاستغلال المبكر للحقول الجديدة نسبيًا من المتوقع أن يزيد الإنتاج، مع بدء الإنتاج التدريجي في غضون عام؛ وتستهدف الخطة إنتاج 35 مليون متر مكعب يوميًا، والتي من المحتمل معالجتها في مصفاة فجر جم.
وأشار بوفارد إلى أن وزارة الصناعة والتعدين والتجارة أدت دورًا محوريًا في مواءمة شركات صناعة الصلب مع المشروع، بحسب التصريحات التي نقلتها وكالة أنباء مهر (Mehr).
ورغم أن مذكرة التفاهم لم تتطور بعد إلى عقد رسمي؛ فإنه أكد أهمية مواصلة المفاوضات المقبلة؛ مضيفًا أنه يُمكن توسيع نطاق هذا النموذج ليشمل توريد الغاز لشركات البتروكيماويات.
تطوير إنتاج الصلب في إيران
كما أعلن المدير العام لشركة النفط الوطنية الإيرانية حميد بوفارد، خططًا لتوقيع مذكرة تطوير أخرى مع شركة أصفهان للصلب لحقل غاز مادار، والتي من المتوقع أن تسهم في تقليص النقص بقطاع الصلب.
وصرح القائم بأعمال رئيس مجلس إدارة إيميدرو، محمد أقاجانلو، بأن منتجي الصلب يعلقون آمالهم على مثل هذه الاستثمارات في الغاز.
وأشار إلى أن الطاقة الإنتاجية الإيرانية للصلب قد تجاوزت 52 مليون طن، ومن المتوقع أن تصل إلى 55 مليون طن بنهاية العام، لكن الإنتاج السنوي ما يزال أقل من 32 مليون طن بسبب نقص الطاقة.
وقال أقاجانلو: "هذه خسارة فادحة للبلاد"، مشيرًا إلى أن أكثر من 70% من إنتاج الصلب يغذي صناعات أخرى.
وأضاف أن شركات الصلب والتعدين تواجه نقصًا متزامنًا في الكهرباء والغاز، ما يؤدي إلى انخفاض هوامش الربح، وتوقف الإنتاج، وتراجع عوائد الاستثمار.
وقال أقاجانلو: "هذه المذكرة هي بداية جهد كبير. وبالتعاون مع وزارة النفط، نأمل في أن نتخذ خطوات فعّالة إلى الأمام".
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
- توقيع اتفاقية تطوير حقول الغاز في إيران، من وكالة أنباء شانا
- أهداف إنتاج الغاز في إيران، من وكالة أنباء مهر
- معلومات إضافية عن حقول الغاز في إيران، من منصة "فرهیختغان أونلاین"
