تخطط سلطنة عمان لتطوير مشروع طموح لتزويد السفن الراسية أمام موانيها بالكهرباء، في خطة من شأنها دعم الجهود الرامية لخفض الانبعاثات، والإسهام في المساعي العالمية للحدّ من آثار تغير المناخ.
ووقّع ميناء صحار والمنطقة الحرة اتفاقية لتطوير مشروع نوعي يهدف إلى إنشاء بنية أساسية متقدمة لتزويد السفن الراسية بالطاقة الكهربائية في رصيف محطة الحاويات بميناء صحار، بالتعاون مع شركة مون روك بصفتها مستثمرًا رئيسًا، وشركة باوركون الدنماركية شريكًا فنيًا.
وستتيح تقنية تزويد السفن بالكهرباء -وفق بيان اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- إمكان ربط السفن الراسية في الميناء بشبكة الكهرباء، وإيقاف تشغيل محركاتها المساعدة لتوليد الكهرباء.
وتهدف التقنية إلى خفض استهلاك الوقود والحدّ من انبعاثات غازات الدفيئة وملوثات الهواء وتخفيض مستويات الضوضاء في محيط الميناء.
تزويد السفن بالكهرباء في سلطنة عمان
من المتوقع أن يُسهم مشروع تزويد السفن بالكهرباء في سلطنة عمان بجذب خطوط الشحن العالمية التي تتطلع إلى تخفيف بصمتها البيئية والالتزام بمتطلبات المنظمة البحرية الدولية، بما في ذلك مؤشر كثافة الكربون ومؤشر كفاءة الطاقة للسفن القائمة.
ويدعم المشروع مستهدفات رؤية "عُمان 2040" الرامية إلى تعزيز النمو المستدام وترسيخ مكانة سلطنة عمان مركزًا إقليميًا للخدمات اللوجستية النظيفة والفعّالة والتنافسية في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي.
وتؤكد الاتفاقية التزام ميناء صحار بترسيخ مكانته بصفته منظومة متكاملة تقود الابتكار وتدعم الاستدامة في قطاعات الخدمات اللوجستية والبحرية والتجارة، مواصلًا دوره محركًا رئيسًا للتنمية المستدامة والمسؤولية البيئية في عُمان والمنطقة.
ويعدّ ميناء صحار من المواني العربية التي تؤدي دورًا رئيسًا في حركة التجارة العالمية، ومنها تداول النفط، بالتوازي مع تميز المنطقة العربية باحتواء باطن أراضيها على ثروات طبيعية مهمة، كالنفط والغاز.
ويسعى الميناء إلى خفض انبعاثات غازات الدفيئة من عملياته بنسبة 17%، تماشيًا مع خطة سلطنة عمان للحياد الكربوني بحلول 2050.
ميناء صحار
أوضح نائب الرئيس للاستدامة في ميناء صحار والمنطقة الحرة، الدكتور عبد الله بن سليمان العبري، أن المشروع يشكّل إنجازًا إستراتيجيًّا لميناء صحار والمنطقة الحرة ولسلطنة عمان عمومًا.
وقال: "من خلال مدّ جسور التعاون مع شركات رائدة مثل مون روك وباوركون، يسهم الميناء بدورٍ فاعلٍ في تحقيق رؤية "عُمان 2040" وأهداف الحياد الكربوني لعام 2050".
وأشار إلى أن مشروع تزويد السفن بالكهرباء يرفع من المقومات والإمكانات والقدرات التنافسية لميناء صحار وقطاع الخدمات اللوجستية بأكمله في عُمان، وهو خطوة في دعم التنقل الأخضر بعمليات الشحن البحري.
وكان ميناء صحار العماني والمنطقة الحرة التابعة له قد انضم نهاية 2024 إلى التحالف العالمي، للتخلص من الانبعاثات الكربونية في القطاع الصناعي، لتسريع تحقيق أهداف الحياد الكربوني في دول العالم.
ويقع ميناء صحار بمنطقة إستراتيجية على مدخل مضيق هرمز، لتمرّ به حركة التجارة بين أوروبا وآسيا، كما يقع في منتصف الطريق بين دبي ومسقط، ويتميز بإتاحة الوصول إلى دول الخليج العربي دون العبور من مضيق هرمز، وعدم دفع تكاليف إضافية، إذ يرتبط الميناء مع جميع دول مجلس التعاون عبر شبكة طرق ومطارات.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
