بدأت شركة جنرال موتورز الأميركية بتعديل إستراتيجيتها، والتوسع في بيع السيارات الكهربائية معقولة السعر والمصنّعة في الصين، في الدول النامية وعدد من الدول المتقدمة، حتى تتمكن من منافسة المركبات الصينية نفسها في أسواق التصدير الخارجية، وقد كانت السوق السعودية محطتها الأولى.
وتوضح بيانات أن أكثر الطرازات التي حققت مبيعات من منتجات الشركة الأميركية مؤخرًا، كانت "وولينغ هونغوانغ ميني إيف"، التي صنعتها من خلال شركة مشتركة مع أخرى صينية، ولم تكن من بينها الطرز المشهورة مثل "إيكوينكس" أو "بولت"، أو حتى "كاديلاك ليريك".
ولم تتفوق مبيعات هذا الطراز على كل سيارات جنرال موتورز الكهربائية الأخرى فحسب، بل على كل مركباتها الكهربائية المُصنّعة خارج الصين -أيضًا-، وبفارق كبير.
ويرى مقال تحليلي، طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أن سرّ نجاح هذا الطراز الصغير المتواضع، رغم تصميمه العصري والأنيق، يكمن في أن سعره معقول، إذ يقلّ عن 5 آلاف دولار.
جنرال موتورز تبدأ من السعودية
بدأت شركة جنرال موتورز الأميركية تنفيذ إستراتيجية غير مُعلنة، لكنها جديدة لبيع السيارات الكهربائية الرخيصة منذ بداية العام الجاري (2025)، وكانت أولى أسواقها السعودية.
وأعلنت الشركة في بداية العام إطلاق طراز "باوجون" تحت اسم "شيفروليه سبارك إي يو في"، ووصوله إلى عدّة دول، واختُبِر الطراز لعدّة أشهر، ورغم ذلك لم يصل رسميًا إلى أيّ دولة باستثناء المملكة العربية السعودية، بسعر معقول وهو 21 ألف دولار.
وقبل أن تكتمل عملية إطلاق هذا الطراز لباقي الدول، أعلنت جنرال موتورز عن ثاني الطرز من السيارات الكهربائية التي ستباع بأسعار معقولة، وهو "وولينغ ستارلايت إس"، أو "شيفروليه كابتيفا"، وهي سيارة رياضية يبلغ طولها 4.7 متر، لكن ببطارية تبلغ قدرتها 60 كيلوواط/ساعة، وهي أقل من سيارتها المنتجة في المكسيك "إيكوينوكس"، لكنها أعلى من طراز "شيفروليه بولت إي يو في".
وظهرت السيارة "سبارك إي يو في"، لأول مرة عند تجربتها في منتصف 2024، وكانت جنرال موتورز قد أعلنتها بداية العام الماضي، لكنها لم تصل لأيّ سوق حتى الآن خارج السعودية، رغم الإشارة إليها بمعظم مواقع شيفروليه الإلكترونية في أميركا الجنوبية.
كما أعلنت الشركة السيارة الكهربائية "كابتيفا"، الشهر الماضي، لكن من المرجح أن بيع المركبة لن يبدأ قبل أواخر 2025.
الهيمنة على الأسواق
تستطيع شركة جنرال موتورز أن تهيمن على الأسواق النامية، وعدد غير قليل من الدول المتقدمة، بطرازات السيارات الكهربائية الصغيرة والرخيصة مثل "وولينغ هونغوانغ ميني إيف"، إلّا أنه من النادر رؤية هذا الطراز خارج الصين (صنعته في الصين)، لكنها لم تفعل ذلك حتى الآن، ربما خوفًا من تأثُّر إنتاجها في بعض المصانع الخارجية، خاصة في المكسيك والبرازيل بأميركا الجنوبية.
غير أن المنافسة في سوق السيارات الكهربائية لا ترحم، والصين لا تترك مجالًا لتعزيز تنافسيتها إلّا طرقته، وبدأ وصول السيارات الكهربائية الصينية ذات الأسعار المعقولة يُهدد مكانة جنرال موتورز في عدد من الطرز التي ظلت مبيعاتها منها أمرًا مفروغًا منه.
ومن الواضح أن تكون جنرال موتورز قد بدأت تعديل إستراتيجيتها بصورة غير مُعلَنة، إذ ألمحت منذ مدة إلى أن وصول السيارات الكهربائية الصينية الصنع إلى أميركا اللاتينية وغيرها من الأسواق النامية، ليس سوى مسألة وقت.
ويعتمد نجاح هذا التوجه من شركة جنرال موتورز على تسعير السيارات الكهربائية الجديدة.
وتوقعت وسائل إعلام محلية في أميركا الجنوبية أن تصل سيارة "سبارك إي يو في" بسعر مماثل لسيارة "بي واي دي يوان أب" BYD Yuan Up، "وهو قرار قد يكون خاطئًا، إذ تتفوق المركبة الصينية، إلّا أنه إذا كان سعرها مماثلًا أو أقل من "بي واي دي سيغول"، البالغ 22 ألف دولار، فإنها ستحقق مبيعات جيدة؛ لأن حجمها وقدرة بطاريتها أكبر من السيارة الصينية"، وفق التحليل الذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
مقال عن إستراتيجية جنرال موتورز الواعدة لمنافسة السيارات الكهربائية الصينية في كلين تيكنيكا
