تراجع إجمالي انبعاثات الكربون من قطاع الطاقة الأميركي بين عامي 2005 و2023، في انعكاس واضح لتحول البلاد بعيدًا عن الفحم وتعزيز الاعتماد على الطاقة المتجددة.
وكشف تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، عن أن إجمالي الانبعاثات الكربونية المتعلقة بالطاقة في الولايات المتحدة هبط بنسبة 20% خلال هذه المدة، ليصل إلى 4.782 مليار طن في 2023.
وتوقّع التقرير ارتفاع إجمالي انبعاثات الكربون في الولايات المتحدة بنسبة 1% خلال العام الجاري، نتيجة زيادة استهلاك الوقود الأحفوري لإنتاج النفط الخام وارتفاع إنتاج الكهرباء.
وخلال المدة نفسها، ارتفع عدد السكان 14%؛ ما أدى إلى تراجع نصيب الفرد من انبعاثات استهلاك الطاقة الأولية في جميع الولايات بنسبة 30%، وكانت الصدارة لولاية ماريلاند.
أما على صعيد القطاعات؛ فقد أصبح قطاع النقل أكبر مصدر للانبعاثات في 28 ولاية، متجاوزًا قطاع الكهرباء الذي كان المهيمن في 31 ولاية عام 2005.
انخفاض انبعاثات الكربون من قطاع الطاقة الأميركي
أظهر التقرير الصادر عن إدارة معلومات الطاقة، اليوم الإثنين 15 سبتمبر/أيلول (2025)، أن انخفاض انبعاثات الكربون من قطاع الطاقة الأميركي خلال المدة من 2005 و2023، جاء نتيجة عدة عوامل:
- انخفاض استهلاك الفحم في قطاع الكهرباء.
- ارتفاع توليد الكهرباء العاملة بالغاز.
- زيادة توليد الكهرباء المتجددة.
وقادت ولاية ماريلاند المشهد بانخفاض نصيب الفرد من انبعاثات استهلاك الطاقة بنسبة 49% بين 2005 و2023، إذ تراجع إجمالي الانبعاثات في الولاية بواقع 43%، مع نمو السكان بنسبة 11%.
وفي 2023، سجّلت ماريلاند أدنى نصيب للفرد من الانبعاثات بين الولايات عند 7.8 طنًا متريًا، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وجاء ذلك نتيجة تحول جذري في مزيج توليد الكهرباء بين عامي 2005 و2023؛ إذ تراجعت حصة الفحم من 56% إلى 5%، وارتفعت حصة الغاز الطبيعي من 4% إلى 41%، إلى جانب تشغيل محطات الرياح والطاقة الشمسية الجديدة، وأسهم ذلك في خفض انبعاثات قطاع الكهرباء في ماريلاند بنسبة 74%.
انبعاثات الكربون حسب القطاعات
على الجانب الآخر، تكشف خريطة انبعاثات الكربون من قطاع الطاقة الأميركي عن تغييرات واضحة في القطاعات.
فقد أصبح قطاع النقل المصدر الأول للانبعاثات في 28 ولاية، نتيجة تراجع الاعتماد على الفحم في توليد الكهرباء، مقابل ثبات نسبي في استهلاك المشتقات النفطية لدى وسائل النقل.
وفي عام 2023، تصدّر قطاع النقل الانبعاثات في معظم ولايات الساحلين الشرقي والغربي، وذلك بسبب ارتفاع الكثافة السكانية وكثرة حركة الطرق والسفر الجوي.
كما أن هذه الولايات لم تعد تعتمد على الفحم في توليد الكهرباء، ما أدى إلى انخفاض كبير في انبعاثات قطاع الكهرباء منذ عام 2005.
بينما شكل قطاع الكهرباء المصدر الرئيس لانبعاثات الكربون في 18 ولاية أميركية خلال عام 2023، وتعد أغلب هذه الولايات موردًا صافيًا للكهرباء مثل بنسلفانيا وألاباما ووايومنغ.
وتعتمد هذه الولايات على الفحم، حيث أنتجت ولايات مثل فرجينيا الغربية ووايومنغ وكنتاكي وميزوري وداكوتا الشمالية أكثر من نصف كهربائها من الفحم.
أما قطاع الصناعة؛ فقد استحوذ على أكبر حصة من الانبعاثات الكربونية في 4 ولايات فقط خلال عام 2023، أبرزها تكساس ولويزيانا وألاسكا بسبب النفط والغاز وعمليات التكرير، وفي أيوا نتيجة الزراعة والوقود الحيوي.
وأشار التقرير إلى أن الانبعاثات الصناعية تتركّز في عدد محدود من الولايات؛ إذ شكّلت 5 ولايات أكثر من نصف إجمالي الانبعاثات الصناعية في أميركا، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وعلى المستوى الوطني، كان قطاع الكهرباء المساهم الأكبر في الانبعاثات حتى 2016، قبل أن يتجاوزه النقل.
ورغم أن الانبعاثات في القطاعين بلغت ذروتها خلال 2007، فإن الكهرباء سجل تراجعًا أسرع بفضل الغاز والطاقة المتجددة، في حين ظل مزيج وقود النقل شبه ثابت رغم نمو مبيعات السيارات الكهربائية، وتراجع الطلب على الوقود بعد جائحة كورونا.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
){kind=link}