الاثنين 12 مايو 2025 | 11:50 صباحاً
شهدت أسواق النفط العالمية، خلال تعاملات اليوم الإثنين 12 مايو 2025، ارتفاعًا حادًا في الأسعار بأكثر من 2.5%، مدفوعة بإعلان الولايات المتحدة والصين عن اتفاق مشترك لخفض الرسوم الجمركية المتبادلة، في خطوة وُصفت بأنها تمثل انفراجة كبيرة في مسار العلاقات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
ووفق بيانات التداول، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 2.6%، بما يعادل نحو 1.6 دولارًا، لتسجّل مستوى 65.59 دولارًا للبرميل. في الوقت ذاته، سجّل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي مكاسب بنسبة 2.8%، أو ما يعادل 1.7 دولارًا، ليصل إلى مستوى 62.77 دولارًا للبرميل.
وتُعد هذه القفزة السعرية امتدادًا للمكاسب التي حققها الخامان القياسيان خلال الأسبوع الماضي، حيث أغلقت الأسواق يوم الجمعة الماضية على ارتفاع تجاوز 4%، محققة أول مكاسب أسبوعية منذ منتصف أبريل الماضي.
خلفية الاتفاق التجاري: تهدئة جمركية تعيد الثقة للأسواق
جاء هذا التحسن في أسعار النفط على خلفية إعلان واشنطن وبكين عن اتفاق يقضي بتعليق معظم الرسوم الجمركية المفروضة بين الطرفين لمدة 90 يومًا، مع خفض الجمارك المتبادلة من 125% إلى 10%، في إشارة واضحة إلى رغبة الجانبين في استئناف النشاط التجاري والتخفيف من آثار الحرب التجارية الممتدة.
ورغم أن الاتفاق استثنى الرسوم الأمريكية البالغة 20% على واردات الصين المتعلقة بمادة الفنتانيل، إلا أن هذا التفاهم الثنائي اعتُبر تطورًا إيجابيًا يعزز من ثقة المستثمرين في استقرار الأسواق العالمية، ويدعم توقعات تحسّن الطلب العالمي على النفط، مع عودة عجلة التجارة الدولية إلى الدوران بوتيرة أقوى.
التفاؤل يقابله الحذر: أوبك+ وخطط زيادة الإنتاج تفرض ضغوطًا
رغم موجة التفاؤل السائدة، إلا أن المحللين حذروا من المبالغة في تقدير تأثير الاتفاق الأميركي-الصيني على المدى الطويل، خاصة مع استمرار تحالف أوبك+ في تنفيذ خطط زيادة إنتاج النفط تدريجيًا خلال شهري مايو ويونيو، وهو ما قد يضيف كميات إضافية للسوق ويحد من الارتفاعات السعرية.
ووفقًا لمسح أجرته وكالة "رويترز"، فإن إنتاج منظمة أوبك من الخام تراجع بشكل طفيف في شهر أبريل، على الرغم من التوجهات الواضحة لرفع الطاقة الإنتاجية في الأشهر المقبلة. هذا التراجع، وإن كان محدودًا، يشير إلى محاولة المنظمة الحفاظ على التوازن بين العرض والطلب في ظل تقلبات السوق.
وفي تصريحات لوكالة "رويترز"، قال توشيتاكا تازاوا، المحلل في شركة "فوجيتومي سيكيوريتيز"، إن "التفاؤل بمحادثات بنّاءة بين الولايات المتحدة والصين عزّز المعنويات في السوق"، لكنه أضاف أن غياب تفاصيل دقيقة عن اتفاق الرسوم الجمركية، بالتزامن مع خطط أوبك+ لزيادة الإنتاج، قد يُقيّد مكاسب أسعار النفط في المرحلة المقبلة.
مفاوضات الملف النووي الإيراني: عامل جديد على طاولة التوقعات
وفي سياق آخر، أعلنت مصادر دبلوماسية عن اختتام جولة من المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران بشأن البرنامج النووي، عُقدت في سلطنة عمان يوم الأحد، وسط تأكيدات بأن المحادثات ستستأنف خلال الفترة المقبلة.
وتُعد هذه المفاوضات أحد العوامل التي قد تؤثر على سوق النفط في حال التوصل إلى اتفاق شامل يسمح بعودة الصادرات الإيرانية إلى الأسواق العالمية، ما سيؤدي إلى زيادة المعروض العالمي ويُعيد رسم خريطة الأسعار من جديد.
ورغم ذلك، لا تزال إيران تصرّ علنًا على مواصلة برنامجها لتخصيب اليورانيوم، ما يُبقي حالة الترقب قائمة، ويجعل الأسواق أكثر حساسية تجاه أي تطورات دبلوماسية قادمة في هذا الملف.
خلاصة المشهد
تشير البيانات الراهنة إلى أن أسعار النفط تلقّت دفعة قوية من التفاؤل التجاري العالمي، لكن هذا التفاؤل يُواجه اختبارات حقيقية في الأسابيع القادمة، خاصة مع توجهات أوبك+، وتطورات الملف النووي الإيراني، إلى جانب مراقبة الأسواق لنتائج تطبيق الاتفاق الجمركي بين الولايات المتحدة والصين.
اقرأ ايضا
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.