حقّقت اتفاقيات الربط بشبكة الكهرباء الأميركية طفرة قياسية خلال العام الماضي (2024)، بعدما ارتفعت إلى أعلى مستوى مُسجَّل على الإطلاق، بفضل الإصلاحات الفيدرالية الأخيرة.
وأشار تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، إلى أن إجمالي اتفاقيات الربط بالشبكة وصل إلى 75 غيغاواط، مقارنة مع 51 غيغاواط عام 2023، و42 غيغاواط في 2022، بمعدل نمو سنوي مُركّب 33%.
ويبدو أن عام 2025 يحافظ على الزخم؛ إذ سجلت اتفاقيات الربط بشبكة الكهرباء الأميركية 42 غيغاواط خلال الأشهر الـ7 الأولى من العام الجاري.
يأتي ذلك خلال وقت تشهد فيه الولايات المتحدة ارتفاعًا كبيرًا في الطلب على الكهرباء للمرة الأولى منذ عقود؛ ما يضع تحديًا مضاعفًا أمام الشبكة ومشغليها لتأمين قدرات إضافية.
ومن المتوقع أن يرتفع الطلب على الكهرباء في أميركا بمعدل نمو سنوي مركب قدره 2.5% حتى عام 2035، مقارنة بـ0.5% بين عامي 2014 و2024، ويرجع ذلك إلى كهربة المباني وتوسع مراكز البيانات والقطاع الصناعي، إلى جانب اعتماد المركبات الكهربائية.
أسباب ارتفاع اتفاقيات الربط بشبكة الكهرباء الأميركية
أظهر التقرير الصادر عن شركة الأبحاث وود ماكنزي أن الارتفاع القياسي في اتفاقيات الربط بشبكة الكهرباء الأميركية جاء نتيجة إصلاحات قادتها هيئة تنظيم الطاقة الفيدرالية (FERC)، إلى جانب إجراءات تنظيمية نفذّها مشغلو الشبكات المستقلة (ISOs).
وأظهرت الإصلاحات بوادر نجاح واضحة في الحد من المشروعات غير الجادة وتسريع وتيرة إتمام اتفاقيات الربط.
ورغم أن عام 2024 شهد ارتفاعًا في دخول المشروعات الجديدة إلى الشبكة ليصل إلى 358 غيغاواط، على أساس سنوي؛ فإنه شهد انخفاضًا بنسبة 9% مقارنة بعام 2022.
وخلال المدة من يناير/كانون الثاني حتى يوليو/تموز (2025)، سجّلت هذه المشروعات نحو 184 غيغاواط، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
على النقيض، زاد عدد انسحاب المشروعات غير القابلة للتنفيذ بنسبة 51% منذ 2022، ليبلغ 259 غيغاواط في 2024، ونحو 79 غيغاواط خلال الأشهر الـ7 الأولى من العام الجاري.
وشبكات الكهرباء هي منظومة من المولدات وشركات النقل والتوزيع، تعمل بتناغم لضمان تدفق الكهرباء من المصدر إلى المستهلك دون انقطاع، ومع تصاعد انتشار الطاقة المتجددة في الأسواق العالمية، أصبح الربط بين هذه المصادر والشبكات القائمة التحدي الأكبر أمام مشغلي الشبكات، لضمان الاستقرار والمرونة.
وربط الشبكات عبارة عن هياكل تتيح للمولدات بضخ الكهرباء في الشبكة الوطنية وربط المناطق المختلفة ببعضها، بما يسمح بتوجيه الكهرباء إلى حيث يزداد الطلب.
ويوضح الرسم التالي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- مزيج الكهرباء في أميركا بين عامي 2012 و2024:
مَن يهيمن على اتفاقيات الربط بشبكة الكهرباء الأميركية؟
كشف التقرير عن أن الطاقة الشمسية وأنظمة التخزين واصلت فرض هيمنتها على اتفاقيات الربط بشبكة الكهرباء الأميركية.
وخلال العام الماضي، استحوذت على 75% من إجمالي الاتفاقيات، أي ما يعادل قرابة 58 غيغاواط، وتؤكد المؤشرات أن عام 2025 سيحافظ على الحصة السوقية نفسها.
ومنذ عام 2019، شكّلت الطاقة الشمسية وحدها نصف جميع اتفاقيات الربط الموقعة، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
ورغم الضغوطات التي فرضتها السياسات الفيدرالية الجديدة والتي كبحت من وتيرة نمو قطاع الرياح؛ فقد واصل دخول قوائم الانتظار خلال العام الجاري.
وأوضح التقرير أن اتفاقيات الربط السنوية الموقعة لمشروعات الغاز انخفضت بنسبة 25% منذ 2022، رغم ارتفاع طلبات الربط بإضافة 121 غيغاواط من السعة الجديدة، وتحقيق رقم قياسي بحلول منتصف العام الجاري.
من جهة أخرى، أضاف التقرير أن معدل نجاح اتفاقيات الربط بشبكة الكهرباء الأميركية يتباين بين مشغلي الشبكات من منطقة إلى أخرى.
وتصدّر مجلس الموثوقية الكهربائية في ولاية تكساس "إركوت-ERCOT" بفضل نهجه المبسط في إدارة الطلبات، ليحقق أعلى نسب نجاح وأسرع وتيرة في معالجة مشروعات الربط؛ إذ يستغرق توقيع اتفاقيات الربط عامًا واحدًا تقريبًا.
يليه مشغل الشبكة "آي إس أو نيو إنغلاند" في المرتبة الثانية من حيث معدلات النجاح، لكن توقيع اتفاقية الربط يصل إلى قرابة 4 أضعاف ما هو عليه في تكساس.
وجاء مشغل الشبكة في كاليفورنيا، (كاسيو - CAISO) ثالثًا من سرعة الموافقات، لكنه يواجه واحدًا من أدنى معدلات النجاح نتيجة الارتفاع الكبير في عدد المشروعات غير الجادة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..
- اتفاقيات الربط بشبكة الكهرباء الأميركية من وود ماكنزي
- الربط بشبكة الكهرباء في أميركا من وود ماكنزي
- الطلب على الكهرباء في أميركا من معهد بنك أوف أميركا
