توقَّع تحليل حديث انخفاض واردات الصين من النفط خلال المدة بين نهاية أغسطس/آب الجاري ومطلع سبتمبر/أيلول (2025) بسبب أسعار الخام.
وحلَّل خبير متخصص حجم إنتاج النفط في الصين والواردات والمخزونات واستهلاك مصافي التكرير المحلية خلال شهر يوليو/تموز الماضي (2025).
وارتفعت معدلات تشغيل مصافي التكرير، كما قفز الإنتاج المحلي وواردات الخام، لكن انخفضت المخزونات، بحسب أحدث البيانات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ولا تُفصح الصين عن حجم الإضافات أو السحب من مخزونات النفط لديها، لكن يمكن التوصل إلى تقديرات بشأنها من خلال طرح الإمدادات المتوفرة، سواء من خلال الإنتاج المحلي أو الواردات من الخام الذي كرّرته المصافي.
ومخزونات النفط هي "خط دفاعي" يسمح للصين بتقليل الواردات إذا ارتفعت أسعار الخام على نحو لا تراه مبررًا.
قطاع النفط في الصين خلال شهر يوليو
قدَّم محلل شؤون الطاقة والسلع الأسيوية كلايد راسل تحليلًا عميقًا لمخزونات النفط في الصين خلال شهر يوليو/تموز (2025)، بناءً على أحدث البيانات الرسمية الصادرة في 15 أغسطس/آب.
وكان ثمة فائض تخزين قدره 539 ألف برميل يوميًا نتج عن طرح إجمالي المعروض وقدره 15 مليونًا و380 ألف برميل يوميًا من 14 مليونًا و850 ألف برميل يوميًا عالجتها المصافي.
ويقلّ فائض الشهر السابع عن مليون و420 ألف برميل يوميًا خلال شهر يونيو/حزيران السابق (2025).
وتفصيليًا، بلغ إجمالي واردات الصين من النفط في الشهر السابع 11.11 مليون برميل يوميًا، والإنتاج المحلي 4 ملايين و270 ألف برميل يوميًا.
يُشار هنا إلى أن إجمالي واردات الصين المنقولة بحرًا في يوليو/تموز بلغت 9 ملايين و790 ألف برميل يوميًا، بحسب بيانات شركة "كبلر" (Kpler) التي حصلت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وعالجت مصافي التكرير ما إجماليه 14 مليونًا و850 ألف برميل يوميًا من النفط، وهو أعلى مستوى منذ سبتمبر/أيلول (2023).
يزيد الرقم بنسبة 8.9% مقارنةً بشهر يوليو/تموز من العام الماضي (2025)، لكنه يقلّ بنسبة 2% عن شهر يونيو/حزيران السابق (2025).
وارتفع معدل تشغيل المصافي خلال الشهر السابع إلى نسبة 71.84%، بزيادة قدرها 1.02% عن الشهر السابق، و3.56% على أساس سنوي.
مخزونات الصين من النفط في 2025
بناءً على طريقة الحساب المذكورة، يكون إجمالي فائض النفط في الصين خلال أول 7 أشهر من العام (2025) 980 ألف برميل يوميًا.
ولا يُشترط للفائض أن يكون مآله المخزونات فقط، إذ قد يُستعمل في محطات محلية ولا ترصده البيانات الرسمية.
وأكد الكاتب كلايد راسل -في مقاله الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة- أن معظم الفائض كان يُعزى إلى زيادة الواردات والإنتاج المحلي، بدءًا من شهر مارس/آذار وما يليه.
وكانت وتيرة الإضافات (سواء من خلال الإنتاج أو الاستيراد) أعلى من معدل تكرير النفط بالمصافي المحلية.
يُشار هنا إلى أن متوسط واردات الصين من النفط خلال أول 7 أشهر من 2025 بلغ 9 ملايين و960 ألف برميل يوميًا، وهو ما يقلّ عن 10 ملايين و200 ألف برميل يوميًا خلال المدة نفسها من العام السابق (2024).
واردات الصين من النفط
يقول المحلل وكاتب المقال كلايد راسل، إن أسعار النفط هي ما سيحدّد استمرار ارتفاع واردات الصين من النفط خلال الأشهر المقبلة من عدمه.
وللطلب الصيني على النفط دور مهم في السوق العالمية؛ إذ إن الدولة الأسيوية هي أكبر مستورد للنفط في العالم، كما أن بكين من الأسواق الحساسة للأسعار، إذ ترتفع وارداتها عندما ترى الأسعار منطقية، في حين تتراجع عن الشراء في حالة الارتفاع لتعتمد على المخزونات.
وبالفعل، كانت زيادة الواردات بداية من مارس/آذار (2025) بالتزامن مع انخفاض أسعار النفط؛ وهو ما شجّع على الشراء.
وانخفضت أسعار النفط إلى 58 دولارًا ونصف للبرميل يوم 5 مايو/أيار من 82 دولارًا و63 سنتًا في 15 يناير/كانون الثاني (2025).
لكن الأسعار عاودت الارتفاع بسبب الحرب الإيرانية الإسرائيلية، وسجلت يوم 23 يونيو/حزيران 81 دولارًا و40 سنتًا، ثم تراجعت إلى 65 دولارًا و57 سنتًا اليوم الإثنين (18 أغسطس/آب) في التعاملات الأسيوية الصباحية.
وسجلت العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم أكتوبر/تشرين الأول (2025) 66.15 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 08:22 صباح اليوم بتوقيت غرينتش (11:22 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة).
وفي ضوء كل ما سبق، يرى راسل أنه ربما تنخفض واردات الصين من النفط المقرر تسليمها في أواخر أغسطس/آب أو مطلع سبتمبر/أيلول بسبب ارتفاع الأسعار خلال مدة شراء الشحنات.
كما قد يساعد في انخفاض تلك الواردات رفع شركة أرامكو السعودية لسعر البيع الرسمي للخام العربي الخفيف إلى آسيا تسليم شهري أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول.
لكن الاتجاه قد يتغير صعودًا في حالة استمرار ارتفاع معدلات تشغيل المصافي وزيادة صادرات الوقود إلى الخارج، بحسب الكاتب.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
