أخبار عاجلة
محمد يوسف يكشف تطورات المدرب الجديد للأهلي -

خبراء: الصفقة الخضراء مجرد شعار.. وقد يتراجع عنها الاتحاد الأوروبي بهذه الطريقة (تقرير)

خبراء: الصفقة الخضراء مجرد شعار.. وقد يتراجع عنها الاتحاد الأوروبي بهذه الطريقة (تقرير)
خبراء: الصفقة الخضراء مجرد شعار.. وقد يتراجع عنها الاتحاد الأوروبي بهذه الطريقة (تقرير)

عندما طرحت المفوضية الأوروبية الصفقة الخضراء قبل نحو 6 سنوات كان الوضع مختلفًا، ليسمح لبروكسل بأن تطمح إلى أن تكون أول قارة تحقّق هدف الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

لكن الآن تواجه مسيرة تحول الطاقة عقبات تمويلية وتنظيمية، ليس في أوروبا فحسب، وإنما في العالم أجمع؛ وهو ما يجعل خبراء يتوقعون تخفيف قيود الالتزام بالمستهدفات المناخية شديدة الطموح في القارة العجوز.

وما بين ارتفاع تكاليف التحول بعيدًا عن الوقود الأحفوري وعداء الرئيس الأميركي دونالد ترمب قطاع الطاقة المتجددة، أصبحت الصفقة الخضراء مجرد فكرة فلسفية و"جاذبة مثل الشعار" وما زالت "حبرًا على ورق"، بحسب تصريحات لخبراء تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

ومؤخرًا، بعث ترمب برسالة إلى الاتحاد الأوروبي على لسان وزير الطاقة كريس رايت، ورئيس هيئة الأوراق المالية بول أتكينز، مفادها أن خطر الاحتباس الحراري مُبالغ فيه، داعيًا إلى وقف دعم مصادر الطاقة المتجددة ذات التأثير المحدود في الانبعاثات.

الصفقة الخضراء في أوروبا

تقول المفوضية الأوروبية، عبر موقعها، إن الصفقة الخضراء هي حزمة قوانين تستهدف خفض انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة 55% على الأقل (مقارنة بمستويات عام 2005) بحلول عام 2030 قبل تحقيق هدف الحياد الكربوني في 2050.

لكن ذلك الهدف أصبح موضع شك، بعدما توقّعت الوكالة الأوروبية للبيئة في فبراير/شباط (2025) تحقيق 8 فقط من أصل 28 هدفًا بقطاعات خفض انبعاثات غازات الدفيئة واحتجاز الكربون وإعادة التدوير من بين أخرى.

في أثناء تركيب توربين رياح
في أثناء تركيب أحد توربينات الرياح - الصورة من بنك الاستثمار الأوروبي

والآن، يقول خبراء إن الخطة التي تستهدف تحول الطاقة "في خطر" لسببَيْن رئيسَيْن هما: ارتفاع تكاليف تنفيذ السياسة التي أصبحت تشكّل تحديًا للصناعة المحلية، ومعاداة الرئيس الأميركي دونالد ترمب قطاع الطاقة المتجددة.

ويوضح ذلك الشريك الإداري في شركة "بارولا أسوشاتي" القانونية، ومقرها إيطاليا (Parola Associati)، لورينسو بارولا، بقوله إن الدافع الحقيقي للمساعي الخضراء هو الصناعة الأوروبية التي تئنّ تحت ضغوط حاليًا.

وفي المملكة المتحدة، تترنّح صناعة السيارات بين إغلاق مصانع وتراجع قياسي للإنتاج، وسط المنافسة الشديدة، وإلزام الشركات بإنتاج السيارات الكهربائية، وإلا ستتكبّد غرامات رغم انخفاض الطلب.

ورغم ذلك، تتمسّك لندن بخطة وقف مبيعات سيارات البنزين والديزل الجديدة بحلول عام 2030، وإنتاج 1.3 مليون سيارة كهربائية في العقد المقبل.

ووصف بارولا تعهد الاتحاد الأوروبي بتحقيق الحياد الكربوني بأنه ما زال "حبرًا على ورق" وبأنه مبدأ فلسفي، قائلًا إن تحقيق الأهداف المناخية طويلة الأمد في 2030 و2040 أصبح موضع شك على نحو متزايد.

وينضم إليه في هذا الرأي أستاذ اقتصاد الطاقة في جامعة سالنتو الإيطالية فولفيو فونتيني، بقوله إن هدف الحياد الكربوني أصبح يُرى بوصفه مجرد أمنية وفكرة جاذبة لا يتحمل السياسيون عواقبها الفورية؛ لأن تحقيقها -إذا حدث- سيكون بعيدًا في المستقبل.

وأكّد أن فكرة الصفقة الخضراء باهظة التكاليف وأقل إلحاحًا من الناحية العملية وجذابة مثل الشعار، مشيرًا إلى أن أهدافها قصيرة الأمد تتطلّب مزيدًا من التكاليف والتدقيق.

هل تستمر الصفقة الخضراء في أوروبا؟

لاحظ مدير العلاقات الخارجية للطاقة في مركز الأبحاث الإيطالي إيكو (ECCO) ميشيل غوفرناتوري، نبرة تحفظية على صعيد تحول الطاقة في أوروبا.

ودلّل على ذلك بتغيّر لهجة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين من التركيز على الصفقة الخضراء إلى تحقيق أمن الطاقة والقدرة على تحمل تكاليفها، وهو أمر "ليس من قبيل الصدفة".

ورغم ذلك، يتوقع استمرار التحول الأخضر ولو تباطأ النمو؛ لأنه لا توجد أسباب اقتصادية أو فنية تبرر ذلك، على حد زعمه.

من جانبه، يتوقع الخبير الإيطالي لورينسو بارولا طرح أهداف الصفقة الخضراء على المدى المتوسط بحلول 2030 و2040 للنقاش، وهو ما بدأ بإدلاء أعضاء في البرلمان الأوروبي بآرائهم حول الهدف المقترح بخفض انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة 90% (مقارنة بعام 1990) بحلول عام 2040، وذلك يوم الثلاثاء (16 سبتمبر/أيلول 2025).

أما أستاذ الطاقة فولفيو فونتيني فيقول إن مسيرة تحول الطاقة داخل الاتحاد الأوروبي ستستمر، لكن ليس بالوتيرة السابقة؛ بسبب محدودية الموارد.

ويتوقع بارولا أن يتراجع الاتحاد الذي يضم 27 دولة أوروبية عن مستهدفات الصفقة الخضراء، لكن الأمر لن يكون معلنًا وإنما من خلال التراجع التدريجي عن الالتزامات.

وأضاف أن التعديل التدريجي سيجري في الخفاء كما يحدث عندما تنتهك ألمانيا -صاحبة أكبر اقتصاد أوروبي- القواعد ولا ينفذها أحد.

وأشار في هذا الصدد إلى تراجع ألمانيا وإيطاليا عن خطط التخلص التدريجي من محطات الفحم الأكثر تلويثًا، وفي رومانيا يبحث وزير الطاقة بوغدان إيفان مع المفوضية الأوروبية مقترح تأجيل خطة إغلاق محطات فحم بنهاية العام الجاري (2025)، قائلًا إنها تهدد أمن الطاقة وانقطاع الكهرباء بسبب عدم جاهزية محطات الغاز أو الطاقة المتجددة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

  1. العقبات تحاصر الصفقة الخضراء في أوروبا، من منصة "مونتل نيوز".
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق مناجم الفحم في تركيا تتحول إلى محطات شمسية.. خريطة المشروعات الجديدة