حقّق مشروع غاز مسال جديد إنجازًا ماليًا ينبئ بتوطيد أقدام الولايات المتحدة على قمة الدول المصدّرة للوقود فائق التبريد عالميًا.
جاء ذلك بعد نجاح بنك ستاندرد تشارترد في تدبير تمويل بقيمة 15.1 مليار دولار لتطوير المرحلة الأولى من المشروع، وهو "سي بي 2" (CP2) في ولاية لويزيانا.
يطوّر المشروع بقدرة إنتاج 28 ملايين طن سنويًا شركة "فنشر غلوبال" الأميركية (Venture Global)، ونجح في تأمين اتفاقيات شراء طويلة الأمد من قارات مختلفة، وفق ما جاء في بيان صحفي حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وذلك هو ثالث مشروع غاز مسال تطوّره "فنشر" داخل أحواض أميركا الشمالية في غضون 5 سنوات، كما سيرفع إنتاج الشركة إلى 67.2 مليون طن سنويًا في غضون عامين.
تطورات مشروع غاز مسال أميركي
سلّط بنك ستاندرد تشارترد الضوء على دوره "المحوري" في نجاح إتمام عملية جمع تمويلات بقيمة 15.1 مليار دولار لصالح المرحلة الأولى من مشروع الغاز المسال الأميركي "سي بي 2".
ووصف البنك الصفقة الجديدة بـ"الإنجاز"، قائلًا، إنها أكبر عملية تمويل لمشروع منفرد يقوم بها البنك على الإطلاق، وذلك بعد أن اجتذب التزامات بالتمويل بقيمة 34 مليار دولار من مؤسسات مالية رائدة عالميًا.
وتفصيليًا، قدَّم البنك حزمة تمويل بقيمة 12.1 مليار دولار، بالإضافة لقرض قصير الأجل بقيمة 3 مليارات دولار.
وقام البنك البريطاني بدور المنظّم الرئيس والمنسّق الأول والمختص بالحماية من المخاطر المالية أو التحوط في ترتيب القرض المُجمع طويل الأمد، وأكبر منسّق للقرض قصير الأجل.
يُشار هنا إلى أن بنك ستاندرد تشارترد موجود في 54 دولة من أكثر أسواق العالم ديناميكية، وفي الولايات المتحدة يرجع تاريخه إلى عام 1902، وعمومًا يؤدي دورًا رئيسيًا في تسهيل التجارة وتدفق الاستثمار بين الأميركيتين (له 9 فروع) وآسيا وأفريقيا والمملكة المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط.
وبالنسبة لمشروع محطة تصدير الغاز المسال المقام على مساحة 1150 فدانًا، تقول شركة فنشر غلوبال، إنه في مرحلة متقدمة من أعمال الهندسة والمشتريات حاليًا.
ومن المقرر بناء خط أنابيب "سي بي إكسبريس" (CP Express) يمتد من مقاطعتي جاسبر ونيوتن في تكساس، وصولًا إلى محطة الغاز المسال في كاميرون باريش في لويزيانا.
تعاون فنشر غلوبال وبنك ستاندرد تشارترد
أعرب مدير قطاع تمويل البنى الأساسية والتطوير بالأميركيتين في بنك ستاندرد تشارترد سريدهار ناغاراجان عن سعادته بتقديم الدعم لمحطة تصدير الغاز المسال الأميركي سي بي 2.
ووصف المشروع بـ"الضخم"، مثمّنًا دور شركة فنشر غلوبال في تقديم الغاز المسال ذي التكلفة المنخفضة إلى العالم.
وعلى الناحية الأخرى، سلّط الضوء على دور البنك الذي يواصل إثبات قدرته على تقديم حلول مالية مبتكرة تقرّب عملاءه بفرص النمو.
وفي السياق نفسه، قال، إن دور البنك بمثابة "إنجاز" و"مثال" على القدرة على قيادة عمليات التمويل المعقّدة من خلال جمع رؤوس الأموال وتقديم حلول للمخاطر المالية والاستفادة من خبرته العميقة.
وأضاف: "كما يُسلّط هذا التمويل الضوء على قيادة بنك ستاندرد تشارترد في تمويل المشروع والتزامه بدعم الاستثمار في مرافق البنية الأساسية الحاسمة عالميًا".
يُشار هنا إلى أن شركة فنشر غلوبال قد اتخذت قرار الاستثمار النهائي بشأن أحدث مشروع غاز مسال بحافظة أعمالها في 28 يوليو/تموز الماضي (2025) بعد إتمام ترتيبات تمويل المشروع.
ومن شأن المشروع أن يرفع القدرة التصديرية للشركة بأكثر من 70% في غضون عامين، بما يجعلها أكبر مصدر للغاز المسال في أميركا قبل شركة "شينير إنرجي" (Cheniere Energy).
وبحسب بيانات رسمية للشركة، سيرفع المشروع قدرات التصدير لدى "فنشر غلوبال" إلى 67.2 مليون طن سنويًا بحلول عام 2027 من 39.2 حاليًا.
وبحسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة، كان ذلك هو ثالث قرار استثمار نهائي لمحطة تصدير أميركية للغاز بالمسال منذ عودة الرئيس دونالد ترمب للسلطة في يناير/كانون الثاني (2025)، بما يوطد مكانة الولايات المتحدة بوصفها الأكبر عالميًا، وهو ما يوضحه الرسم البياني التالي، من إعداد وحدة أبحاث الطاقة:
وحظى القطاع الأميركي بدعم وافر من الرئيس ترمب الذي ألغى حظر منح تراخيص لمشروعات تصدير الغاز المسال الصادر في عهد سابقه جو بايدن، ضمن سياسة هيمنة الطاقة وشعاره الشهير "احفر عزيزي احفر".
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
