الصحراء الغربية في مصر.. اكتشافات متواصلة تعزّز الثروة النفطية منذ السبعينيات

تحتضن الصحراء الغربية في مصر أهم الحقول المنتجة للنفط والغاز، مع احتوائها على احتياطيات ضخمة يُبرزها استمرار تحقيق المزيد من الاكتشافات المهمة منذ السبعينيات.

وتمثّل الصحراء الواقعة غرب نهر النيل ويحدها من الشمال البحر المتوسط، الجزء الأكبر من إنتاج النفط الخام في مصر بنسبة 56%، تليها منطقة خليج السويس بنسبة 23%، والصحراء الشرقية وسيناء بنسبة 12% و9% على الترتيب، وفقًا لبيانات رسمية لدى وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).

كما تمثّل الصحراء الغربية نسبة 18% من إنتاج الغاز المصري، في حين يأتي النصيب الأكبر من حقول البحر المتوسط بنسبة 62%، ودلتا النيل بنسبة 19%.

وتتمتع الصحراء الغربية في مصر بإمكانات كبيرة يمكن استغلالها عبر تطبيق طرق الحفر المبتكرة مثل الحفر الأفقي والتكسير الهيدروليكي، وهو ما نفذته البلاد -مؤخرًا- ونجحت في تحقيق اكتشافات بأعماق تاريخية.

وبصفة عامة، استقرت احتياطيات مصر من النفط عند 3.3 مليار برميل بنهاية 2024، وفق بيانات منظمة أوبك.

يُذكر أن إنتاج مصر من النفط الخام والمكثفات والسوائل الغازية ارتفع إلى 637 ألف برميل يوميًا خلال 2024، مقابل 610 آلاف عام 2023.

حقول الصحراء الغربية في مصر

منذ سبعينيات القرن الماضي، كانت حقول الصحراء الغربية في مصر شاهدة على اكتشاف مكامن للنفط والغاز، انطلقت مع اكتشاف حقل أبوالغراديق أقدم الحقول المكتشفة في المنطقة، ويعود اكتشافه لعام 1971.

وبحسب آخر الإحصائيات الصادرة في عام 2021، يصل حجم إنتاج حقل أبوالغراديق إلى 2600 برميل من النفط الخام يوميًا، بالإضافة إلى 15 مليون قدم مكعبة من الغاز يوميًا.

وكان قد سبقه اكتشاف للنفط والغاز في امتياز مليحة عام 1970، ولكن جاءت التقديرات -وقتها- أن احتياطيات الحقل ضعيفة وغير مجدية، وقررت البلاد البحث في مناطق أخرى.

وبعد نحو 20 عامًا، قررت البلاد العودة إلى البحث والتنقيب في امتياز مليحة عام 1990 وعثرت على العديد من الحقول خلال السنوات التالية، أبرزها:

• 2007: حقل شمال.
• 2010: حقل أركاديا.
• 2012: حقل آمري العميق.
• 2013: حقل شمال روزا.
• 2014: حقل غرب مليحة.

وفي مايو/أيار 2018، عثرت شركة إيني الإيطالية على مكامن للنفط والغاز في حقل مليحة على بُعد 130 كيلومترًا شمال واحة سيوة، بقدرة إنتاجية بلغت 8 آلاف و500 برميل من النفط المكافئ يوميًا في 2022.

ومن أهم الحقول -أيضًا- وأقدمها بمنطقة الصحراء الغربية في مصر، حقل بدر المكتشف عام 1981، ويتكوّن من 3 خزانات رئيسة هي (خاريطة، والبحرية، وأبورواش)، وبدأ الإنتاج من الحقل منذ عام 1982.

وفي عام 1981، شهد الحقل المجاور لأبوالغراديق النفطي، حفر البئر "بدر 1-1"، فيما يشهد الحقل في الوقت الراهن تطوير منطقة بدر 3 لزيادة طاقة معالجة النفط الخام والمياه، لتصبح 30 ألف برميل يوميًا.

