ارتفعت أسعار الذهب بقوة، في مستهل تعاملات اليوم الإثنين 29 سبتمبر/أيلول (2025) بنحو 22 دولارًا، لتتجاوز حاجز 3800 دولار للأونصة للمرة الأولى في تاريخها، مدعومة بتراجع مؤشر الدولار الأميركي وتزايد الرهانات على خفض جديد لأسعار الفائدة الأميركية.
وبحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن) لأسواق الذهب؛ فإن الصعود جاء بعد بيانات التضخم الأميركية التي عززت التوقعات بإقرار خفض إضافي للفائدة في أكتوبر/تشرين الأول المقبل وديسمبر/كانون الأول 2025، ما منح الأسواق ثقة أكبر باستمرار الزخم الإيجابي للمعدن النفيس خلال المدة المقبلة.
وتزامن الأداء القوي مع بيانات وزارة التجارة الأميركية، التي أظهرت ارتفاع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي بنسبة 0.3% خلال أغسطس/آب؛ بما يتماشى مع توقعات المحللين.
وفي نهاية تعاملات الأسبوع الماضي المنتهي يوم الجمعة 26 سبتمبر/أيلول، ارتفعت أسعار الذهب بنحو 38 دولارًا، مسجلةً مكاسب أسبوعية مدعومة بتزايد الإقبال الاستثماري وتراجع الدولار الأميركي.
أسعار الذهب اليوم
بحلول الساعة 06:30 صباحًا بتوقيت غرينتش (09:30 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة) سجّلت أسعار العقود الآجلة لمعدن الذهب، تسليم ديسمبر/كانون الأول، ارتفاعًا بنسبة 0.6% لتصل إلى 3831.90 دولارًا للأوقية.
في الوقت نفسه، ارتفعت أسعار عقود التسليم الفوري لمعدن الذهب، بنسبة 1.1% عند 3801.88 دولارًا للأوقية، وفق الأرقام التي تتابعها -لحظيًا- منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

كما ارتفعت أسعار عقود التسليم الفوري لمعدن الفضة بنسبة 2.4% إلى 47.08 دولارًا للأونصة، في حين صعدت أسعار البلاتين الفوري بنسبة 3.4% مسجلةً 1622.04 دولارًا، وزاد البلاديوم الفوري بنسبة 2.2% عند 1297.67 دولارًا للأونصة.
وعلى الجانب الآخر، انخفض مؤشر الدولار -الذي يرصد أداء العملة الأميركية أمام 6 عملات رئيسة- بنسبة 0.22%، إلى 97.62 نقطة.
تحليل أسعار الذهب
جاءت مكاسب أسعار الذهب الجديدة مدفوعةً بانخفاض مؤشر الدولار الأميركي بنسبة 0.2% أمام سلة من العملات الرئيسة، ما جعل الذهب أرخص للمستثمرين من حاملي العملات الأخرى.
وقال كايل رودا، المحلل في منصة التداول "كابيتال دوت كوم" كايل رودا، إن "قراءة التضخم الأخيرة في الولايات المتحدة منحت الأسواق سببًا للاعتقاد بأن مزيدًا من خفض أسعار الفائدة قادم في أكتوبر/تشرين الأول وديسمبر/كانون الأول؛ بما يدعم الزخم الصعودي القوي للذهب".
وأشار رودا إلى أن "المعنويات شديدة التفاؤل في السوق، وهناك توجه لإعادة اختبار مستويات قياسية جديدة هذا الأسبوع، لكن حجم المراكز الشرائية المرتفع قد يشير إلى ضرورة الحذر بشأن استدامة المكاسب".
وبحسب أداة "سي إم إي فيدووتش"، فإن المتعاملين يسعرون احتمالية بنسبة 90% لخفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة في أكتوبر/تشرين الأول، ونحو 65% لخفض إضافي في ديسمبر/كانون الأول؛ ما يعزز الدعم لأسعار الذهب، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

في المقابل، أظهر تقرير شركة "إس بي دي آر غولد ترست"، وهي أكبر صندوق للمؤشرات المدعومة بالذهب عالميًا، أن حيازات المعدن النفيس ارتفعت إلى 1005.72 طنًا يوم الجمعة 26 سبتمبر/أيلول، مقارنة بـ996.85 طنًا في اليوم السابق؛ ما يعكس تدفقًا استثماريًا قويًا.
في الوقت نفسه، يراقب المستثمرون هذا الأسبوع بيانات اقتصادية أميركية مهمة، تشمل تقرير الوظائف غير الزراعية، إلى جانب مؤشرات التصنيع والتوظيف في القطاع الخاص، لتحديد ملامح السياسة النقدية للفيدرالي خلال الأشهر المقبلة.
ويؤكد محللون أن أسعار الذهب ستكون المستفيد الأول من مزيج ضعف الدولار والمخاوف السياسية والاقتصادية العالمية× ما يجعله مرشحًا لمواصلة تسجيل مستويات تاريخية جديدة إذا تواصلت موجة الإقبال الاستثماري.
وفي المعتاد، تستفيد أسعار الذهب من ضعف العملة الأميركية وبيئة أسعار الفائدة المنخفضة؛ إذ تزداد جاذبيته بصفته ملاذًا آمنًا، خاصة مع المخاوف الجيوسياسية والاقتصادية العالمية التي تدفع المستثمرين لتعزيز حيازاتهم من الأصول الدفاعية.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..