تتهيأ سوق تخزين الكهرباء في أميركا اللاتينية لنمو ملحوظ خلال المدة من 2024 و2034، وسط توقعات بأن تصبح الركيزة لاستقرار الشبكات ومضاعفة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة.
ويتوقّع تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، نمو السعة بمعدل سنوي مركب يبلغ 8%، ليصل الإجمالي إلى 23 غيغاواط بحلول 2034، مع التركيز على الاستثمار في مشروعات التخزين على نطاق المرافق.
وستقود تشيلي نمو سوق تخزين الكهرباء في أميركا اللاتينية، بفضل الأطر التنظيمية والبنية التحتية التي تواكب نمو مشروعاتها في الطاقة الشمسية والرياح.
غير أن المنطقة ستواجه ثغرات تنظيمية قد تبطئ هذا الزخم، رغم تزايد الحاجة إلى زيادة إنتاج الكهرباء، وإزالة الكربون، وخفض تكاليف الطاقة، فضلًا عن تحسين مرونة الشبكة ودمج الطاقة المتجددة.
سوق تخزين الكهرباء في أميركا اللاتينية
أشار التقرير الصادر عن شركة الأبحاث وود ماكنزي إلى أن سوق تخزين الكهرباء في أميركا اللاتينية ستنمو تدريجيًا خلال المدة من 2024 وحتى 2034.
ففي العام الماضي، بلغت السعة نحو 1 غيغاواط، بقيادة تشيلي والمكسيك، مع توقعات بأن ترتفع إلى 1.3 غيغاواط في 2025.
وستشهد المدة بين 2026 و2029 طفرة في السعة تتجاوز 2 غيغاواط مع انضمام جمهورية الدومينيكان، قبل أن تتباطأ مؤقتًا في عامي 2030 و2031 عند 1.9 غيغاواط.
وبحلول 2032، ستستعيد السوق زخمها لتصل 2.6 غيغاواط في 2034، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وستستحوذ تشيلي على قرابة نصف إجمالي السعة في المنطقة بحلول 2034، وستتبعها المكسيك وجمهورية الدومينيكان.
وفي هذا السياق، قالت المحللة لدى شركة وود ماكنزي، باميلا موراليس، إن السياسات التنظيمية عززت مكانة تشيلي بسوق تخزين الكهرباء في أميركا اللاتينية.
وأضافت أن المكسيك تحمل إمكانات لتعزيز حضورها، رغم بعض الحواجز التنظيمية التي تواجهها، في حين أظهرت جمهورية الدومينيكان نموًا ملحوظًا.
وحسب الرسم البياني التالي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- تأتي تشيلي في المركز الأخير بقائمة أكثر 10 دول إضافة لسعة بطاريات تخزين الكهرباء حتى 2033:
مشروعات تخزين الكهرباء على نطاق المرافق
كشف التقرير عن أن مشروعات تخزين الكهرباء في أميركا اللاتينية على نطاق المرافق ستستحوذ على الجزء الأكبر من السوق خلال مدة التوقعات.
وستوفر المشروعات المستقلة الاستقرار للشبكات في أميركا الوسطى ومنطقة الكاريبي، كما ستتنامى مشروعات التخزين المرتبطة بالطاقة الشمسية مع ارتفاع حصة الطاقة الشمسية في المكسيك وأميركا الجنوبية.
وعلى صعيد القطاع التجاري والصناعي، تظهر مؤشرات نمو في بعض البلدان بحلول منتصف ثلاثينيات القرن الحالي، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وأشار التقرير إلى أن التحول نحو تخزين الكهرباء في أميركا اللاتينية يرجع إلى الحاجة لتحقيق أهداف الطاقة المتجددة وارتفاع مستويات تقليص الإنتاج.
فقد أظهرت العطاءات الإقليمية نجاحًا كبيرًا في تحفيز تطوير المشروعات، في حين تفرض القيود على الشبكات الناتجة عن ارتفاع إنتاج الطاقة المتجددة الحاجة لاستعمال البطاريات لضمان الاستقرار.
ومع تحديث خطط الطاقة في عدة دول تتضمّن أهدافًا طويلة المدى للتخزين، أصبحت هذه الحلول خطوة أساسية لتطوير القطاع في المستقبل.
تحديات سوق تخزين الكهرباء في أميركا اللاتينية
رغم الطفرة؛ فقد سلّط التقرير الضوء على التحديات المستمرة التي تعوق نمو سوق تخزين الكهرباء في أميركا اللاتينية، موضحًا أن الفجوات التنظيمية تمثل أبرز هذه التحديات.
وأشارت المحللة لدى وود ماكنزي، باميلا موراليس، إلى أن هذه الفجوات تهدد تنفيذ مشروعات بطاريات تخزين الكهرباء إذ تحتاج كل فئة من السوق إلى أطر تنظيمية واضحة ونماذج تشغيلية وآليات تعويض محددة.
بالإضافة إلى ذلك، لا تزال التكاليف الأولية تشكل عائقًا اقتصاديًا إضافيًا في بعض الأسواق، رغم توقع انخفاضها مع دخول مشاركين جدد.
كما أن القيود في البنية التحتية تفرض تحديات، لكنها في الوقت نفسه تفتح فرصًا لتطوير حلول مبتكرة للتخزين.
وأضافت موراليس أن نجاح السوق على المدى الطويل يعتمد على إيجاد توازن بين السياسات والحوافز، ووضع أطر تنظيمية شاملة تحد من العقبات عبر جميع القطاعات.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
