أخبار عاجلة
إجمالي إيرادات فيلم نجوم الساحل -
إليسا تنعى صبحي عطري بهذه الكلمات -
زلزال بقوة 6.2 درجة يضرب تركيا -

"مسجد موسكو الكبير".. حارس الهوية الإسلامية في قلب الأرض الروسية

"مسجد موسكو الكبير".. حارس الهوية الإسلامية في قلب الأرض الروسية
"مسجد موسكو الكبير".. حارس الهوية الإسلامية في قلب الأرض الروسية

في وسط العاصمة الروسية حيث تتهادى نسمات البرد بين البنايات المعمارية القديمة وناطحات السحاب الحديثة، يقف “المسجد الكبير” صرحا دينيا يجمع بين الأصالة الإسلامية واللمسة الفنية الروسية الفخمة، بقبته المُذهبة التي تلمع تحت شمس موسكو القصيرة، وطوابقه الشاهقة التي ترسم خطوطا روحانية في السماء وكأنها تهمس للكون بأن الدين الإسلامي حاضر ومتجذر بقوة في أرض “السوفييت”.

داخل هذا المعلم الديني الذي يخطف معماره الأبصار ويأسر جماله القلوب، يجتمع المسلمون الروس في صلاة واحدة تذوب فيها الاختلافات الجغرافية والثقافية وكذا العرقية بين أتباع “ديانة محمد” في هذا البلد الأوروبي، فلا يبقى سوى صوت الآذان وترانيم القرآن التي تضفي عليها اللكنة الروسية الممزوجة بالعربية ورعا منقطع النظير، راسمة لوحة روحانية تزيدها جمالا الزخارف والسجاد المفروش في هذا المسجد الذي يعد من بين كبار معابد المسلمين في القارة العجوز.

بني “مسجد موسكو الكبير” في سنة 1904 في سياق حصلت فيه الأقليات الدينية في هذا البلد على تسهيلات من القياصرة الروس لبناء المعابد وممارسة الشعائر الدينية، ومنهم المسلمون الذين اعتمدوا على جهودهم الذاتية من أجل شراء قطعة وسط موسكو “عاصمة القبب الذهبية”، قبل أن يتم إعادة بنائه وترميمه بشكل شبه كلي، ليُدشن بشكل رسمي في شتنبر من العام 2015 من طرف الرئيس فلاديمير بوتين، بحضور شخصيات سياسية ودبلوماسية وطنية وأجنبية في روسيا.

يتسع مسجد موسكو الكبير الذي يتكون من ستة طوابق إلى أكثر من 10 آلاف مصل، فيما يصل الرقم إلى قرابة 200 ألف مصل في صلوات الأعياد الدينية، إذ يتجاوز عدد المسلمين في العاصمة لوحدها 3 ملايين شخص، من بين 25 مليونا في مجمل البلاد، يشكلون الأغلبية المطلقة في ما يسمى بالجمهوريات الإسلامية الروسية، كجمهورية “داغستان” و”الشيشان” و”تترستان” وغيرها.

في هذا الصدد، قال إلدار نائلوفيتش علييف، نائب رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن “مسجد موسكو الكبير لعب دورًا مهمًا في الحفاظ على الهوية الدينية والثقافية للمسلمين في الاتحاد الروسي، من خلال العمل على ضمان تمسكهم بقيمهم الروحية مع تعزيز التسامح بين مختلف الأديان المنتشرة في البلاد”.

وأضاف المسؤول الديني ذاته أن “المسجد، الذي أُعيد بناؤه عام 2015، تجمعه شراكات وعلاقات تعاون مع جل المؤسسات الإسلامية في العالم، بما في ذلك رابطة العالم الإسلامي وهيئة علماء المسلمين، إلى جانب وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في المملكة المغربية، التي سبق أن وقعنا معها مذكرة تفاهم لتبادل الزيارات والمنشورات الدينية”.

في المقابل، أقر المتحدث بأن “العلاقات مع المملكة المغربية على هذا المستوى عرفت تراجعًا في السنوات الأخيرة، خاصة بعد جائحة كورونا، لأسباب عدة، ربما من بينها بُعد المسافة بين موسكو والرباط”، معترفا في الوقت ذاته بأن “حفظة القرآن الكريم والمحكمين المغاربة معروفون في روسيا، وشاركوا في مسابقات عدة لحفظ كتاب الله، بل وحققوا نتائج مشرفة”.

في سياق آخر، أكد نائب رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا أن هذه الأخيرة “حريصة على تطوير الحوار بين الأديان في روسيا من خلال العديد من الأنشطة والفعاليات، إلى جانب حرصها على حضور ممثلي الديانات الأخرى في كافة الأنشطة الدولية للإدارة”، مشددا على أن “المسلمين في الاتحاد الروسي مندمجون بشكل كبير في كافة مناحي الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وحتى العسكرية، إذ يلعبون دورًا مهمًا في العملية الحربية التي تقودها الدولة الروسية، ما يثبت عملهم على تعزيز الوحدة والشعور المشترك بالانتماء إلى بلد عظيم مثل روسيا”.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق تحرك برلماني بشأن تداعيات عدم تفعيل قانون المخلفات وانتشار "النباشين"
التالى ”التضامن ”: خطوط الوزارة تستقبل 165 ألف اتصال ما بين استفسارات وطلبات خلال شهر مارس