اكتشافات حديثة بالصحراء الغربية في مصر

مع تطبيق مصر أحدث تقنيات الحفر واستعمال الذكاء الاصطناعي، نجحت البلاد في العثور على مكامن للنفط والغاز على أعماق تصل إليها لأول مرة في الصحراء الغربية.

ويأتي حقل شمال لوتس من أحدث الاكتشافات التي تبرهن على إمكانات المنطقة؛ إذ نجحت مصر ممثلة في شركة عجيبة للبترول بالتعاون مع إيني الإيطالية بحفر البئر الاستكشافية "شمال لوتس العميق-1" باحتياطيات 5 ملايين برميل نفط مكافئ.

ومع وضع البئر الجديدة على خريطة الإنتاج، فإنها ستُضيف نحو 1835 برميلًا من النفط الخام، و7 ملايين قدم مكعبة من الغاز، أي ما يعادل 3 آلاف و100 برميل نفط مكافئ، وهو ما يدعم جهود البلاد لزيادة إنتاجها من الغاز تحديدًا.

وفي الوقت نفسه، شهدت منطقة الصحراء الغربية في مصر إضافة نحو 7 ملايين قدم مكعبة من الغاز يوميًا، و550 برميل نفط مكافئ يوميًا من طبقة المساجد العميقة بحقل شمال روزا، بعد تنفيذ البلاد التقنيات الحديثة للحفر الأفقي لأول مرة في الصحراء الغربية.

وفي يونيو/حزيران 2025، نجحت مصر في تحقيق كشف نفطي جديد بمنطقة حقول أبوسنان بمعدلات إنتاج تصل إلى 1400 برميل نفط خام يوميًا، بالإضافة إلى مليون قدم مكعبة غاز يوميًا من طبقة البحرية، وإضافة مليوني برميل قابلة للاسترجاع إلى الاحتياطي.

ويُضاف إلى الاكتشافات المهمة السابقة، نحو 40 كشفًا جديدًا للنفط والغاز في البلاد، جاء 29 منها في الصحراء الغربية في المدة من يوليو/تموز 2024 ومايو/أيار 2025،

وتُسهم هذه الاكتشافات بنحو 32.7 مليون برميل من النفط والمكثفات، بالإضافة إلى 46.5 مليار قدم مكعب من الغاز في احتياطيات مصر، بحسب بيانات وزارة البترول المصرية.

ففي مارس/آذار 2025، نجحت شركتا عجيبة للبترول وإيني الإيطالية، في تعجيل تنمية حقل "إيريس" بالصحراء الغربية، والمكتشف في طبقة "مساجد" الجيولوجية، عبر تنمية الحقل من 3 آبار إنتاجية بمعدل إنتاج يبلغ 8 آلاف و500 برميل نفط مكافئ يوميًا.

وتصنّف وزارة البترول حقل "إيريس" بأنه مؤشر على القدرات الواعدة لطبقة "مساجد" الجيولوجية في منطقة الصحراء الغربية في مصر، وهو ما يفتح المجال أمام المزيد من النجاحات المماثلة، وذلك ضمن عدة مناطق يجري دراستها.

وفي أبريل/نيسان 2025، حقّقت مصر 3 اكتشافات جديدة للنفط والغاز في الصحراء الغربية بكميات تصل إلى 12 مليون برميل من النفط المكافئ، بالإضافة إلى 4 ملايين من النفط المكافئ يمكن استرجاعها.

وبلغ معدل الإنتاج من الآبار الجديدة نحو 2750 برميلًا من النفط الخام والمكثفات يوميًا، و20 مليون متر مكعب من الغاز يوميًا.

وفي الوقت نفسه، عثرت مصر على اكتشاف جديد بالصحراء الغربية في 11 مايو/أيار الماضي، باحتياطيات متوقعة بنحو 12.5 مليون برميل نفط مكافئ، وإنتاج متوقع 30 مليون قدم مكعبة غاز يوميًا.

وبصورة عامة، تنفّذ القاهرة خطة لزيادة إنتاجها من الحقول المتقادمة، ومنها منطقة حقول أبوسنان المتقادمة بالصحراء الغربية، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر: