أعلنت شركة "آية غولد آند سيلفر" الكندية اكتشاف ذهب في المغرب بعد نتائج حفر جديدة وُصِفت بأنها عالية الجودة، الأمر الذي يفتح آفاقًا واعدة لتطوير واحد من أبرز المشروعات التعدينية الناشئة في المنطقة.
ووفقًا لبيان، اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، قالت الشركة، المُدرَجة في بورصة تورنتو، إن عمليات الحفر الأخيرة في مناطق أسيرم وبومدين وتيزي كشفت عن عينات غنية بالذهب والفضة والمعادن المصاحبة، ما يعزز مكانة المغرب على خريطة المعادن النفيسة.
ويأتي التطور بعد جهود موسّعة لاكتشاف ذهب في المغرب شملت أكثر من 100 ألف متر من الحفر خلال العام الحالي، فضلًا عن إضافة رخصتين تعدينيتين جديدتين رفعت المساحة الإجمالية إلى 339 كيلومترًا مربعًا.
وتخطط الشركة لإصدار دراسة اقتصادية أولية (PEA) حول مشروع بومدين قبل نهاية العام الجاري، تمهيدًا لتقييم الجدوى الإنتاجية.
تفاصيل أحدث اكتشاف ذهب في المغرب
أوضحت "آية غولد آند سيلفر" أن أبرز نتائجها تمثلت في تحديد تمعدُن ذهبي جديد في منطقة أسيرم بإقليم تنغير.
وتمتد المنطقة المكتشفة لمسافة 8 كيلومترات، مع عينات أظهرت نِسبًا مرتفعة بلغت 12.2 غرامًا من الذهب للطن الواحد، بالإضافة إلى 4.1% من النحاس.
ويصف خبراء الشركة هذا الاكتشاف بأنه "اختراق نوعي"، إذ يعزز فرص التوسع نحو ممرات جيولوجية يمكن أن تمتد لأكثر من 10 كيلومترات إضافية.
بومدين.. محور رئيس للاستكشاف
في الاتجاه الرئيس لمشروع بومدين، الذي يصل طوله إلى 5.4 كيلومترات، سجلت عمليات الحفر نتائج مهمة شملت عينات بتركيزات بلغت 7.46 غرامات من الذهب للطن، ما يبشّر بإمكان إعلان اكتشاف ذهب في المغرب قريبًا.
وترافقت النتائج مع وجود و71 غرامًا من الفضة وكميات متفاوتة من الزنك والرصاص والنحاس، حسبما طالعته منصة الطاقة.
ويُنظر إلى مشروع بومدين بوصفه المركز المحوري لمشروع الشركة في المغرب، إذ جرى فيه أكثر من 346 حفرة ماسية و37 حفرة دوران عكسي، بالإضافة إلى 20 حفرة متعددة الأغراض.
ولم تقتصر النتائج على أسيرم وبومدين، بل شملت أيضًا منطقة "تيزي" الممتدة على مسافة كيلومترين، إذ أظهرت العينات تركيزات بلغت 1.33 غرامًا من الذهب و101 غرامًا من الفضة للطن، مع نِسب مرتفعة من الزنك والرصاص.
كذلك، بيّنت الحفريات توسُّع نطاق التمعدن في منطقة "إيمارين" إلى 1.2 كيلومترًا، مع استمرار الانفتاح في جميع الاتجاهات، ما يعزز فرص اكتشاف ذهب في المغرب، بالإضافة إلى الفضة والزنك والرصاص.
توسُّع في الرخص التعدينية
حصلت الشركة على رخصتين جديدتين للتعدين، وهو ما أضاف 25.1 كيلومترًا مربعًا إلى المساحة الإجمالية التي بلغت 339 كيلومترًا مربعًا.
وتُعدّ الخطوة مؤشرًا على التزام الشركة بزيادة نطاق أعمالها في المغرب، مع مواصلة برامج الحفر التي قد تصل إلى 140 ألف متر خلال العام.
وتَركَّز نصف أعمال الحفر على تعزيز التمعدن المعروف في بومدين وتيزي وإيمارين، في حين وُجِّهَ النصف الآخر إلى استكشاف أهداف جديدة لم تُختبَر بعد.
دراسة اقتصادية مرتقبة
من المقرر أن تُصدر "آية للذهب والفضة" التقييم الاقتصادي الأولي لمشروع بومدين قبل نهاية 2025.
ويهدف التقييم إلى تحديد الجدوى الاقتصادية والتقنية للمشروع، تمهيدًا لتحويله إلى مشروع إنتاجي متكامل.
وقال الرئيس والمدير التنفيذي للشركة بينوا لا سال، إن النتائج الأخيرة "تؤكد أن مشروع بومدين يتطور ليصبح موردًا إقليميًا حقيقيًا"، مشيرًا إلى أن الاكتشافات الإضافية ستعزز مكانة المشروع بوصفه أحد أهم أصول المعادن النفيسة الناشئة في المغرب.
أهمية جيولوجية
أشارت البيانات إلى أن جيولوجيا أسيرم تتكون من صخور بركانية ورواسب رسوبية تعود إلى حقب قديمة، وتحتوي على عروق كوارتز وكربونات وباريت محقونة بمعادن الذهب والنحاس والفضة.
ويمكن أن يصل سُمك هذه العروق محليًا إلى 5 أمتار، ما يعكس إمكانات استكشاف مستقبلية كبيرة.
كما رُصدت مؤشرات سطحية تتزامن مع سمات جيوفيزيائية قوية، وهو ما يؤكد قدرة المنطقة على استضافة تمعدن ممتد وعالي الجودة.
خطوة تعزز موقع المغرب
يمثّل أحدث اكتشاف ذهب في المغرب إضافة نوعية لقطاع التعدين الوطني، ويأتي في وقت تتزايد فيه أهمية المعادن النفيسة على الساحة العالمية.
ومع النتائج الإيجابية في أسيرم وبومدين وتيزي، إلى جانب توسُّع نطاق الاستكشاف، يرسخ المغرب مكانته وجهةً جاذبةً للاستثمارات في قطاع المعادن.
وتؤكد الشركة أنها تضع الاستدامة والحوكمة ضمن أولوياتها، بما ينسجم مع خططها طويلة الأمد لتعظيم قيمة المساهمين، وتحويل بومدين إلى مشروع إنتاجي إستراتيجي في شمال أفريقيا.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
