بعد إعلان خبر وفاة بابا الفاتيكان، يتساءل الكثيرون: كيف يُختار خليفته كرئيس للكنيسة الكاثوليكية وراعٍ لأكثر من مليار ونصف شخص حول العالم؟ هل هي عملية سهلة؟ الإجابة تكمن في تفاصيل معقدة ومتوارثة منذ قرون.
السلم الوظيفي الكنسي: من القس إلى الكاردينال
الكنيسة الكاثوليكية تُحكمها تسلسل هرمي صارم. الشرط الأول لخوض السباق نحو البابوية هو أن تكون ذكراً ومسيحياً كاثوليكياً، لكن هذا لا يكفي! المرشح يجب أن يكون كاردينالاً وهو لقب لا يُمنح إلا بعد رحلة طويلة تبدأ من قاعدة السلم الكنسي:
1. القس (Priest): الحصول على بكالوريوس في الفلسفة الكاثوليكية وماجستير في اللاهوت.
- أن يكون غير متزوج ومستعداً للتفرغ الكامل للكنيسة.
- بعد 10 سنوات من الدراسة والخدمة، يُصبح مسؤولاً عن كنيسة أو يعمل مع قساوسة آخرين.
الانتقال من قس إلى أسقف: القائمة السرية والاختيار الدقيق وللترقي إلى رتبة أسقف (Bishop) يجب أن يكون القس في قائمة سرية يُعدها الأسقف الحالي قبل تقاعده أو وفاته وأن يكون عمره فوق 35 عاماً، مع خبرة لا تقل عن 5 سنوات كقس، وحاصل على دكتوراة في العلوم الدينية و تُرسل القائمة إلى سفير الفاتيكان بالدولة، الذي يختار 3 أسماء ليجري تحقيقات مُكثفة عنهم، ثم يعرضها على مجلس الأساقفة بالفاتيكان للتدقيق وإذا رُفض المرشحون، تُعاد العملية من البداية!
الكاردينال: التميز والمسؤولية
الأسقف الذي يصل إلى رتبة كاردينال (المُعين من قبل البابا نفسه) ينضم إلى النخبة القليلة التي يحق لها التصويت لاختيار البابا الجديد. هؤلاء هم من تراهم في الأفلام بلباسهم الأحمر المميز، لكن شرفهم هذا يأتي بثمن:
- الانتظار سنوات (أو عقوداً) حتى وفاة البابا الحالي، مع التزام الصمت الكامل خلال فترة الانتخابات.
مراسم الانتخاب: العزلة والتصويت السري فعند وفاة البابا، تُستدعى جميع الكاردينالات تحت 80 عاماً لعزلة تامة داخل كنيسة سيستين الشهيرة، حيث: يُجرى التصويت 4 مرات يومياً عبر أوراق سرية تُكتب عليها الأسماء ويجب أن يحصل المرشح على أغلبية ثلثي الأصوات و تُحرق الأوراق بعد العد، ويُعلن عن النتيجة عبر دخان أسود (عدم الاتفاق) أو دخان أبيض (اختيار البابا) والعملية قد تستغرق أياماً أو حتى سنوات، كما حدث في القرن الثالث عشر عندما استمرت 3 أعوام!
الدخان الأبيض: إعلان البابا الجديد فبعد الموافقة، يختار البابا الجديد اسمه (غالباً اسم أحد البابوات السابقين)، ويُعلن للعالم عبر الدخان الأبيض، لتبدأ مراسم التنصيب التي تمنحه سلطة روحية على مليار ونصف كاثوليكي.
عملية معقدة بامتياز
من شروط الترشح إلى مراسم الانتخاب السرية، تُعد عملية اختيار بابا الفاتيكان واحدة من أقدم وأعقد النظم الانتخابية في العالم، حيث تتداخل التقاليد الدينية مع الإجراءات الدقيقة التي صمدت أمام اختبار الزمن.