قرّرت شركة أو إم في (OMV) النمساوية غلق جميع محطات الوقود العاملة بالهيدروجين التابعة لها في البلاد بحلول نهاية شهر سبتمبر/أيلول المقبل، وفق متابعات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وقالت شركة النفط والغاز، ومقرها العاصمة النمساوية فيينا، إن قرارها يعود إلى تدني ظروف السوق وخسائر التشغيل التي لم تَعُد تتحملها؛ ما يوجه ضربةً موجعةً إلى سوق مركبات خلايا الوقود حيادية الكربون في البلد الواقع وسط أوروبا.
وتُعدّ "أو إم في" مشغل محطات الوقود العاملة بالهيدروجين العامة الوحيد في النمسا؛ ما يعني أنه لا يوجد هناك حاليًا مشغل بديل للشركة في عموم البلاد لديه الاستعداد لتسلّم دفة القيادة والتوسع في إمكانات التزوّد بالوقود الواعد؛ لتبدأ النمسا في التخارج من صناعة مركبات الركاب الهيدروجينية.
ويسلّط إعلان الشركة الضوء على التحديات المالية والسياسية التي ما تزال تعرقل قطاع النقل القائم على الهيدروجين في المناطق التي لا تحظى بدعم حكومي.
إغلاق 5 محطات
من المقرر أن تغلق جميع محطات الوقود العاملة بالهيدروجين الـ4 في النمسا بحلول شهر سبتمبر/أيلول (2025)، بعد تحول إستراتيجي من شركة النفط والغاز النمساوية الحكومية "أو إم في".
وستوقف "أو إم في" محطاتها الـ5 في العاصمة النمساوية الواقعة في فيينا-فلوريدسدورف، وأستن، وفيينا، وغراتس، وإنسبروك، التي تشكّل 4 منها شبكة التزود بالوقود العامة الكاملة في البلد الأوروبي، وفق إشعار تحذيري منشور على موقع "إتش2.لايف".
وقال الإشعار التحذيري: "هذا القرار يأتي في أعقاب تحليل شامل لظروف السوق الراهنة والتوجه الإستراتيجي للشركة".
وستُغلق محطة التزود بالهيدروجين الأولى في 30 يونيو/حزيران المقبل، تليها محطتا غراتس وفيينا في الـ31 من أغسطس/آب المقبل، قبل محطة إنسبروك المقرر غلقها في الـ30 من سبتمبر/أيلول (2025).
ولن تطول الإغلاقات المذكورة محطة التزود بالهيدروجين الكائنة شمال فيينا؛ ومع ذلك فإن المحطة متاحة فقط بموجب عقد؛ ما يعني أن التزوّد بالوقود العام لن يكون متاحًا.
وقالت "أو إم في" إنه منذ فتح محطة التزود بالهيدروجين الأولى في النمسا خلال عام 2012، فإن "الطلب على هذا الوقود بصفته مصدر طاقة يخيّب التوقعات"، وفق تصريحات خاصة إلى موقع "إتش2".
السيارات الكهربائية
وفق بيانات صادرة عن الاتحاد الأوروبي، وتابعتها منصة الطاقة المتخصصة، بلغ عدد تسجيلات السيارات الكهربائية العاملة بخلايا الوقود في النمسا 67 في عام 2023.
وبدلًا من ذلك أكدت الشركة أنها ستواصل السعي لتحقيق مستهدفها بتركيب 5 آلاف نقطة شحن سيارات كهربائية في وسط وشرق أوروبا بحلول عام 2030.
كما قالت إنها ستُشغّل أول محطة تحليل كهربائي تابعة لها، سعة 10 ميغاواط، في مصفاة شفاشت (Schwechat) هذا العام.
واستهدفت جميع محطات الوقود العاملة بالهيدروجين الـ5 في النمسا المركبات الخفيفة مثل سيارات الركاب، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
ومع ذلك، أظهرت أرقام صادرة مؤخرًا تحولًا كبيرًا من عمليات تزويد مركبات الركاب بالهيدروجين نتيجة ارتفاع التكاليف وتراجع معدلات الاستعمال.
وفي شهر فبراير/شباط الماضي أعلنت شركة إتش2 موبيليتي (H2 Mobility)، وهي أكبر مشغل لمحطات التزود بالهيدروجين في ألمانيا، أنها ستغلق نحو 22 محطة تزوّد بوقود الهيدروجين بحلول نهاية الربع الثاني من العام الجاري، موضحةً أنها ركزت على أسواق المركبات الثقيلة مثل الحافلات والشاحنات.
كما انسحبت شركة شل متعددة الجنسيات من قطاع النقل القائم على وقود الهيدروجين بعد أن كانت تتبوّأ موقع الريادة في أسواق مثل المملكة المتحدة وكاليفورنيا.
وبعد غلق محطاتها الثلاث في المملكة المتحدة خلال عام 2022، أغلقت شل 7 من محطات التزوّد بوقود الهيدروجين التابعة لها في كاليفورنيا في عام 2023.
زخم متنامٍ.. ولكن
يأتي قرار "أو إم في" على الرغم من الزخم المتنامي الذي يكتسبه الهيدروجين بوصفه عنصرًا مهمًا في إزالة الكربون من القطاعات التي يصعب كهربتها.
ومع ذلك فقد أخفقت السيارات العاملة بالهيدروجين، على الرغم من أنها تُتيح نطاقات قيادة طويلة وتزوّد أسرع بالوقود، في اكتساب الزخم؛ نتيجة تكاليف المركبات المرتفعة، والفجوات المتعلقة بالبنية التحتية والمنافسة من المركبات الكهربائية.
وما لم يتدخل لاعب جديد أو تُعيد الحكومة النمساوية النظر في إستراتيجية دعمها، فإن البنية التحتية بأكملها لنقل الهيدروجين للمستهلكين في البلاد ستتلاشى تمامًا بحلول الربع الـ4 من عام 2025.
ومن شأن ذلك الوضع أن يجعل النمسا متخلفةً عن جارتها ألمانيا، والبلدان الأوروبية الأخرى التي تواصل المضي قدمًا باتجاه طرح البنية التحتية الخاصة بالهيدروجين.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
1."أو إم في" تغلق محطات الوقود العاملة بالهيدروجين من موقع "إتش2 فيو".
