الاثنين 12 مايو 2025 | 04:28 مساءً
لم تكن تتخيل المرأة العجوز أن آخر كوب ماء تطلبه في حياتها سيكون نهاية رحلتها، ولم تكن تعلم أن يد الغدر ستأتيها من أقرب الناس إليها، فكانت تعيش في هدوء، سيدة بسيطة لا تطلب من الحياة سوى الراحة بعد مشوار طويل، لكنها لم تجد سوى الغدر في نهاية الطريق.
في شقتها المتواضعة بمنطقة المنيرة الغربية بمحافظة الجيزة، جلست السيدة الستينية كعادتها تنتظر زيارة أحد أفراد العائلة، كانت تحب لقاء الأحبة، خاصة أولاد إخوتها الذين كانت تعاملهم كأبنائها، دون أن تعلم أن أحدهم يُخبئ لها موتًا صامتًا في يده.
دخل الشاب إلى الشقة مبتسمًا، يتحدث بود وهدوء، ويُخفي في قلبه نية القتل، لم يكن دخوله غريبًا، فهو من أهل البيت، ولن يشك أحد في زيارته لخالته، جلس معها وتبادل الحديث كأن شيئًا لا يدور في داخله، فيما كانت هي تحاول إسعاده بكلماتها الحنونة.
طلبت منه كوب ماء، فنهض على الفور، لا بدافع الاهتمام، بل لأنه كان ينتظر تلك اللحظة منذ أيام، أخرج من جيبه قطرة صغيرة تُستخدم عادة في علاج العيون، ولكنه كان يعرف أنها قد تكون قاتلة إذا تم تناولها عن طريق الفم.
وضع بضع قطرات داخل الكوب، وخلطها بالماء، ثم عاد ليقدمه لها بيده، شربت السيدة الكوب دون تردد، فهي تثق به كابن، ثم ابتسمت له شاكرة، دون أن تدري أنها ابتلعت موتها بيد من أحبّت.
لم تمر دقائق حتى بدأت تشعر بدوار غريب، ثم سقطت على الأريكة فاقدة للوعي، وسط ذهول قاتلها الذي راقبها حتى تأكد أنها فارقت الحياة، لم يرف له جفن، بل تحرك داخل الشقة يبحث عن المال، وسرق هاتفها المحمول، ثم خرج كما دخل، مطمئنًا أن لا أحد سيتهمه.
وصلت الشرطة بعد بلاغ من الجيران الذين لاحظوا أن الباب مفتوح دون حركة داخل الشقة، فوجدوا الجثة ممددة على الأريكة، ترتدي ملابسها كاملة، ولا توجد بها إصابات أو آثار مقاومة، بدت الوفاة طبيعية، وربما كانت ستُقيّد كذلك لولا ملاحظة واحدة، حيث حضرت ابنة شقيق الضحية، ودخلت في نوبة بكاء فور رؤيتها لعمتها جثة هامدة، لكنها توقفت فجأة، وسألت عن هاتف عمتها، مؤكدةً أنه كان معها دائمًا ولا يُفارقها، بدأت شكوك رجال الشرطة تتزايد، فقرروا مراجعة كاميرات المراقبة المحيطة بالعقار.
أظهرت الكاميرات دخول الشاب إلى الشقة في توقيت مقارب تمامًا لوفاة الضحية، فتم استدعاؤه والتحقيق معه، حاول في البداية الإنكار، لكنه انهار سريعًا أمام الأدلة، واعترف بجريمته كاملة.
قال إنه كان يمر بضائقة مالية، وإنه لم يجد أمامه سوى خالته لسرقتها، ففكر في طريقة لا تترك أثرًا، ولم يتوقع أن الهاتف سيكون سبب سقوطه، مشيرًا إلى أنه عقب ارتكاب الجريمة جلس بجوارها يتعاطى المواد المخدرة.
بالعرض على النيابة، أمرت النيابة بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات، فيما أمرت بنقل الجثة إلى المشرحة لإجراء الفحص اللازم، وأكد التقرير أن الوفاة نتجت عن مادة سامة دخلت إلى الجسم عبر الفم.
اقرأ ايضا