أدانت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، اليوم السبت، ما وصفته بـ "الجريمة الإسرائيلية الجديدة" التي تمثلت في استهداف سفينة "أسطول الحرية" في المياه الدولية، أثناء محاولتها إيصال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة المحاصر.
إسرائيل تهاجم سفينة "أسطول الحرية" قبالة سواحل مالطا
الهيئة الدولية تدين بشدة الهجوم
أدانت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، اليوم السبت، ما وصفته بـ "الجريمة الإسرائيلية الجديدة" التي تمثلت في استهداف سفينة "أسطول الحرية" في المياه الدولية، أثناء محاولتها إيصال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة المحاصر.
وفي تصريحات صحفية قال رئيس الهيئة، صلاح عبد العاطي، إن الهجوم الإسرائيلي يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، خصوصًا أنه وقع على بعد 17 ميلًا بحريًا من سواحل مالطا، وهو ما يندرج ضمن المياه الدولية.
الاحتلال منع الإمدادات الإنسانية بالقوة
وأكد عبد العاطي أن الاحتلال مارس ضغوطًا سياسية وتهديدات مباشرة لمنع قوافل المساعدات من الوصول إلى غزة، بما في ذلك التهديد بالقتل والاعتقال واحتجاز السفن والنشطاء، مشيرًا إلى أن ذلك جزء من سياسة إسرائيل المستمرة في إبادة جماعية منظمة ضد الشعب الفلسطيني.
مطالب بفتح تحقيق دولي
طالب رئيس الهيئة الحكومة المالطية بضرورة فتح تحقيق دولي شفاف ومستقل لكشف ملابسات الجريمة، ومحاسبة الفاعلين أمام المحاكم الدولية، داعيًا كذلك المجتمع الدولي للتدخل العاجل لوقف الجرائم والانتهاكات، وضمان دخول المساعدات إلى غزة دون قيود.
هجوم بطائرات مسيرة وإشعال السفينة
وبحسب تحالف "أسطول الحرية"، فقد تم استهداف سفينة المساعدات "الضمير" بطائرات مسيّرة إسرائيلية، ما أدى إلى اندلاع حريق على متنها، وإطلاق نداء استغاثة لم تستجب له سوى السلطات في جنوب قبرص، في ظل تجاهل دولي مقلق.
دعوة عاجلة لفتح المعابر وكسر الحصار
دعت الهيئة الدولية جميع الحكومات والمؤسسات الحقوقية إلى التحرك العاجل لكسر الحصار عن غزة، وفتح الممرات الإنسانية لإيصال المساعدات، خاصة في ظل تفاقم الوضع الإنساني وتهديد المجاعة وانهيار القطاع الصحي.
تفاصيل سابقة
فتحت السلطات المالطية تحقيقًا رسميًا في حادثة اختراق طائرة عسكرية إسرائيلية لمجالها الجوي، وذلك قبيل الهجوم بطائرات مسيّرة على سفينة "كونشينس" التابعة لتحالف "أسطول الحرية"، والتي كانت في طريقها إلى قطاع غزة محمّلة بالمساعدات الإنسانية. وذكرت صحيفة تايمز أوف مالطا أن الطائرة الإسرائيلية، وهي من طراز "C-130"، أقلعت من قاعدة عسكرية داخل دولة الاحتلال، وظلت تحلق لمدة ثلاث ساعات فوق مناطق قريبة من الأجواء المالطية قبل أن تعود أدراجها.
ووفقًا لما نقلته الصحيفة عن مصادر عسكرية، تم تتبّع مسار الطائرة باستخدام أنظمة مراقبة الطيران، حيث نفذت مناورات جوية على ارتفاع منخفض يُقدّر بنحو خمسة آلاف قدم فوق منطقة "هوردز بانك" شرق مالطا. واعتبرت الجهات العسكرية في مالطا هذا التحليق تهديدًا خطيرًا لسيادة البلاد، لا سيما أنه جرى دون أي تنسيق مسبق، وهو ما اعتُبر خرقًا مباشرًا للسيادة المالطية ومساسًا بحيادها كدولة عضو في الاتحاد الأوروبي.
من جهتها، نفت الحكومة المالطية في بيان رسمي تسجيل أي اختراق فعلي لمجالها الجوي أو لمياهها الإقليمية خلال الـ48 ساعة التي سبقت الحادث، لكنها أكدت أنها عقدت اجتماعًا طارئًا للجنة أمن الملاحة البحرية من أجل جمع كافة المعلومات المتاحة ومتابعة التحقيقات الجارية. وأوضح مصدر حكومي أن السلطات تعاملت مع الحادثة بجدية كاملة، وتسعى إلى فهم جميع الملابسات المحيطة بها.
تزامن هذا التصعيد الجوي مع هجوم بطائرات مسيّرة استهدف سفينة "كونشينس" فجر الجمعة، أثناء وجودها في المياه الدولية، ما أسفر عن اشتعال النيران فيها وحدوث ثقب بهيكلها. وقد سارعت وحدات بحرية مالطية إلى موقع الحادث، وتمكنت من إخماد الحريق وإنقاذ الطاقم المكوّن من 12 شخصًا، إلى جانب أربعة متضامنين أجانب. وفي بيان لاحق، حمّل تحالف "أسطول الحرية" إسرائيل مسؤولية الهجوم، معتبرًا إياه "انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي"، ودعا إلى محاسبة الجناة أمام المحاكم الدولية.