أكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يريد أن يصدر أزمة لدول الإقليم وعلى رأسها مصر.
وقال فهمي في مداخلة مع برنامج "الحياة اليوم": المذاع على قناة "الحياة": "المسار العسكري يتقدم في اتجاه مدينة غزة، حيث اقتربت القوات حتى صباح اليوم من السيطرة على نحو 45% من مساحة المدينة وبالتالي فإن العمل العسكري يستبق أي عمل سياسي أو مفاوضات أو اتصالات أو لقاءات".
وأضاف: "من المهم الإشارة إلى وجود اتصالات بين حركة حماس والإدارة الأمريكية من خلال بعض المسؤولين، في إشارة مهمة إلى أن استئناف هذه الاتصالات هدفه التوصل إلى نقاط اتفاق لكن بطبيعة الحال، التصريحات الأخرى التي تطلقها الحكومة الإسرائيلية على لسان رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو لا تبشر بخير".
وتابع: "نتنياهو يريد أن يصدر أزمة لدول الإقليم، وعلى رأسها مصر، بعد الموقف المتعلق بملف الغاز، لينتقل إلى موضوع فتح معبر رفح والترتيبات الأمنية وغيرها، وكأنه يجس نبض الجانب المصري في هذا الإطار".
وواصل: "هناك إشكالية متعلقة برد فعل الجانب المصري، مصر بطبيعة الحال أبدت موقفها الكامل في هذا الإطار، وموضوع الغاز يجب أن يُفهم في سياقه، لكن الترتيبات الأمنية والاستراتيجية هي الأهم".
وأكمل: "نتنياهو الآن يخلط الأوراق؛ فهو رجل كاذب، يقول غير الحقيقة أمام شعبه وأمام المجتمع الإسرائيلي في ظل حالة التأزم القائمة، خصوصًا فيما يتعلق بموضوع فتح معبر رفح والمعابر الأخرى التي تصل القطاع بإسرائيل وأعتقد أن بيان وزارة الخارجية قد رد على هذا الأمر، لكن يجب أن ننتبه إلى بعض النقاط الرئيسية".
وأوضح: "النقطة الأولى متعلقة بسلوك نتنياهو العدائي تجاه مصر هذا أمر مهم ويستحق التوقف عنده، لأنه يحاول نقل الأزمة من محيطها الإقليمي إلى استهداف مصر والتحريض ضد موقفها، متهمًا إياها بأنها تغلق المعبر الإسرائيليون بارعون في ليّ الحقائق وتشويه الصورة".
وذكر: "النقطة الثانية هي المخطط الإجرامي الذي تقوم به الحكومة الإسرائيلية بالتواطؤ مع الإدارة الأمريكية، والمتعلق بموضوع الهجرة الطوعية والجبرية لا يوجد في القانون الدولي تقسيم كهذا بين طوعي وإجباري؛ فالقانون الدولي الإنساني يجرم مثل هذه الأفعال".
واختتم: "النقطة الثالثة مرتبطة بالمرحلة التالية لوقف إطلاق النار أو بعد الاحتلال، إذ توجد سيناريوهات متعددة إذا تم الاحتلال، فسيكون السؤال كيف ستدير إسرائيل القطاع؟".