بدأ لبنان باتّباع إجراءات جديدة لسداد قيمة شحنات الوقود من الكويت والعراق، التي تستوردها بيروت لمحطات الكهرباء، في خطوة من شأنها تخفيف الضغط على الموازنة العامة للبلاد.
وكشف مصدر مسؤول في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) طبيعة التعاقد مع الكويت بخصوص شحنات الديزل الأحمر (الغاز أويل)، موضحًا أنها ستكون حتى آخر شهر نوفمبر/تشرين الثاني.
كانت أول ناقلة نفط كويتية قد وصلَت يوم السبت 23 أغسطس/آب (2025) محمّلة بجزء من الكمية التي تعهّدت دولة الكويت بتزويد لبنان بها، والبالغة 132 ألف طن متري من مادة "الغاز أويل"، مخصّصةً لتشغيل معامل مؤسسة كهرباء لبنان.
وقال المصدر، إن تسديد قيمة نصف الصفقة المقدَّرة بـ66 ألف طن من الديزل الأحمر، لن يكون مقابل خدمات كما هو معمول حاليًا في صفقة العراق.
وأضاف: "سيُسدد ثمن الصفقة مؤسسة كهرباء لبنان من الجباية (الفواتير)، ولن يُحَمَّل المواطنون أو الخزينة اللبنانية أيّ أعباء أو ديون إضافية، وهذا قرار اتخذه وزير الطاقة الحالي جو الصدي بعدم اللجوء إلى الاستدانة، مثلما كان يجري خلال المراحل السابقة".
يقضي الاتفاق بين لبنان والكويت بأن تكون نصف الكمية، أي 66 ألف طن، عبارة عن هبة، في حين تُباع الكمية الأخرى إلى لبنان بسعر مدعوم لا يتجاوز نصف قيمتها الفعلية، وهو ما يُعدّ أقلّ بكثير من أيّ سعر آخر قد يُعرَض في الأسواق.
صفقة الوقود العراقي
استعرض المصدر في تصريحاته إلى منصة الطاقة تطورات ملف صفقة الوقود العراقي، موضحًا أن التعاون بين البلدين ما يزال مستمرًا، وأن العقد الرابع سيُسَدَّد هذه المرة من جباية مؤسسة كهرباء لبنان، وليس كما كان سابقًا من خزينة الدولة.
وقال: "عقد صفقة الوقود العراقي يتضمن احتمالين: إمّا التسديد من قبل خزينة الدولة مقابل خدمات، أو عبر مؤسسة كهرباء لبنان، ولكن حرصًا على عدم تحميل الدولة اللبنانية المزيد من الديون، سوف يؤمَّن سعر العقد الرابع من خلال جباية كهرباء لبنان".
وفي 29 مارس/آذار الماضي، وافق العراق على تمديد اتفاقية تزويد بيروت بالوقود لمدة 6 أشهر إضافية، لدعم بيروت في معالجة أزمة الكهرباء التي تعصف بها.
ومنذ توقيع الاتفاقية، استفاد لبنان من إمدادات النفط العراقي التي تُستبدَل من خلال مناقصات شهرية لتوفير الوقود المناسب لمحطات الكهرباء اللبنانية.
وبموجب الاتفاقية، تزوّد بغداد لبنان بمليون طن سنويًا من زيت الوقود عالي الكبريت، على أن تُدفع قيمته من خلال تقديم بيروت خدمات وسلعًا إلى العراق، مما يعزز الشراكة الاقتصادية بين البلدين.
وكان وزير الطاقة اللبناني السابق وليد فياض قد أكد، في تصريحات سابقة إلى منصة الطاقة المتخصصة، أن لبنان يحصل على 500 ألف برميل من الوقود العراقي كل 3 أشهر، مقابل ما يعادل 40 مليون دولار تدفعها الحكومة اللبنانية إلى بغداد.
وبفضل الاتفاقية، يتلقّى لبنان شحنتَين شهريًا من زيت الوقود المطابق لمواصفات المحطات الكهربائية، كل واحدة بحجم 37 ألف طن، مما يُسهم في استقرار إنتاج الكهرباء.
هبة الوقود الجزائرية
قال المصدر، إن لبنان على تواصل مع كل الدول الصديقة العربية والخليجية من أجل الاستفادة من قدراتها للحصول على أفضل الخدمات الممكنة، على غرار هبة الوقود الجزائرية.
في أغسطس/آب من عام 2024، وصلت شحنة من الوقود الجزائري إلى لبنان، في خطوة تركت انطباعًا قويًا بأن الجزائر ستكون في طليعة الدول العربية التي تدعم بيروت بالطاقة، وقد مثّلت هذه الشحنة مبادرة غير مسبوقة لتعزيز إنتاج الكهرباء.
وكانت شركة سوناطراك الجزائرية قد أعلنت -حينها- أنها بدأت شحن أول دفعة من الديزل الأحمر إلى لبنان، تنفيذًا لتعليمات الرئيس عبدالمجيد تبون، ضمن إطار إسهام الجزائر بمساندة بيروت لتجاوز أزمتها الحادّة في قطاع الطاقة.
وجُهزت في ميناء سكيكدة النفطي، واحتوت على نحو 30 ألف طن من مادة الفيول، نُقلت عبر الناقلة الجزائرية "عين أكر"، التي بدأت رحلتها في 22 أغسطس/آب، ووصلت إلى المواني اللبنانية بعد 5 أيام من الإبحار.
على خلفية الشحنة الوقود الجزائرية، وردت أنباء عن تنازل لبنان عن القضية ضد شركة سوناطراك بخصوص تورُّطها في شحنة وقود "مغشوشة" تعود لعام 2020، غير إن المصدر أكد أن الملف ما يزال منظورًا أمام القضاء.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
){kind=link}