تزخر الأراضي المصرية بثروات معدنية هائلة، لعل أبرزها المعادن النادرة التي باتت تشكل محور اهتمام عالمي بفضل دورها الحيوي في الصناعات التكنولوجية المتقدمة.
وهذه المعادن، التي تعرف أيضًا بـ"الأتربة النادرة"، تمثل كنزًا اقتصاديًا واعدًا يمكن أن يعزز الاقتصاد المصري ويضعه في صدارة الدول المصدرة لهذه الموارد الاستراتيجية.
وفي هذا التقرير، من بانكير، نستعرض أهم المعادن النادرة في مصر، مواقعها، قيمتها الاقتصادية.
ما هي المعادن النادرة؟
والمعادن النادرة هي مجموعة من 17 عنصرًا كيميائيًا، تشمل اللانثانيدات مثل السيريوم، النيوديميوم، واللانثانوم، بالإضافة إلى الإيتريوم والسكانديوم، ورغم اسمها فهي ليست نادرة من حيث الكمية في القشرة الأرضية، بل تكمن ندرتها في صعوبة استخراجها وفصلها عن المعادن الأخرى، مما يتطلب تقنيات متقدمة واستثمارات ضخمة.
وتستخدم هذه المعادن في صناعات حيوية مثل الإلكترونيات، السيارات الكهربائية، توربينات الرياح، والأسلحة الدقيقة، مما يجعلها ركيزة أساسية للتحول نحو الطاقة النظيفة والتكنولوجيا المتقدمة.
المعادن النادرة في مصر: الثروة المدفونة
وتتمتع مصر بتنوع هائل في مواردها المعدنية، حيث تمتلك احتياطيات كبيرة من المعادن النادرة، خاصة في الصحراء الشرقية، سيناء، والصحراء الغربية، وتشمل هذه المعادن التنتالوم، النيوبيوم، واليورانيوم، إلى جانب معادن أخرى مثل الذهب والفوسفات التي غالبًا ما تكون مصاحبة للمعادن النادرة.
- التنتالوم: تعد مصر رابع أكبر دولة في العالم من حيث احتياطيات التنتالوم، باحتياطي يُقدر بحوالي 48 مليون طن، ويتركز هذا المعدن في الصحراء الشرقية، ويستخدم في صناعة الإلكترونيات مثل الهواتف الذكية والمكثفات الكهربائية نظرًا لمقاومته العالية للتآكل.
- النيوبيوم: يوجد في مناطق مثل وادي العجلة وأبو دباب، ويستخدم في صناعة السبائك الفائقة للمحركات النفاثة والصواريخ، وتقدر احتياطيات النيوبيوم في مصر بحوالي 850 ألف طن.
- اليورانيوم: تتواجد رواسب اليورانيوم في الصحراء الشرقية وسيناء، ويعد مكونًا حيويًا لإنتاج الطاقة النووية، وتشير تقديرات إلى أن مصر تمتلك كميات كبيرة من هذا المعدن، مما يعزز إمكانياتها في قطاع الطاقة.
- الرمال السوداء: تحتوي الرمال السوداء على طول الساحل الشمالي من الإسكندرية إلى العريش على معادن نادرة مثل الإلمنيت والزركون، والتي تستخدم في صناعات الطاقة والتكنولوجيا المتقدمة، ويقدر الاحتياطي بحوالي 7 ملايين طن.
ثروة بمليارات الدولارات
وتعد المعادن النادرة من أغلى الموارد في السوق العالمي بفضل الطلب المتزايد عليها، ووفقًا لتقارير حديثة، بلغ حجم سوق المعادن النادرة العالمي 175.03 كيلو طن في 2024، ومن المتوقع أن يصل إلى 214.89 كيلو طن بحلول 2029، بمعدل نمو سنوي 4.19%.
وتشير التقديرات إلى أن مصر تمتلك ملايين الأطنان من المعادن النادرة والمشعة، مما يمنحها إمكانات هائلة لتحقيق إيرادات تصل إلى مليارات الدولارات.
وعلى سبيل المثال، يعد التنتالوم من أكثر المعادن قيمة بسبب استخدامه في الإلكترونيات، حيث يساهم احتياطي مصر الضخم في تعزيز مكانتها كمورد عالمي رئيسي.
كما أن النيوبيوم، باحتياطياته الكبيرة، يعزز القدرة التنافسية لمصر في صناعات الفضاء والتكنولوجيا، في حين تضيف الرمال السوداء، بمحتواها من الزركون والمونازيت، قيمة اقتصادية هائلة، حيث تعد مصر من أكبر الدول المنتجة لهذه المعادن في المنطقة.
مستقبل مشرق للاقتصاد المصري
وتشكل المعادن النادرة في مصر رافدًا حيويًا لدعم الاقتصاد الوطني، حيث تعزز مكانة البلاد في سوق الموارد العالمي، وبفضل احتياطياتها الضخمة من التنتالوم، النيوبيوم، اليورانيوم، والمعادن المصاحبة للرمال السوداء، تمتلك مصر القدرة على تلبية الطلب العالمي المتزايد على هذه الموارد، خاصة مع التوسع في الصناعات الخضراء والتكنولوجيا المتقدمة.
ومع استمرار الاستثمارات في هذا القطاع، تعد مصر على أعتاب طفرة اقتصادية تعتمد على هذا الكنز المدفون.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
