تواصل مصر تعزيز مكانتها كمركز إقليمي للطاقة عبر تنفيذ مشروعات طموحة في قطاع البترول والغاز الطبيعي، مما ساهم في زيادة احتياطيات الطاقة، تحقيق الاكتفاء الذاتي، ودعم الاقتصاد الوطني.
وتعتمد هذه الإنجازات على استراتيجية وطنية مدعومة بالتعاون مع كبرى الشركات العالمية، وهو ما أسفر عن تقدم ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، عزز قدرة الدولة على تلبية الطلب المحلي المتزايد واستعادة مكانتها كمصدر رئيسي للغاز الطبيعي.
إنجازات اكتشافات النفط والغاز في مصر
سجل العام المالي 2023/2024 تحقيق الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس) 5 اكتشافات نفطية وغازية جديدة، أضافت 1.3 تريليون قدم مكعبة من الغاز و30 مليون برميل من النفط الخام والمكثفات إلى احتياطيات الدولة.
وأعلنت الحكومة مع بداية 2025 عن ثلاثة اكتشافات إضافية، أبرزها بئرا "كينغ 2" و"نفرتاري-1" في غرب البحر المتوسط، ما يعكس وتيرة متسارعة في عمليات الاستكشاف.
شهد الربع الثالث من عام 2024 إضافة 71 مليون برميل من الزيت و680 مليار قدم مكعبة من الغاز إلى الاحتياطي، مع تحقيق معدل إنتاج يومي بلغ 1.4 مليون برميل مكافئ.
كما ساهم حفر 105 آبار تنموية جديدة في تحقيق هذه الزيادة، وخفض فاتورة الاستيراد بما يعادل 1.5 مليار دولار كل 6 أشهر اعتبارا من يناير 2025.
مشروعات البترول والغاز الطبيعي في مصر
مصر أصبحت الآن غنية بالعديد من مشروعات البترول والغاز الطبيعي التي عززت من احتياطيات الطاقة ودعمت الاقتصاد الوطني منها:
حقل ظهر:
يمثل أكبر حقل غاز في البحر المتوسط باحتياطيات تصل إلى 30 تريليون قدم مكعبة، وبدأ الإنتاج التجريبي في 2017، وأسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز منذ سبتمبر 2018.
امتياز غرب الدلتا:
شهد إنجازا عربيا غير مسبوق في المرحلة العاشرة من تطوير الحقل، مع توصيل ثلاث آبار غاز في المياه العميقة بواسطة شركة خدمات البترول البحرية (PMS)، مما أضاف 160 مليون قدم مكعبة يوميا إلى الإنتاج، مع توقعات بزيادة 150 مليون قدم مكعبة إضافية بحلول نهاية 2025.
مصافي التكرير:
نفذت مصر سبعة مشروعات تكرير باستثمارات بلغت 5.5 مليار دولار، بقدرة إنتاجية تصل إلى 206 ملايين طن سنويا، مما عزز الإمدادات المحلية من المنتجات البترولية.
مصنع إسالة الغاز بدمياط:
أعيد تشغيله لدعم صادرات الغاز الطبيعي المسال، وحقق تصدير 4.3 مليون طن خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2021.
حقل النرجس:
يعد من الاكتشافات الواعدة باحتياطيات تقارب 3 تريليون قدم مكعبة، ويتوقع أن يبدأ الإنتاج في 2025، مما يعزز إمدادات الغاز.
خطط مصر لزيادة إنتاج الغاز في مصر
تستهدف مصر رفع إنتاج الغاز الطبيعي بنسبة 30% ليبلغ 6 مليارات قدم مكعبة يوميا بحلول نهاية 2025، مقارنة بـ 4.6 مليار قدم مكعبة في العام الماضي وذلك عن طريق حفر 60 بئرا استكشافية في أقل من عام، مع خطة من شركة كايرون بتروليم لحفر سبع آبار إضافية في الصحراء الغربية باستثمارات قدرها 300 مليون دولار، لرفع إنتاجها إلى 160 ألف برميل يوميًا بحلول 2025.
بالاضافى إلى طرح سبعة حقول غير منماة في البحر المتوسط وست مناطق استكشافية بخليج السويس والصحراء الغربية عبر بوابة مصر للاستكشاف والإنتاج، مع تحديد إغلاق التزايد في 4 مايو 2025.
وأعلنت الحكومة عن استخدام تقنية الحفر الأفقي لأول مرة في مصر بواسطة شركة تاج الكندية، مما يعزز كفاءة استخراج النفط والغاز خلال الفترة المقبلة.
18 اتفاقية جديدة باستثمارات 22 مليار دولار
شهد النصف الأول من 2025 توقيع مصر لـ 18 اتفاقية التزام بترولي جديدة باستثمارات تتجاوز 22 مليار دولار لتطوير 30 مشروعا في مجال الغاز الطبيعي، تبرز شركات بي بي، شل، إكسون موبيل، وشيفرون كشركاء رئيسيين، مع تركيز الجهود على مناطق البحر المتوسط وخليج السويس.
وتعمل مصر كذلك على تعزيز التكامل الإقليمي من خلال بنيتها التحتية المتقدمة التي تشمل موانئ بحرية وشبكات نقل، بما يمكنها من أن تصبح ممرا رئيسيا لتصدير الطاقة إلى الأسواق الأوروبية.
وساهمت مشروعات البترول والغاز في خفض فاتورة الاستيراد، وخلق فرص عمل، وزيادة الصادرات، مما دعم استقرار الاقتصاد الوطني، كما دعمت مبادرات تحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعي وتوصيله للمنازل أهداف الاستدامة البيئية، إذ يعد الغاز خيارا أنظف مقارنة بالبنزين والمازوت.
ذروة الانتاج في 2026
وتتطلع مصر إلى تحقيق ذروة الإنتاج بحلول عام 2026 في ظل استمرار الاكتشافات وزيادة الاستثمارات، مستفيدة من موقعها الجغرافي الاستراتيجي وبنيتها التحتية المتطورة.
وأكد وزير البترول كريم بدوي أن مصر ستواصل تقديم بيئة استثمارية جاذبة، مما يعزز قدرتها على أن تصبح مركزا عالميا للطاقة.
وتعد مشروعات البترول والغاز في مصر نموذجا ناجحا للتحول من الاستيراد إلى التصدير، مع تعزيز احتياطيات الطاقة ودعم الاقتصاد، وترتكز هذه المسيرة على خطط طموحة وشراكات دولية قوية، ما يمهد الطريق نحو مستقبل واعد لمصر كقوة إقليمية وعالمية في قطاع الطاقة.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
