السيارات الكهربائية المستعملة تسبب نزيف خسائر.. و"الهجينة" تسجل مفاجأة

تلقّى مالكو السيارات الكهربائية المستعملة في المملكة المتحدة صدمةً بعد الكشف عن خسائر مالية أكبر في القيمة عند إعادة البيع.

وبعدما تجاوزوا المخاوف بشأن شح نقاط الشحن ونطاق القيادة وارتفاع التكاليف، كشفت شركة استشارات متخصصة بالمجال عن أن قيمة السيارات الكهربائية المستعملة تنخفض بأكثر من الضعف بالمقارنة بالسيارات الهجينة، بحسب التفاصيل لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).

ولا يقتصر الأمر عند هذا الأمر؛ لأن هذا التراجع من شأنه أن يؤدي إلى زيادة تكاليف إيجار السيارات الكهربائية الجديدة والتأمين عليها.

على الناحية الأخرى، أبدت قيمة السيارات الهجينة مرونة أكبر عند إعادة البيع؛ ما يجعلها تحتفظ بـ68% من قيمتها الأصلية بعد مرور عامين.

السيارات الكهربائية المستعملة في بريطانيا

توصّل تحليل جديد أجرته شركة الاستشارات "كوكس أوتوموتيف" (Cox Automotive) إلى أن أسعار السيارات الكهربائية المستعملة في بريطانيا تواصل الانخفاض بشدة؛ وهو ما يدمّر قيمتها على نحو لم يسبق له مثيل.

يتضح الأمر أكثر عند مقارنة قيمة إعادة البيع في وقت سابق والتي بلغت 90% للهجينة و88% للكهربائية خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني (2022).

أما في يوليو/تموز المنصرم (2025) فقد تغير المشهد تمامًا؛ إذ احتفظت السيارات الهجينة المشتراة قبل 24 شهرًا بـ68% من قيمتها الأصلية بنسبة انخفاض 22%.

على الناحية الأخرى، كان انخفاض سعر السيارات الكهربائية المستعملة أكبر مرتين بالمقارنة بالهجينة بنسبة 49%.

أحد الأمثلة على ذلك هو أنه لو اشترى مواطن سيارة كهربائية جديدة بسعر 40 ألف جنيه إسترليني (45 ألف دولار) قبل عامين من الآن؛ فإنه سيبيعها بسعر 19 ألفًا و600 جنيه إسترليني فقط.

(الجنيه الإسترليني = 1.35 دولارًا أميركيًا).

وفي ضوء ذلك، بعث رواد الصناعة بخطاب إلى حكومة حزب العمال يطالبون فيه بتقديم دعم أكبر لمساعدة سوق السيارات الكهربائية المستعملة.

وقالوا فيه إن انخفاض القيمة يزيد من تكلفة تمويل السيارات الكهربائية الجديدة وإيجارها؛ إذ تعتمد كل المشتريات الجديدة تقريبًا على التمويل المدعوم من قيمتها المستقبلية.

يُشار هنا إلى أن بموجب المستهدفات المناخية تطلب الحكومة من شركات تصنيع السيارات زيادة حصة المركبات الخالية من الانبعاثات وعلى رأسها الكهربائية مع الاستمرار في بيع الهجينة حتى 2035 فقط.

وخلال عام 2025 الجاري، تنص تعديلات حديثة على أن تكون 28% من إجمالي مبيعات شركة ما من السيارات الكهربائية و16% من الحافلات الصغيرة التي لا يصدر عنها انبعاثات.

ميزات السيارات الهجينة

كانت ميزات السيارات الهجينة السبب وراء ارتفاع الطلب عليها داخل السوق البريطانية؛ كونها بديلًا فاعلًا من حيث التكلفة لمن يريدون التحول إلى حلول النقل المستدامة دون أن يساورهم القلق بشأن نطاق القيادة أو شح نقاط الشحن.

كما أثبتت تعاملات سوق السيارات المستعملة خلال العام الجاري (2025) أن الهجينة أسرع من الكهربائية عند إعادة البيع، لكن السيارات الهجينة القابلة للشحن الخارجي كانت الأسرع على الإطلاق عند إعادة البيع.

وبحسب تقرير شركة كوكس للاستشارات؛ فإن واحدًا من بين كل 3 أشخاص -أو ما نسبته 29%- سيختارون السيارة الهجينة عند عملية الشراء المقبلة.

لكن استمرار ذلك البريق في عيون مشتري السيارات الهجينة قد لا يبقى طويلًا بسبب التغييرات الضريبية التي تقلّص "مرونتها السعرية"؛ إذ يدفع مالكو السيارات الهجينة المسجلة بعد عام 2017 الضريبة نفسها على سيارات البنزين والديزل وهي 110 جنيهات إسترلينية في السنة الأولى، و195 جنيهًا في السنوات التالية.

وفي إطار خطة خفض الانبعاثات تحقيقًا لخطة الحياد الكربوني في 2050، يقضي تفويض المركبات صفرية الانبعاثات بالتخلص التدريجي من السيارات الهجينة والديزل بحلول عام 2035؛ وهو ما يثير شكوكًا بشأن جدواها الاقتصادية رغم ارتفاع الطلب حاليًا.

وهنا، يقول مدير التحليلات في شركة كوكس أوتوموتيف بأوروبا فيليب نوثارد، إن السيارات الهجينة فرصة مُربحة لسائقي المملكة المتحدة وسوق السيارات حاليًا؛ كونها تقدم أفضلية واضحة من حيث التكلفة على مدار عمرها بالمقارنة بسيارات الاحتراق الداخلي والسيارات الكهربائية؛ ما يجعلها خيارًا جاذبًا للمشترين المترديين بسبب المخاوف من التحول للسيارات الكهربائية بالكامل.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر: