يقف قطاع فحم الكوك الأسترالي حجر عثرة أمام جهود خفض الانبعاثات في صناعة الصلب العالمية، وتحديدًا انبعاثات غاز الميثان.
فصناعة الصلب هي بمثابة المحرك الرئيس للطلب على فحم الكوك، الذي يتركز إنتاجه في عدد من البلدان.
وتسهم عمليات تعدين فحم الكوك في إطلاق كميات كبيرة من غاز الميثان، أحد أقوى غازات الدفيئة، إذ تتجاوز قدرته على الاحترار العالمي 80 ضعف قدرة ثاني أكسيد الكربون خلال 20 عامًا، وأقوى 30 مرة على مدى 100 عام.
ويمثّل فحم الكوك أكبر مصدر للميثان من الوقود الأحفوري في أستراليا، حيث تغطي كانبرا أكثر من نصف سوق فحم الكوك العالمية، مع توجيه الجزء الأكبر لصناعة الصلب.
ونتيجة لذلك، قد يسهم الميثان المنبعث من فحم الكوك الأسترالي في إضافة ما بين 10-17% إلى الأثر المناخي لإنتاج الصلب القائم على أفران الصهر على مدى 20 عامًا، وفقًا لتقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).
ومع اقتراب عام 2030، يمكن لشركات الصلب أن تتخذ إجراءات سريعة وغير مكلفة للحدّ من انبعاثات الميثان من مناجم الفحم وإزالة الكربون من سلاسل التوريد.
أستراليا أكبر مصدر لفحم الكوك
تعدّ أستراليا أكبر دولة مصدرة عالميًا لفحم الكوك، ويذهب الجزء الأكبر إلى الدول المنتجة لصناعة الصلب.
وبين عامي 2019 و2023، بلغ متوسط الإنتاج العالمي من فحم الكوك نحو 1.05 مليار طن سنويًا، وكانت الصين أكبر الدول المنتجة بنسبة 52.2%، بينما تمثّل أستراليا 16.8%، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
ووفقًا لبيانات 2023، جاءت أكبر الدول المستوردة لفحم الكوك الأسترالي على النحو التالي:
- اليابان: 32.7 مليون طن.
- الهند: 29 مليون طن.
- الاتحاد الأوروبي: 14.5 مليون طن.
- كوريا الجنوبية: 11.1 مليون طن
وينطلق الميثان المخزَّن في طبقات الفحم والصخور المحيطة عند استخراج الفحم، وتستمر بعض الانبعاثات لسنوات بعد إغلاق المناجم.
ورغم أن شدة انبعاثات الميثان تختلف بحسب الظروف الجيولوجية والتعدين، فإن فحم الكوك عادةً ما يكون أكثر كثافة في الميثان من الفحم الحراري.

انبعاثات فحم الكوك الأسترالي
يتراوح متوسط كثافة انبعاثات الميثان المعلنة والمقدَّرة الناتجة عن تعدين فحم الكوك الأسترالي بين 3-5 أطنان لكل 1000 طن من الفحم، بحسب التقرير الصادر عن مركز أبحاث الطاقة النظيفة إمبر.
غير أن أستراليا تواصل عدم الإبلاغ عن انبعاثات الميثان من مناجم الفحم، وقد يضلل ذلك شركات صناعة الصلب المستوردة، إذ إن الانبعاثات الفعلية قد تكون 3 أضعاف نظيرتها المعلنة، ويزيد ذلك من صعوبة إدارة الانبعاثات وخفضها طوال دورة حياتها.
وتُدرَج انبعاثات الميثان الناتجة عن تعدين فحم الكوك ضمن انبعاثات سلسلة القيمة لمصنّعي الصلب، لكنها نادرًا ما تُعلَن.
وأظهر تقرير إمبر أنه عند احتساب انبعاثات الميثان المقدّرة من مناجم الفحم الأسترالية ستزيد انبعاثات النطاق 3 لشركات كبرى، مثل نيبون ستيل (Nippon Steel) بنسبة تتراوح بين 6% و15%.
وتشير تقديرات عام 2024 إلى أن مناجم فحم الكوك في أستراليا أطلقت نحو 867 ألف طن متري من الميثان، أي ما يعادل قرابة 71.5 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون سنويًا، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وتتفوق هذه الانبعاثات على قطاع الفحم الحراري وأكثر من ضعف إجمالي الانبعاثات من النفط والغاز الطبيعي والمسال في البلاد.

توصيات لإزالة الكربون من صناعة الصلب
في الوقت نفسه، أشار التقرير إلى ضرورة وضع شركات صناعة الصلب أهدافًا لإدارة تسربات انبعاثات الميثان من مناجم الفحم، موضحًا أن أكثر من نصف هذه الانبعاثات يمكن تجنُّبها عن طريق استعمال التقنيات المتاحة حاليًا.
كما أكد ضرورة الابتعاد عن الفحم والاعتماد على الطاقة المتجددة لتحقيق أهداف الحياد الكربوني بحلول 2050.
وحدّد مجموعة من التوصيات لمصنّعي الصلب وصنّاع السياسات والمؤسسات المالية، أبرزها:
- إدراج غاز الميثان من مناجم الفحم في انبعاثات صناعة الصلب وتحديد أهداف لعام 2030.
- تشجيع شركات الصلب على تحديد أهداف انبعاثات النطاق 3 الخاصة بالاستهلاك المباشر.
- إدراك المؤسسات المالية لمخاطر انبعاثات الميثان من مناجم الفحم، ودعمها لتمويل التحول نحو الصلب الأخضر.
- توفير بيئة داعمة للصلب الأخضر من قبل صنّاع السياسات.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر: