اقرأ في هذا المقال
- يسهم الميثانول والأمونيا في تسريع إزالة الانبعاثات من قطاع الشحن
- لم يُستعمَل الميثانول والأمونيا على نطاق واسع في قطاع الشحن
- يحتاج الميثانول والأمونيا إلى جهود منسّقة للوصول إلى مرحلة النضج
- تقترب الأمونيا من مرحلة إثبات المفهوم بصفتها وقودًا بحريًا
- الميثانول يتحول سريعًا من مرحلة إثبات المفهوم إلى النطاق الأولي
أصبح استعمال الميثانول والأمونيا وقودًا في قطاع الشحن البحري واقعًا، وفق نتائج تقرير حديث صادر عن المنتدى البحري العالمي، حصلت منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) على نسخة منه.
لكن التقرير حذّر -في القوت نفسه- من أن الوقودين ما زالا يتطلبان جهودًا منسّقة كي يصلا إلى مرحلة النضج بما يكفي لتطويرهما بسرعة بدءًا من عام 2030؛ توافقًا مع مستهدف الصناعة.
وأوصى التقرير بضرورة مواجهة قضية رئيسة في سلسلة إمدادات الوقودين، تتمثل في تعزيز وفرة الميثانول الأخضر والتحقق من اتّباع معايير تخزين الأمونيا تجاريًا في المواني الرئيسة.
ويُعدّ الميثانول والأمونيا خيارين واعدين لتقليص الانبعاثات الكربونية في قطاع الشحن البحري، ويتوقف اختيار أيٍّ منهما على عدّة عوامل، بما في ذلك التكلفة، وتوافر البنية التحتية، ومعايير السلامة.
تقدُّم سريع
تتسارع وتيرة التقدم في تطوير الميثانول والأمونيا بوصفهما مصدرَي طاقة حيادية الكربون، غير أن جاهزيتهما التقنية ليست كافية في حدّ ذاتها لتأدية الدور اللازم في تحول الطاقة، حسب التقرير الصادر عن المنتدى البحري العالمي.
ووجد تقرير المنتدى -وهو منظمة دولية غير هادفة للربح للصناعة البحرية العالمية- أن "الإجراءات الواضحة" المتخذة من قِبل المنظمة البحرية الدولية "آي إم أو" (IMO) وصانعي السياسات لا غنى عنها لتعزيز نمو استهلاك الوقودين على نطاق واسع.
وأوضح التقرير في نسخته السادسة التي تحمل عنوان "من التجربة إلى الممارسة: الميثانول والأمونيا بصفتها مصدَري وقود في قطاع الشحن" أن الوقودين "جاهزان" الآن للوصول إلى مرحلة النضج.
ولم يُستعمَل الوقودان على نطاق واسع في قطاع الشحن حتى الآن، غير أنه يُتوقع أن يكون لديهما دور كبير محتمل في إزالة الكربون من القطاع، وفق تفاصيل اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
ولا يمكن استعمال الوقودين في البنية التحتية الحالية لقطاع الشحن البحري؛ إذ إنهما يتطلبان تطويرًا منسّقًا ونشر تقنيات برّية وبحرية جديدة.

3 مراحل
استند تقرير المنتدى البحري العالمي في نتائجه إلى مقابلات شخصية أجراها مع نحو 40 شركة ومنظمة استثمرت في أصول مختلفة في قطاعي الميثانول والأمونيا، أو حتى انخرطت في بحوث ومشروعات ذات صلة.
وتعكس النتائج التي تركّز على السفن والتزود بالوقود التقدم المُحرَز في استعمال الوقودين المذكورين في أواسط عام 2025، حسب التقرير.
ويقدّم التقرير إطارًا لتقييم مدى نُضج أشكال الوقود حيادية الكربون القابلة للتطوير، ويقسم مرحلة تحول الطاقة في قطاع الشحن إلى 3 مراحل فرعية:
- إثبات المفهوم: تأتي هذه المرحلة فور إثبات أن الوقود آمن وفعال خلال اختباره في أثناء العروض التوضيحية.
- النطاق الأوّلي: في هذه المرحلة يُستعمَل الوقود تجاريًا بنطاق صغير على طرق ومواني محددة.
- النضج: تُمثّل هذه المرحلة تطور الوقود إلى حل متاح على نطاق واسع، مع وجود قيود محدودة أمام الاستهلاك.
وقال مدير إزالة الكربون في المنتدى البحري العالمي جيسي فانستوك: "أحرزنا تقدمًا رائعًا في تطوير الوقود والتقنيات حيادية الكربون على مدى السنوات الأخيرة، مع تحول الميثانول والأمونيا حاليًا من الحلول المحتملة إلى مرحلتي النطاق الأولي وإثبات المفهوم".
وأضاف: "ومع ذلك، فإننا في بداية رحلتنا، والجاهزية التقنية ليست كافية في حدّ ذاتها، ولتطوير الوقود منخفض الكربون بالوتيرة المطلوبة، فإننا نحتاج إلى إجراءات من المنظمة البحرية الدولية وصنّاع السياسات الوطنيين والصناعات لإيجاد الظروف الملائمة، وهذا مهم جدًا بالنسبة لتطوير التقنية نفسها".

توصيات رئيسة
وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة، تضمّن التقرير عددًا من التوصيات بشأن وضع الميثانول والأمونيا، كما يلي:
- الميثانول:
يتحول الميثانول سريعًا من مرحلة إثبات المفهوم إلى النطاق الأولي؛ إذ إن هناك أكثر من 60 سفينة عاملة بالميثانول قيد التشغيل حاليًا، وأكثر من 300 سفينة عاملة بالوقود ذاته قيد الحجز، كما أن هناك سفن تزويد بوقود الميثانول منتشرة في نحو 20 ميناءً.
ويجد مستعملو الميثانول أنه وقود آمن، غير أن كثافة الطاقة المنخفضة تضطر المطورين إلى تقديم تنازلات بشأن التشغيل، لكنها لم تُشكّل عائقًا يُذكَر.
ولعل التحدي الرئيس الذي يواجه تطوير الميثانول إلى وقود يتمثل في توفير الميثانول الأخضر الذي لا يشكّل -حتى الآن- سوى حصة صغيرة من إجمالي الإمدادات؛ ما يُعدّ تحديًا بالنسبة لشركات الشحن.
- الأمونيا
تقترب الأمونيا من إثبات جدوى استعمالها وقودًا منخفض الانبعاثات في قطاع الشحن البحري؛ إذ تشير اختبارات المحرك إلى إمكان إسهامها بتقليل انبعاثات السفن بنسبة تصل إلى 95%.
وأعرب المشغّلون عن ثقتهم في تشغيل السفن العاملة بالأمونيا بأمان، ومن المرجّح أن يضيفوا الوقود على مراحل مع مرور الوقت لبناء الخبرة التشغيلية.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..