وصفت شركة الطاقة الإيطالية إيني اتفاقيات الغاز الطبيعي بين قبرص ومصر بأنها "تاريخية"، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة قبرص ميرور، وأبرزت هذه الاتفاقيات الأهمية الاستراتيجية لموارد الطاقة في شرق المتوسط، الذي يُعدّ أحد أكثر المناطق الواعدة عالميًا لاكتشافات الغاز.
سهّلت إيني، بفضل خبرتها الطويلة في استكشاف وتطوير حقول الطاقة، الصفقة التي تشمل نقل الغاز الطبيعي من حقل أفروديت القبرصي إلى منشآت التسييل في مصر. وتعزز هذه الخطوة أمن الطاقة لأوروبا من خلال تنويع طرق الإمداد في وقت تشهد فيه القارة تحديات جيوسياسية متزايدة.
وأضافت الصحيفة: "أشاد خبراء طاقة أوروبيون على منصة إكس بالصفقة، معتبرين إياها خطوة حاسمة لتقليل الاعتماد على الغاز الروسي، خاصة بعد الاضطرابات التي شهدتها أسواق الطاقة العالمية. يمتلك حقل أفروديت، الواقع في المياه العميقة قبالة سواحل قبرص، طاقة إنتاجية تصل إلى 1.4 مليار قدم مكعب يوميًا.
يُنقل هذا الغاز عبر أنبوب بحري بطول 90 كيلومترًا إلى مصانع إدكو ودمياط في مصر، وهما من بين أكبر منشآت التسييل في المنطقة.
استثمرت إيني، بالتعاون مع شركاء محليين ودوليين، في تطوير البنية التحتية اللازمة، مما يعزز كفاءة النقل ويقلل التكاليف اللوجستية".
وحققت قبرص إيرادات تصدير كبيرة من هذه الاتفاقية، مما يعزز اقتصادها الذي يعتمد بشكل متزايد على قطاع الطاقة.
تعزز مصر، بدورها، مكانتها كمركز طاقة إقليمي، مستفيدة من موقعها الجغرافي الاستراتيجي وقدراتها الصناعية المتقدمة.
وافق مجلس الوزراء القبرصي على الإطار التعاوني، كما ذكرت صحيفة تورنتو ستار الكندية، مما يعكس التزام الحكومة القبرصية بتطوير قطاع الطاقة. يشمل هذا الإطار اتفاقيات طويلة الأمد تضمن استدامة الشراكة بين البلدين.
وأكدت إيني أن هذه الاتفاقيات تمثل نموذجًا للتعاون الإقليمي، حيث تجمع بين المصالح الاقتصادية وأهداف الاستدامة.
أشار محللون على منصة إكس إلى أن المشروع يدعم أهداف الاتحاد الأوروبي للانتقال إلى مصادر طاقة أنظف، حيث يُعتبر الغاز الطبيعي وقودًا انتقاليًا يقلل الانبعاثات مقارنة بالفحم والنفط. يتوقع الخبراء أن تسهم هذه الاتفاقيات في استقرار أسعار الطاقة في أوروبا، خاصة مع تزايد الطلب على الغاز المسال عالميًا.
وحققت الاتفاقية تأثيرًا تحويليًا في مشهد الطاقة بشرق المتوسط، مما يعزز مكانة المنطقة كمركز عالمي لإنتاج وتصدير الغاز.
تدعم هذه الخطوة التزام أوروبا بمصادر طاقة مستدامة وآمنة، وتفتح آفاقًا جديدة للتعاون الاقتصادي بين دول المنطقة.
