تأمل شركة بي بي (شركة النفط البريطانية) في أن يصبح حقل نفط برازيلي، مُكتشف حديثًا، طوق النجاة الذي يمكن أن ينقذها من تعثرها الطويل؛ نظرًا إلى ضخامة الاحتياطي من الخام المتوقع.
ووصف الرئيس التنفيذي للشركة موراي أوكينكلوس، حقل نفط "بوميرانغ"، الذي أدى اكتشافه إلى ارتفاع سهمها بنسبة 8% خلال شهر أغسطس/آب الماضي في بورصة لندن للأوراق المالية، متفوقة على مثيلاتها في الأداء، بأنه الأهم في 25 عامًا.
وقد يؤدي تطوير حقل النفط البرازيلي الضخم إلى تحول جذري في الشركة العملاقة؛ صاحبة الأصول التي تبلغ قيمتها 93 مليار دولار؛ والمتعثرة منذ سنوات طويلة.
وتعرّضت شركة النفط البريطانية في السنوات الأخيرة إلى اضطرابات في قيادتها وتحولات إستراتيجية وتكهنات استحواذ عديدة وضغوط من المستثمرين النشطين، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتحتاج شركة النفط البريطانية إلى أشهر لتقييم كامل لحقل النفط البرازيلي "بوميرانغ"، لكن النتائج الأولية تشير إلى أنه يحتوي على عمود هيدروكربوني بطول 500 متر في خزان عالي الجودة في منطقة ما قبل الملح، قد يمتد على مساحة تزيد على 300 كيلومتر مربع.
وقدّر محلل معهد بحوث الطاقة "أوكسفورد إنستيتيوت فور إنرجي ستديز" كلاوديو ستيور، حجم محتويات الحقل، بناء على بيانات الحقول المجاورة في المنطقة، بنحو 2.5 مليار برميل من مكافئ النفط.
وقال إن هذا يعني أنه حقل نفطي بحري عملاق يستطيع إنتاج 400 ألف برميل يوميًا لعدة عقود عند تطويره بالكامل، "وستجني بي بي، التي تمتلك 100% من الحقل، مكاسب هائلة منه".
شركة بي بي تواجه تحديات عديدة
يعكس الاكتشاف النفطي في البرازيل حقيقة أن شركة النفط البريطانية تُعيد إستراتيجيات قديمة في زيادة الإنفاق على عمليات الاستكشاف؛ إذ تخطط لرفعه بنسبة 20% ليصل إلى 10 مليارات دولار بحلول عام 2027، مستهدفة الحفاظ على الإنتاج مستقرًا عند 2.3 و2.5 مليون برميل يوميًا حتى عام 2030.
وتواجه شركة النفط البريطانية، التي تنظر إلى حقل النفط البرازيلي بوصفه مُنقذًا لها، تحديات عديدة في السنوات الأخيرة، دعتها لوضع خطة تسريح عمال ضخمة.
وفي مطلع العام الجاري (2025)، قالت الشركة إنها تعتزم التخلص من 7700 عامل حول العالم من إجمالي 90 ألف موظف، بعدما تعهد رئيسها التنفيذي موراي أوكينكلوس، خلال أبريل/نيسان 2024، بزيادة السيولة بنحو ملياري دولار بحلول 2026، ثم كشف، في أكتوبر/تشرين الأول 2024، عن أن بي بي تخطط لتخفيضات بقيمة 500 مليون جنيه إسترليني (680 مليون دولار أميركي) في 2025.
(الجنيه الإسترليني = 1.36 دولارًا أميركيًا).
وقالت شركة النفط البريطانية العام الماضي (2024): "بدأنا برنامج يُنفذ خلال عدة سنوات، يستهدف تبسيط أعمال الشركة وتعزيز التنافسية وخفض التكاليف وبناء المرونة وتحسين الأداء".

إعلان اكتشاف حقل النفط البرازيلي
في 4 أغسطس/آب 2025، أعلنت شركة بي بي أنها حفرت بئرًا بحقل "بوميرانغ" في حوض سانتوس على بُعد 404 كيلومترات من مدينة ريو دي جانيرو؛ بعمق 5.9 ألف متر تحت سطح الماء.
وأضافت، في بيان منشور على موقعها الإلكتروني، أن نتائج تحليل موقع الحفر أشارت إلى ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون، وستبدأ تحليلًا مختبريًا لتحديد خصائص الخزان والسوائل المكتشفة بشكل أعمق؛ ما سيوفر فهمًا أعمق لإمكانات الحقل، "ومن المقرر إجراء مزيد من أنشطة التقييم، فور الحصول على موافقة الجهات التنظيمية".
وقالت شركة بي بي إن هذا الاكتشاف هو العاشر الذي تحقّقه خلال العام الجاري (2025).
وأعرب نائب الرئيس التنفيذي لشؤون الإنتاج والعمليات في شركة بي بي غوردون بيريل، عن سعادته بتحقيق هذا الاكتشاف، مشيدًا بدور البرازيل بوصفها دولة مهمة بالنسبة لشركته، كما وصف بيريل الاكتشاف بأنه نجاح آخر في عام استثنائي لفريق الاستكشاف بالشركة.
وتعمل شركة بي بي في البرازيل منذ أكثر من 50 عامًا، ولديها محفظة أعمال متنوعة، كما تمتلك حصصًا في 8 مربعات بحرية (4 منها هي المشغّلة) داخل 3 أحواض.
وحصلت الشركة على حقوق التنقيب والإنتاج في مربع بوميرانغ في ديسمبر/كانون الأول من عام 2022، وذلك خلال الجولة الأولى لعقود تقاسم الإنتاج التي أجرتها الوكالة الوطنية للنفط والغاز والوقود الحيوي (ANP).
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
- اكتشاف شركة بي بي النفطي في البرازيل يخفض المخاوف بشأن الأصول العالقة من رويترز.
- بيان شركة بي بي الخاص بإعلان الكشف النفطي في البرازيل من الموقع الإلكتروني للشركة.
- شركة بي بي تتخلص من آلاف الوظائف من يورونيوز.