تحمل توقعات مخزونات المقطرات الأميركية مؤشرات غير سارة للمستهلكين في الولايات المتحدة حتى العام المقبل (2026)؛ ما قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار الديزل المستعمل في المركبات والتدفئة المنزلية.
فبحسب تقرير أميركي حديث -اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)- من المتوقع أن يسجّل إجمالي مخزونات نواتج التقطير في الولايات المتحدة أقل مستوياته على مدار سنوات بنهاية عامَي 2025 و2026.
ويتوقع التقرير انخفاض إجمالي مخزونات المقطرات الأميركية بمقدار 16.4 مليون برميل، ليصل إلى 114 مليون برميل بنهاية عام 2025، مقارنة بنحو 130.4 مليونًا عام 2024.
كما يرجح استمرار تراجع المخزونات، ليصل الإجمالي إلى 111.8 مليون برميل بنهاية عام 2026، ما يعني انخفاضها بأكثر من 18.5 مليون برميل خلال عامَين.
انخفاض مخزونات المقطرات الأميركية
انخفضت مخزونات المقطرات الأميركية بنسبة 17% أو بمقدار 22 مليون برميل خلال النصف الأول من عام 2025، وهو ما يفوق متوسط الانخفاض البالغ 10% (14 مليون برميل) خلال المدة نفسها على مدار 4 سنوات سابقة، بحسب التقرير الصادر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية، اليوم الأربعاء، 24 سبتمبر/أيلول 2025.
وبحسب أحدث بيانات أميركية أسبوعية، انخفضت مخزونات المقطرات بمقدار 1.7 مليون برميل، لتصل إلى 123 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي 19 سبتمبر/أيلول 2025.

وفي النصف الأول من 2025، أدى تراجع المعروض المتداول من الديزل المتجدد والديزل الحيوي إلى زيادة الطلب على نواتج التقطير لسدّ الفجوة، ومن ثم تراجعت المخزونات.
وانخفض استهلاك الديزل الحيوي والمتجدد بنسبة 35% أو بمقدار 124 ألف برميل يوميًا خلال النصف الأول من عام 2025، في حين ارتفع استهلاك الديزل التقليدي بنسبة 5% أو بمقدار 170 ألفًا خلال المدة.
والديزل المتجدد هو أحد أنواع الوقود الحيوي، وعادة ما يُستخلص من الدهون أو الزيوت أو الشحوم، إلا أنه مطابق في المواصفات الكيميائية لوقود الديزل النفطي، ويمكن استعماله في محركات الديزل بأي تركيز.
أما الديزل الحيوي فهو شبيه بالديزل المتجدد، ينتج من المواد الأولية نفسها، ويستعمل بالطريقة نفسها، إلا أنه دائمًا ما يخلط بتركيزات 20% أو أقل، مع الديزل المستخلص من النفط، لاختلاف خصائصه الكيميائية عن نواتج التقطير (الديزل ووقود التدفئة وغيرهما)، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
أسباب خفض توقعات مخزونات المقطرات
كان الخلل في استهلاك أنواع الديزل التقليدية والحيوية في السوق أحد الأسباب الرئيسة لانخفاض مخزونات المقطرات الأميركية بصورة حادة خلال النصف الأول من عام 2025؛ ما دفع إدارة معلومات الطاقة إلى تحديث توقعاتها لحالة المخزونات بنهاية عامَي 2025 و2026.
ورغم ذلك، فهناك أسباب أخرى لانخفاض المخزونات، أبرزها ارتفاع الصادرات عن المتوسط، مدفوعة بزيادة الطلب الدولي، خاصة في أوروبا، التي زادت وارداتها بقوة من المنتجات النفطية الأميركية البديلة للمنتجات الروسية منذ عام 2023.
وكانت هولندا والمملكة المتحدة أكبر الدول المستوردة للمقطرات الأميركية منذ عام 2023 وحتى النصف الأول من عام 2025، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وبلغ متوسط صادرات المقطرات الأميركية خلال النصف الأول من عام 2025، قرابة 1.2 مليون برميل يوميًا، وهو ما يزيد بنسبة 7% على متوسط السنوات الـ5 السابقة.
وتتوقع إدارة معلومات الطاقة أن يؤدي الطلب العالمي القوي على نواتج التقطير إلى زيادة الضغوط على مخزونات المقطرات في الولايات المتحدة حتى عام 2026.
كما ستتأثر توقعات انخفاض مخزونات المقطرات الأميركية حتى العام المقبل، بإغلاق بعض مصافي التكرير في البلاد؛ إذ أعلنت مصفاة شركة ليونديل باسل في مدينة هيوستن الإغلاق أوائل عام 2025.
ويتوقع -أيضًا- إغلاق مصفاتَيْن أخريين في ولاية كاليفورنيا بطاقة إجمالية تصل إلى 284 ألف برميل يوميًا خلال العامَيْن المقبلَيْن.

ومن المرجح أن تؤدي هذه الإغلاقات إلى انخفاض إنتاج الولايات المتحدة من المنتجات النفطية، بما في ذلك المقطرات التي تشمل وقود الديزل المستعمل في المركبات ووقود التدفئة المنزلية وغيرهما.
ولا تبدو هذه التوقعات مبشّرة للمستهلكين، إذ عادة ما يؤدي انخفاض مخزونات المقطرات الأميركية إلى ارتفاع الأسعار، خاصة خلال أشهر الطلب المتصلة بمواسم حصاد الخريف والتدفئة الشتوية.
ورغم ذلك، ما تزال إدارة معلومات الطاقة الأميركية تتوقع زيادة إنتاج الديزل المتجدد عام 2026، ما سيعوّض بعض الانخفاض المتوقع في إنتاج المقطرات.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
توقعات مخزونات المقطرات الأميركية حتى 2026 من إدارة معلومات الطاقة.