في خضم استعدادات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لأول زيارة خارجية له منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير الماضي، تصدرت وسائل الإعلام الأمريكية تقارير مثيرة للجدل حول "هدية محتملة" من قطر للرئيس الأمريكي، تمثلت في طائرة فاخرة من طراز بوينج 747-8، المعروفة بلقب "القصر الطائر" وأثار التقرير الذي نشرته شبكة ABC News حالة من الجدل السياسي والقانوني، حيث تحدث عن مفاوضات بين الدوحة وواشنطن بشأن "نقل محتمل" للطائرة الفاخرة لاستخدامها كطائرة رئاسية بديلة لـ "إير فورس وان" العتيقة، ثم نقلها لاحقًا إلى مكتبة ترامب الرئاسية.
ورغم نفي قطر أن تكون الطائرة هدية بشكل نهائي، فإن الجدل القانوني لا يزال قائمًا، وسط تأكيدات من وزارة العدل الأمريكية أن العملية لا تنتهك الدستور الأمريكي أو قوانين الهدايا، ما دام نُقلت الملكية لاحقًا إلى مؤسسة غير حكومية.
فما قصة هذه الطائرة الفاخرة؟ وما تفاصيلها؟
قصة الطائرة بوينج 747-8
قالت أسوشيتد بريس ان الطائرة التي أثيرت حولها الأنباء يبلغ سعرها التقديري 400 مليون دولار، وتعد واحدة من أكثر الطائرات فخامة وتجهيزًا على مستوى العالم وصفتها وسائل الإعلام الأمريكية بـ "القصر الطائر"، حيث جهزت بمستوى رفاهية استثنائي يشمل أجنحة نوم، قاعات اجتماعات، مناطق ترفيه، وأنظمة أمان واتصالات فائقة التطور.
ترامب نفسه أبدى إعجابه بالطائرة، وقام بجولة داخلها خلال وقوفها بمطار "ويست بالم بيتش الدولي" في فبراير الماضي، حسب تقرير ABC News.
قطر: لم نتخذ قرارًا نهائيًا
نفت الحكومة القطرية عبر بيان رسمي ما ورد عن تقديم "هدية" لترامب، وأكدت أن الطائرة ما زالت قيد المناقشة بين وزارة الدفاع القطرية ونظيرتها الأمريكية، وأن القرار لم يُحسم بعد وأوضح علي الأنصاري، الملحق الإعلامي القطري، أن الموضوع يخضع لمراجعة قانونية دقيقة من قبل الجهات المختصة في كلا البلدين، ويُدرس فقط كـ "استخدام مؤقت" وليس كمنحة دائمة.
البيت الأبيض يرد
تزامنًا مع التحضيرات لزيارة ترامب إلى الشرق الأوسط، والتي تشمل السعودية والإمارات وقطر من 13 إلى 16 مايو، أعلن مسؤول في البيت الأبيض لشبكة ABC News أن "الهدية" لن تُعرض خلال هذه الرحلة، وأن الإعلان إن تم سيكون في وقت لاحق، بعد اكتمال الإجراءات القانونية.
هل يسمح لرئيس أمريكي بقبول طائرة؟
في ظل القوانين الأمريكية الصارمة التي تمنع المسؤولين من قبول هدايا باهظة من حكومات أجنبية، أعد مكتب مستشار البيت الأبيض ووزارة العدل مذكرة قانونية تُجيز قبول وزارة الدفاع الأمريكية للطائرة على أن تُنقل لاحقًا إلى مكتبة ترامب الرئاسية.
وبحسب المصادر، فإن وزيرة العدل بام بوندي وكبير محامي البيت الأبيض ديفيد وارينجتون توصلا إلى أن هذا الترتيب لا ينتهك حظر الدستور الأمريكي على قبول المسؤولين لهدايا أجنبية، ما دام لم تستخدم بشكل شخصي ولم تحول مباشرة إلى ترامب، بل إلى مؤسسة غير ربحية لاحقًا.
هدية مجانية تثير غضب الديمقراطيين
عبر منشور على منصة "تروث سوشيال"، انتقد ترامب ما وصفه بـ "غضب الديمقراطيين" من قبول وزارة الدفاع لطائرة فاخرة دون مقابل وقال: "إن حقيقة أن وزارة الدفاع تتلقى هدية دون رسوم لطائرة حديثة لتحل مؤقتًا محل إير فورس وان القديمة، أزعجت الفاسدين لدرجة أنهم يريدون دفع أموال طائلة مقابلها... من يفعل ذلك؟".
){kind=link}