يعتمد التحول إلى السيارات الكهربائية على اهتمام المستهلكين وانخفاض التكاليف والبنية التحتية للشحن، إلى جانب عوامل أخرى.
وأفادت دراسة حديثة بأنه إلى جانب قطاع التصنيع؛ فإن التوقعات للقطاع "أكثر إيجابية من السلبية بشكل عام"، وفق معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتُعد هذه إحدى نتائج دراسة "التنقل الإلكتروني الجاهز للمستقبل 2025: كيف تُشكل السيارات الكهربائية التنقل المستدام" التي أجرتها شركة تاتا للاستشارات تي سي إس (TCS).
ووجدت الدراسة أن اهتمام المستهلكين بالسيارات الكهربائية قوي، وأن هناك "قناعة متزايدة بين مُستعملي أساطيل السيارات بقيمة المركبات الكهربائية التجارية من خلال توفير التكاليف على المدى الطويل".
5 شروط أساسية لقطاع السيارات الكهربائية:
أولًا: تحسين الأداء من خلال إمكانات التنقل المُعرّف بالبرمجيات
عندما تُتحكم البرمجيات في وظائف السيارة وميزاتها، بدلًا من أن تكون مُدمجة كأجهزة، يُمكن إجراء التحديثات والتخصيصات المستمرة "لاسلكيًا"، مثلما هو الحال مع الهواتف الذكية التي تُقدّم ميزات وكفاءات جديدة مع كل إصدار لنظام التشغيل.
ويُحقق التنقل المُعرّف بالبرمجيات فوائد كبيرة للتحول إلى السيارات الكهربائية.
بدورها، تُوفّر البنية المناطقية (حيث تُنظّم الأنظمة الكهربائية والإلكترونية للسيارة في مناطق أو أقاليم مُختلفة) إدارة فعّالة للكهرباء مع تقليل وزن وتعقيد حزم الأسلاك.
ويُؤكد هذا الترابط ضرورة اعتماد أطر عمل وتدابير الأمن السيبراني الحالية لحماية المكونات الأساسية، وضمان سلامة الركاب، والحفاظ على سلامة البيانات.
ويتيح دمج الذكاء الاصطناعي في السيارات المُعرّفة بالبرمجيات تحسين الأداء الحركي من خلال مراقبة السيارة في الوقت الفعلي، وضبط استهلاك الكهرباء بناءً على ظروف القيادة أو سلوك المستخدم.
ثانيًا: تعزيز الطلب على المنتجات وزيادة الربحية
تُظهر الدراسة أن المستهلكين على استعداد لدفع فارق بسيط فقط مقابل السيارات الكهربائية مقارنةً بمحركات الاحتراق الداخلي.
ورغم ذلك، تظل تكلفة تجميع سيارة كهربائية أعلى نسبيًا، وفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ويمكن للنماذج التحليلية والبصرية تسليط الضوء على فجوات التكلفة فيما يتعلق باستعداد العملاء للدفع، ما يتيح مقارنة النماذج المختلفة مع البيانات التنافسية.
وبالنظر إلى أن تحليل القيمة التفصيلي ونماذج هندسة القيمة مُبسّطة في سيارات محركات الاحتراق الداخلي، حاليًا، فيمكنهما خفض التكلفة، ما يعزز اعتماد السيارات الكهربائية وربحية بائعيها.
ثالثًا: تحسين أداء البطاريات من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي
يُحدث الذكاء الاصطناعي، إلى جانب الذكاء الكمي، ثورة في تطوير البطاريات من خلال الكشف عن رؤى ثاقبة في العمليات الذرية تُعزز الأداء.
ويمكن للذكاء الكمي أن يُختصر دورات التطوير بشكل كبير، ويُساعد في خفض تكاليف التصنيع، ما يُؤدي إلى ابتكار أسرع وإنتاج فعال من حيث التكلفة.
في المقابل، يمكن تحليل مجموعات البيانات الضخمة الناتجة عن عمليات المحاكاة الكمومية لتحسين المواد من حيث التوصيل والاستقرار وكثافة الطاقة.
رابعًا: تمكين أنظمة الشحن من خلال نماذج أعمال تعاونية
يتطلب التبني السريع للسيارات الكهربائية التوسع المتزامن للبنية التحتية لشحنها، ويتطلب هذا التوسع بدوره تعاونًا أوسع بين مختلف القطاعات لمواجهة تحديات مثل التقييس، وتكامل الشبكة، وتجربة العملاء.
وعلى الرغم من أن الدمج أمرٌ مُحتمل للغاية؛ فإن الشراكات بين مُلّاك السيارات، والطاقة، وتجارة التجزئة، والعقارات التجارية، والهيئات الحكومية، وغيرها، ستكون حاسمة في توسيع نطاق البنية التحتية بكفاءة.
ولا يقل أهمية عن ذلك الحاجة إلى تدابير قوية للأمن السيبراني لتعزيز النظام البيئي المترابط للسيارات الكهربائية، وضمان المرونة في مواجهة التهديدات المادية والسيبرانية التي قد تُقوّض التبني على نطاق واسع.
خامسًا: التصميم من أجل الاستدامة من خلال مبادئ الاقتصاد الدائري
يعتمد الاقتصاد الدائري على فكرة تصميم المنتجات والمواد والموارد بحيث تكون قابلة للتفكيك وإعادة التصنيع وإعادة الاستعمال وإعادة التدوير.
ونظرًا لاحتوائها على مكونات ومواد متنوعة قابلة لإعادة التدوير وإعادة إدخالها في دورة الإنتاج، تُشكل السيارات الكهربائية تحديًا فريدًا فيما يتعلق بالمعادن الثمينة والفرص المتاحة على مدار دورة حياتها لتقليل البصمة الكربونية.
ومن خلال تحليل المكونات المختلفة للسيارة الكهربائية؛ بما في ذلك حزمة البطاريات، لتلبية الاحتياجات التنظيمية، يُمكن للقطاع تعزيز الاستدامة مع خفض تكاليف دورة الحياة.
تحديات التحول إلى السيارات الكهربائية
قال رئيس قسم التصنيع لدى شركة تاتا للاستشارات أنوبام سينغا: "إنّ رؤية تحوّل جذري إلى السيارات الكهربائية يتكشف في الوقت الفعلي تعد أمرًا مُلهمًا ومُقلقًا في آنٍ واحد".
ويتجلى هذا بوضوحٍ أكبر في التحوّل العالمي نحو التنقل الكهربائي، الذي يُعد ضرورةً للكثيرين، وله آثار اجتماعية واقتصادية بعيدة المدى".
وأضاف سينغا: "سواءً تقبّلته أم رفضته؛ فإنّ صعود السيارات الكهربائية أمرٌ لا مفرّ منه، وسيُعيد تعريف مستقبل التنقل والصناعة والاستدامة".
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر..
