عززت شركة طاقة الإماراتية من خطتها الرامية للتوسع في محفظة حلول المياه منخفضة الكربون، من خلال الاستحواذ على شركة عالمية متخصصة في معالجة المياه وتحليتها.
وأعلنت شركة أبوظبي الوطنية للطاقة "طاقة" توقيعها اتفاقية للاستحواذ على كامل الحصص في شركة "جي إس إينيما" GS Inima، الإسبانية الرائدة عالميًا في معالجة المياه وتحلية المياه، من شركة "جي إس إنجنييرنغ آند كونستركشن - GS Engineering & Construction".
بموجب الصفقة، التي تُقدّر قيمتها بنحو 1.2 مليار دولار، وفق بيانات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، ستصبح "جي إس إينيما" مملوكة بالكامل لشركة طاقة الإماراتية؛ إذ ستُسهِم بشكل كبير في تسريع جهود المجموعة نحو تنفيذ إستراتيجيتها لنموّ محفظة المياه لديها على الصعيد الدولي.
وتُشكِّل صفقة الاستحواذ خطوة رئيسة ضمن إستراتيجية "طاقة" الرامية إلى بناء محفظة عالمية المستوى من الأصول المتكاملة للمياه؛ إذ يقع المقر الرئيس لشركة "جي إس إينيما" في مدريد.
تقنيات معالجة المياه
تتولّى الشركة الإسبانية عمليات تشغيلية في 50 مشروعًا قائمًا؛ من بينها نحو 30 مشروعًا وفق شراكات طويلة الأجل بين القطاعين العام والخاص، ضمن محفظة أعمال متنوعة تشمل تحلية المياه، ومعالجة المياه الصناعية وتقنيات معالجة مياه الصرف.
ومع حضورها في 10 دول؛ من بينها إسبانيا والبرازيل والمكسيك والولايات المتحدة وسلطنة عمان، تُتيح الشركة لـ"طاقة الإماراتية" دخولًا فوريًا إلى أسواق سريعة النموّ تنتشر في أوروبا وأميركا اللاتينية وآسيا؛ ما يُرسّخ موقعها بصفتها شركةَ مرافق رائدةً على الصعيد الدولي.
ومن خلال دمج قدرات "جي إس إينيما"، ستعزّز "طاقة" بشكل كبير مكانتها بصفتها شركة مرافق عالميةً رائدةً في مجال المياه منخفضة الكربون، بفضل خبراتها المتكاملة التي تشمل التطوير والهندسة، والمشتريات، وإدارة الإنشاءات، وأعمال التشغيل والصيانة.
وستضيف الصفقة على الفور نحو 171 مليون غالون من المياه المحلاة يوميًا إلى القدرة الحالية لـ"طاقة الإماراتية" البالغة 1.250 مليون غالون يوميًا؛ ما يُسرّع تحقيق هدفها المتمثل في إنتاج ثلثي قدرتها من المياه المحلّاة بوساطة تقنية التناضح العكسي ذات الكفاءة في استهلاك للطاقة، بحلول عام 2030 من خلال إضافة محطات التناضح العكسي.
وستُسهِم الخدمات المتكاملة التي توفرها "جي إس إينيما" عبر سلسلة القيمة لقطاع المياه في إضافة 1.2 مليون متر مكعب يوميًا (264 مليون غالون يوميًا) من مياه الشرب، و2.6 مليون متر مكعب يوميًا (572 مليون غالون يوميًا) من مياه الصرف ومعالجة المياه الصناعية إلى محفظة طاقة من الأصول العالمية للمياه، بالإضافة إلى أعمال في مجال إدارة المياه تخدم 1.3 مليون نسمة.
إيرادات "جي إس إينيما"
من المتوقع أن تُسهم إيرادات "جي إس إينيما" في الأداء المالي لـ"طاقة الإماراتية"، مع إضافة قوية إلى أرباحها المعدلة قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء.
ففي عام 2024، حقّقت "جي إس إينيما" إيرادات سنوية تقارب 389 مليون يورو (455.54 مليون دولار)، وبلغت أرباحها المعدلة قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء 106 ملايين يورو (124.13 مليون دولار)؛ الأمر الذي يُعزّز قوة وحجم الإيرادات التي تتوقع "طاقة" إضافتها إلى ميزانيتها العمومية.
وتعمل معظم أصول محفظة "جي إس إينيما" -باستثناء مشروعات التطوير والهندسة والمشتريات وإدارة الإنشاءات- بموجب اتفاقيات امتياز طويلة الأجل تتضمّن آليات لمواجهة التضخم؛ ما يوفر تدفقات نقدية مستقرة وقابلة للتنبؤ.
بالإضافة لذلك، ستُسهم التقنيات الرقمية المتقدمة، التي تعتمدها "جي إس إينيما"، وتركيزها على البحث والتطوير في تحقيق قيمة طويلة الأجل، من خلال تحسين الكفاءة التشغيلية والقدرات التقنية لمحفظة المياه في طاقة الإماراتية.
ويُعزّز الدمج قدرة طاقة على توسيع نطاق البنى التحتية الذكية للمياه، ويتكامل مع إستراتيجيتها الأشمل لزيادة القدرات التشغيلية عبر نهج يضمّ مزيجًا من الفوز بالمشروعات وصفقات استحواذات محدّدة.
شركة مياه رائدة دوليًا
قال الرئيس التنفيذي للمجموعة والعضو المنتدب في طاقة الإماراتية جاسم حسين ثابت، إن صفقة الاستحواذ تُعَد خطوة تحوّل رئيسة في مسيرة نموّ الشركة وإستراتيجيتها للمياه؛ إذ تجلب "جي إس إينيما" سجلًا حافلًا من العمليات التشغيلية والقدرات التقنية على نطاق عالمي.
وأضاف أنه سيتم العمل معًا على تسريع الطموح لتصبح طاقة شركة مياه رائدة دوليًا، وتوسيع حضورها وقدراتها في أسواق النموّ الإستراتيجية بمنطقة الشرق الأوسط وأوروبا والأميركيتين، مع توفير حلول مبتكرة منخفضة الكربون للمياه تُلبي احتياجات المجتمعات حول العالم.
وتأتي صفقة الاستحواذ لتضيف إلى النجاحات التي حققتها "طاقة" خلال الأشهر الـ12 الماضية؛ إذ اتخذت خلالها خطوات بارزة لتوسيع قدرات المياه لديها محليًا ودوليًا؛ فعلى الصعيد المحلي، وسّعت المجموعة حضورها في مجالي مياه الصرف والمياه المُعاد تدويرها عبر استحواذها على شركة "حلول المياه المستدامة القابضة"، التي باتت تعرف الآن باسم "طاقة لحلول المياه".
وعلى الصعيد الدولي، التزمت "طاقة الإماراتية" بتنفيذ مشروعات بنية تحتية كبرى من شأنها تعزيز أمن المياه على المدى الطويل؛ بما في ذلك عدة مشروعات تطوير في المغرب وأوزبكستان، في حين رسّخت المبادرات التزام "طاقة" بدعم أمن المياه على نحو طويل الأمد في الأسواق ذات الأولوية، مع توسيع حضورها العالمي في الوقت نفسه.
يُذكر أن صفقة الاستحواذ تظل خاضعة لموافقة الجهات التنظيمية، وشروط إغلاق أخرى معتادة في مثل هذه الاتفاقيات، وأنه من المتوقّع اكتمالها خلال عام 2026.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..