أكد عمار جلو، الباحث في الشأن الإيراني، أن إسرائيل كانت تحاول جرّ واشنطن إلى الصراع مع إيران، مشيرا إلى أنها استطاعت أن تجرّها بالفعل في الصراع الجاري في غزة.
وقال جلو في مداخلة مع قناة "القاهرة الإخبارية": "واشنطن من قبل كانت مترددة، لكنها الآن انجرت، إن صحّ التعبير، إلى الصراع، وفي الوقت نفسه أبدت الدعم الواجب تجاه إسرائيل لكن أي صراع قادم سيكون مفتوحًا وربما يحمل خطر توسع أكبر، لأن الجانبين الإسرائيلي والإيراني، بعد إقرار وقف إطلاق النار، يستعدان للجولة التالية، ويبدو أنّ هناك استعدادات إيرانية أكبر هذه المرة".
وأضاف: "كانت هناك توجهات إيرانية إلى روسيا للحصول على أنظمة الدفاع الجوي إس-400، وبعض المصادر غير المؤكدة أشارت إلى حصول إيران بالفعل على النظام الروسي. كذلك هناك مفاوضات مع الصين للحصول على الطائرة جيه-10 التي أثبتت فعاليتها في الحرب القصيرة الخاطفة بين باكستان والهند".
وتابع: "كل هذه المعطيات تشير إلى أنّ هناك تحضيرات واسعة في الساحة الإيرانية لسدّ الثغرات الكبيرة التي ظهرت، سواء على صعيد المعلومات، أو اتخاذ القرار، أو الإمكانيات المادية والعسكرية واللوجستية، استعدادًا لأي صراع جديد، إضافة إلى توسيع خيارات إيران الاستراتيجية".
وأكمل: "إسرائيل ماضية في هدفها، وهي تستفيد حاليًا من عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر 2023 لمحاولة تنظيم حالة إقليمية تهيمن عليها بشكل مطلق. الجولة الثانية لن تكون مثل الجولة الأولى، فالجميع ربما يدفع بكل قدراته العسكرية فيها".
وذكر: "إيران تعمل على اتخاذ جميع الخيارات الممكنة لتحييد الولايات المتحدة عن الصراع، لكن هناك قناعة شبه تامة بأن واشنطن لن تكون بعيدة عن أي مواجهة قادمة أي صراع مفتوح سيجرّ واشنطن إليه، سواء بشكل مباشر أو من وراء الستار".
واختتم: "كانت ضربة إيران لقطر رسالة واضحة مفادها أنّ القوات الأمريكية قد تُستهدف، وكانت أيضًا رسالة لدول الخليج بأن كل التقاربات الدبلوماسية والسياسية السابقة لن تحمي أراضيها من ضربات محتملة، خصوصًا إذا كانت تستضيف قوات أمريكية كل ذلك يؤدي إلى توسيع خيارات إيران في أي جولة جديدة، ويزيد من احتمالات انزلاق المنطقة إلى صراع أوسع".
