مشروعات الطاقة المتجددة في الدول العربية تنتعش بـ351 مليار دولار استثمارات أجنبية (تقرير)

استقطب قطاع الطاقة المتجددة في الدول العربية استثمارات أجنبية ضخمة خلال العامين الماضيين، بعدما تمكَّن من جذب 360 مشروعًا بتكلفة تجاوزت 351 مليار دولار، موفرًا أكثر من 83 ألف وظيفة مباشرة.

ويُظهر تقرير صادر عن المؤسسة العربية لضمان الاستثمار وائتمان الصادرات "ضمان" أن قطاع الكهرباء والطاقة في المنطقة يعيش مرحلة تحول لافتة، إذ أصبحت الطاقة النظيفة محورًا رئيسًا للاستثمار الدولي.

ووفقًا للتقرير القطاعي الثاني لعام 2025 عن قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة في الدول العربية، الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة "مقرّها واشنطن"، فإن 5 دول عربية استحوذت على النسبة الأكبر من التدفقات الأجنبية في هذا القطاع.

وكشف التقرير أن الإمارات ومصر والمغرب وموريتانيا والأردن جذبت 248 مشروعًا أجنبيًا، مثّلت 69% من الإجمالي، بتكلفة 291 مليار دولار تعادل 83% من قيمة الاستثمارات.

وأسهمت مشروعات الطاقة المتجددة في الدول العربية في خلق 68 ألف وظيفة، أي 82% من إجمالي الوظائف.

وتعكس هذه الأرقام تنامي اهتمام المستثمرين العالميين بالمنطقة العربية بوصفها محورًا رئيسًا في مشهد التحول الطاقي، بدعم من الحوافز الحكومية ومشروعات البنية التحتية الكبرى.

استثمارات الطاقة المتجددة في الدول العربية

تصدّرت الإمارات قائمة الدول العربية الأكثر جذبًا للاستثمارات الأجنبية في مجال الطاقة النظيفة، إذ شهدت تنفيذ 57 مشروعًا منذ عام 2003، مثّلت 16% من الإجمالي، بقيمة تجاوزت 88.5 مليار دولار بحصّة 25%، وأسهمت في خلق أكثر من 16 ألف وظيفة.

ويبرز هذا التقدم من خلال مبادرات عملاقة مثل "مصدر"، إضافة إلى استثمارات في الهيدروجين الأخضر والشراكات العالمية، ما جعل الإمارات لاعبًا محوريًا في دفع عجلة الطاقة البديلة.

وفي سياق متصل، أكد التقرير أن الشركات العشر الكبرى استحوذت على نحو 25% من إجمالي مشروعات الطاقة المتجددة في الدول العربية، و40% من حجم الاستثمارات، و38% من الوظائف.

وتصدرت شركة سعودية المشهد من ناحية عدد المشروعات بـ20 مشروعًا مثّلت 6% من الإجمالي.

وجاءت شركة "إنفينيتي باور" الإماراتية في المرتبة الأولى من ناحية القيمة الاستثمارية بنحو 34 مليار دولار، أي ما يقارب 10% من الإجمالي، في حين قادت الشركة الهندية "أكمي" الترتيب من ناحية الوظائف المستحدثة، بعدما وفّرت أكثر من 4 آلاف وظيفة.

استثمارات بينية عربية

إلى جانب الاستثمارات الأجنبية بمشروعات الطاقة المتجددة في الدول العربية، نفّذت 5 دول -هي الإمارات والسعودية والبحرين والأردن ومصر- نحو 90 مشروعًا بينيًا في قطاع الطاقة النظيفة.

ومثّلت هذه المشروعات ربع الإجمالي، بقيمة قاربت 113 مليار دولار (32% من القيمة الكلّية)، وأسهمت في توفير 22 ألف فرصة عمل، حسبما طالعته منصة الطاقة.

ويعكس هذا التوجّه رغبة الدول العربية في تعزيز التكامل الإقليمي وتخفيف الاعتماد على الخارج، من خلال مشروعات مشتركة تدعم أمن الطاقة وتوسّع سوق الكهرباء.

وأظهر التقرير أن الإمارات والسعودية وقطر والكويت وسلطنة عمان جاءت في مقدمة الدول الأكثر جاذبية للاستثمار في قطاع الكهرباء والطاقة خلال 2025، استنادًا إلى تقييم وكالة "فيتش"، وتلتها المغرب ومصر والجزائر.

وتشير هذه النتائج إلى أن المنطقة باتت وجهة مفضلة للاستثمارات العالمية، مدفوعة بالاستقرار التشريعي والبرامج الحكومية الداعمة لقطاع الطاقة النظيفة.

نمو إنتاج الكهرباء في الدول العربية

توقّع التقرير ارتفاع إنتاج الكهرباء في 15 دولة عربية إلى أكثر من 1500 تيراواط/ساعة بنهاية 2025، بمعدل نمو سنوي 4.2%، ومن المتوقع أن يبلغ 1754 تيراواط/ساعة بحلول 2030.

ويتركز الإنتاج في 5 دول رئيسة، هي السعودية ومصر والإمارات والعراق والجزائر، التي تستحوذ على 74% من الكهرباء المولدة في المنطقة.

أمّا من ناحية الاستهلاك، فقد رجّح التقرير ارتفاع الطلب على الكهرباء بنسبة 3.5%، ليبلغ 1296 تيراواط/ساعة بنهاية 2025.

وتستحوذ السعودية ومصر والإمارات والجزائر والكويت على 74% من مجمل الطلب، بما يعادل نحو 958 تيراواط/ساعة.

كما ارتفع متوسط نصيب الفرد من الكهرباء المولّدة إلى 8.6 آلاف كيلوواط/ساعة في 2025، مع توقُّع وصوله إلى 9.6 آلاف كيلوواط/ساعة بحلول 2030.

التجارة الخارجية

سجّلت تجارة الدول العربية بالكهرباء ومعدّات توليد الطاقة نموًا بلغ 8% عام 2024، لتصل إلى 39.2 مليار دولار.

واستحوذت 5 دول -هي الإمارات والسعودية والمغرب والعراق وقطر- على 81% من الإجمالي، وارتفعت الصادرات العربية بنسبة 9% لتبلغ 7.6 مليارات دولار، في حين قفزت الواردات بمعدل 7.8% إلى أكثر من 31.5 مليار دولار.

وتصدرت تركيا قائمة مصدري الكهرباء للمنطقة بقيمة 446 مليون دولار، بينما جاءت الولايات المتحدة أكبر مورّد لمعدّات توليد الطاقة بقيمة 6.6 مليارات دولار.

أمّا في جانب الصادرات، فقد استحوذت 10 دول مستوردة رئيسة على 58% من الإجمالي (4.4 مليارات دولار).

وتقدمت ليبيا بصفتها أكبر مستورد للكهرباء بقيمة 59 مليون دولار، بينما حلّت فرنسا في المرتبة الأولى لاستيراد معدّات توليد الطاقة بقيمة 593 مليون دولار.

مستقبل الطاقة المتجددة في الدول العربية

يضع التقرير صورة متكاملة لمشهد الطاقة المتجددة في الدول العربية، مؤكدًا أنها لم تعد خيارًا ثانويًا، بل أصبحت محورًا استراتيجيًا للتنمية.

فالمشروعات الحالية تمهّد الطريق لتوسع التقنيات الأكثر تقدمًا مثل الهيدروجين الأخضر وتخزين الكهرباء، وهو ما قد يعزز مكانة المنطقة في خريطة الطاقة العالمية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..