
نظّم فرع الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان بابن أحمد والدائرتين وقفة احتجاجية، مساء السبت، بحديقة محمد الخامس بمدينة ابن احمد، تضامنًا مع ساكنة المدينة وعموم أبناء وبنات اتحادية قبائل امزاب، على خلفية ما سمي ’’الحملات الإعلامية المغرضة والتنمر الإلكتروني‘‘ التي أعقبت اكتشاف جريمتي قتل بشعتين شهدتهما المدينة مؤخرا.
الوقفة جاءت تنفيذا لمضامين بلاغ إخباري صادر عن الفرع المحلي للرابطة، عبّر فيه عن تضامنه المطلق مع ساكنة مدينة ابن أحمد وضحايا حملات التنمر والتشهير التي اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي وبعض المنصات الصحافية، والتي عمدت ـ حسب تعبير البلاغ ـ إلى “تسويق صورة سوداوية ومشوهة عن المدينة وسكانها، في سعي بئيس نحو ‘البوز’ ورفع نسب المشاهدة على حساب الكرامة الإنسانية”.
وقالت الرابطة في بلاغها إن “ما تعرضت له ساكنة ابن احمد واتحادية قبائل امزاب من حملات مسيئة، بلغ حدا لا يمكن السكوت عنه”، مشيرة إلى أن ما حدث من جرائم، رغم فظاعته، لا يبرر شيطنة منطقة بأكملها أو التهجم على نسيجها الاجتماعي، بل يفرض تعاملا مسؤولا وإنسانيا يحترم مشاعر الضحايا ويحفظ كرامة السكان.
وفي السياق ذاته، اعتبر المحتجون أن “الهجمة الإعلامية الشرسة” لم تقتصر على المسّ بالسمعة والكرامة، بل خلّفت أثرا نفسيا واجتماعيا واقتصاديا بالغا في صفوف السكان، ما يستدعي “رد الاعتبار للمدينة وأهلها، بل ولقبائل امزاب عموما، الذين شعروا بأنهم مستهدفون بحملة شيطنة لا مبرر لها”.
وأكد فرع الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان استعداده لخوض معارك قانونية ضد كل من تورط في التشهير والتنمر الإلكتروني على المدينة وسكانها، معلنا عزمه متابعة المسيئين أمام القضاء، في سابقة تهدف إلى وضع حد للافتراء الإعلامي والانفلات الأخلاقي في الفضاء الرقمي.
كما دعا البلاغ السلطات العمومية إلى رد الاعتبار للمدينة ومحاربة التهميش والإقصاء اللذين تعاني منهما المنطقة منذ سنوات، مشددا على ضرورة إيلاء أهمية خاصة للصحة النفسية، وتعزيز آليات الوقاية والحماية الاجتماعية، خاصة في ظل تزايد الإحساس بالإحباط والتهميش في صفوف الشباب.
وطالب المحتجون بفتح أوراش تنموية حقيقية في مدينة ابن احمد، وربط النقاش حول الجريمة بواقع التهميش والفقر والإقصاء الذي تعانيه المدينة، بدل الانجرار وراء الخطاب الشعبوي والإثارة الإعلامية الرخيصة.