أخبار عاجلة

3 سنوات منذ وفاة الملكة إليزابيث.. هل نسيها البريطانيون؟

3 سنوات منذ وفاة الملكة إليزابيث.. هل نسيها البريطانيون؟
3 سنوات منذ وفاة الملكة إليزابيث.. هل نسيها البريطانيون؟

بعد مرور ثلاث سنوات على وفاة الملكة إليزابيث الثانية، التي قضت أكثر من 70 عامًا على عرش بريطانيا، يتردد سؤال جوهري في الأوساط الإعلامية والاجتماعية: هل بدأ البريطانيون ينسون ملكتهم الراحلة؟ 

وأشارت صحيفة صنداي تايمز إلى أن الإجابة ليست بالبساطة التي قد تبدو عليها للوهلة الأولى. ففي الوقت الذي بدأت فيه الحياة الملكية تحت حكم الملك تشارلز الثالث تأخذ مسارها الجديد، لا تزال الملكة إليزابيث حاضرة بقوة في الذاكرة الجماعية البريطانية، وإن كان بشكل مختلف.

بالنسبة للأجيال التي عاصرت فترة حكمها، لم تكن الملكة إليزابيث مجرد رأس للدولة. بل كانت رمزًا للاستقرار والوحدة في وجه التغيرات العاصفة التي شهدها العالم. تولت العرش في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، ومرت بأزمات سياسية واجتماعية واقتصادية متعددة، وظلت دائمًا تجسيدًا للواجب والتفاني. 

هذا الإرث من الاحترام العميق والتوقير لا يمكن أن يُمحى بسهولة. لا يزال البريطانيون يحتفون بذكراها من خلال الفعاليات التذكارية، والأعمال الفنية، والتوثيق الإعلامي الذي لا يتوقف عن تسليط الضوء على إنجازاتها وشخصيتها الفريدة. 

تُظهر استطلاعات الرأي أن نسبة كبيرة من الشعب البريطاني لا يزالون ينظرون إليها كأعظم ملكة في تاريخهم، وهو ما يؤكد أن مكانتها لم تتزعزع في قلوبهم.

صعود الملك تشارلز: حقبة جديدة وتحديات مختلفة

مع صعود الملك تشارلز الثالث إلى العرش، بدأت المؤسسة الملكية مرحلة جديدة. يدرك الكثيرون أن أسلوب تشارلز مختلف تمامًا عن أسلوب والدته. 

فهو ملك أكثر حداثة وتفاعلًا مع قضايا العصر، مثل التغيرات المناخية والاستدامة والعمل الخيري. 

هذا التركيز على قضايا معاصرة يعكس رغبة في جعل المؤسسة الملكية أكثر صلة بالواقع الحالي. في الوقت نفسه، يواجه الملك تشارلز تحديًا كبيرًا: كيف يمكنه أن يحافظ على إرث والدته من الاحترام والتقدير، بينما يفرض هويته الخاصة على المؤسسة؟ هذا التكيف ليس سهلًا، خاصة في ظل انخفاض شعبية العائلة المالكة في بعض الفئات العمرية الأصغر سنًا، الذين قد لا يكونون مرتبطين بنفس درجة الارتباط التي كانت مع الملكة إليزابيث.

تحول الذاكرة من الحنين إلى التقدير التاريخي
ربما يكون السؤال ليس حول "النسيان" بقدر ما هو حول "التحول". فالحياة تستمر، والمؤسسات تتغير، والاهتمام العام يتحول إلى ما هو جديد. 

لم ينسَ البريطانيون الملكة إليزابيث، لكن الحنين الأولي الذي ساد بعد وفاتها بدأ يتحول إلى تقدير تاريخي عميق لإنجازاتها. 

لم تعد ذكراها محور الأخبار اليومية، بل أصبحت جزءًا لا يتجزأ من تاريخ بريطانيا الحديث. إن هذا التحول في الوعي لا يعني نسيانًا، بل يعني أن الأمة بدأت تتقبل الواقع الجديد، وتتطلع إلى المستقبل تحت قيادة ملك جديد، مع الاحتفاظ بذكرى الملكة كرمز خالد للخدمة والواجب.

الملكة إليزابيث: عندما تجتمع البساطة والتقاليد

عُرفت الملكة إليزابيث الثانية بحسها العملي المتواضع، الذي كان يتجلى بشكل خاص في إقامتها الصيفية في قلعة بالمورال. وعلى الرغم من حقيقة أنها كانت ملكة بريطانيا، إلا أنها لم تتردد في القيام بأعمال بسيطة مثل غسل الأطباق بعد وجبات الطعام. 

هذه العادة، التي وثقها العديد من المقربين منها، كانت تُظهر جانبًا إنسانيًا وبسيطًا من شخصيتها، وهو ما جعلها محبوبة لدى الكثيرين. 

لكن خلف هذه الصورة البسيطة، كان هناك عالم آخر من التقاليد الملكية التي كانت تسير في الخفاء، وفقًا لمجلة "هاللو".

كشف مؤلف الكتب الملكية "فالنتاين لو" في بودكاست A Right Royal Podcast عن تفاصيل جديدة حول هذه العادة الملكية. 

ويقول لو إن الملكة كانت تعتبر غسيل الأطباق "أمرًا علاجيًا" بالنسبة لها، وهو ما جعلها تستمتع بهذه المهمة البسيطة. 

كان الضيوف، بمن فيهم رئيس الوزراء البريطاني جون ميجور، يعرضون المساعدة، ولكن كان يتم رفض عرضهم بلطف، مع إخبارهم بأن الملكة تستمتع بالقيام بذلك بنفسها. 

هذه التفاصيل تؤكد أن الملكة كانت تجد في الأعمال اليومية مساحة من الهدوء والراحة بعيدًا عن البروتوكول الرسمي.

السر الخفي:

لكن المثير في الأمر، والذي أضافه فالنتاين لو، هو ما كان يحدث بعد أن تخلع الملكة قفازاتها المطاطية. 

فقد كشفت إحدى وصيفات الملكة لـ أليكس ألين، السكرتير الخاص لرئيس الوزراء، عن سر صغير: "لا تقلق، عندما يعودون إلى بالمورال، تذهب كل الأطباق إلى غسالة الأطباق على أي حال". 

هذا الكشف يضيف طبقة من التعقيد إلى الصورة البسيطة، فهو يظهر أن هناك حدودًا حتى للملكة.

رغم أنها كانت تستمتع بالعمل اليدوي، إلا أن التقاليد الملكية كانت تضمن أن يتم إنجاز المهمة بشكل كامل وفقًا لأعلى المعايير، حتى لو كان ذلك يعني إعادة غسل الأطباق في غسالة حديثة.

الملكة إليزابيث: بين التواضع والبروتوكول

تُعد قصة غسيل الأطباق في بالمورال مثالًا حيًا على ازدواجية شخصية الملكة إليزابيث. 

فقد كانت قادرة على الجمع بين التواضع الشديد في الحياة الخاصة، والالتزام الصارم بالبروتوكولات الملكية في الحياة العامة. 

هذه القدرة على التكيف والانتقال بين العالمين هي ما جعلها شخصية فريدة من نوعها، وقادرة على حكم بريطانيا لسبعة عقود من الزمن بنجاح.

هذه التفاصيل الصغيرة تمنحنا لمحة عن الإنسانة وراء اللقب الملكي، وتذكرنا بأن التاريخ الملكي مليء بالقصص التي لا تُكشف بالكامل إلا بعد مرور الزمن.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق عاجل| بواقع 180 جنيهًا.. ارتفاع أسعار الذهب 3.8% خلال أسبوع