ناصف ساويرس , في خطوة أثارت الكثير من الجدل، أعلن الملياردير المصري عن قراره بمغادرة المملكة المتحدة بعد 15 عاماً من الإقامة فيها، محملاً حكومات حزب المحافظين مسؤولية هذا القرار بسبب ما وصفه بـ”سنوات من سوء الإدارة” والتعديلات الضريبية الأخيرة التي تهدد الثروات الخاصة بالأثرياء غير المقيمين.
تغييرات ضريبية “غير جذابة” للأثرياء
في مقابلة مع صحيفة فاينانشال تايمز، أوضح أن التغييرات التي أدخلها وزير المالية جيريمي هانت، والتي دعمتها خليفته عن حزب العمال راشيل ريفز، كانت العامل الحاسم في قراره. هذه التعديلات أنهت نظامًا ضريبيًا كان يسمح لغير المقيمين بعدم دفع ضرائب على الدخل والأرباح الأجنبية، مما دفع عددًا من الأثرياء، مثل لاكشمي ميتال، لمغادرة البلاد أو التفكير في ذلك.
انتقد كذلك خطة ريفز لإنهاء استخدام الصناديق الاستئمانية الخارجية لتجنب ضريبة الميراث البريطانية، التي تبلغ 40%. وقال ساخرًا: “في السابع من أبريل، إذا صدمتني حافلة، فستُعلن عائلتي إفلاسها، لأن أصولي غير سائلة وسيتوجب عليهم بيع الأسهم بثمن بخس لسداد الضرائب”.
ورغم انتقاداته، عبّر عن تقديره لبريطانيا قائلاً: “منحتني منزلاً عندما جاء الإخوان المسلمون إلى مصر، وسأظل مديناً لها”، لكنه شدد على أن “الأثرياء لديهم خيارات، وعلى الحكومات معاملتهم كأفضل عملائها”.

ناصف ساويرس يؤكد إستمرار الالتزام بـ”أستون فيلا” رغم الرحيل
على الرغم من مغادرته بريطانيا، أكّد رجل الأعمال التزامه تجاه نادي أستون فيلا، الذي استحوذ على حصة الأغلبية فيه عام 2018 مع شريكه الأميركي ويس إيدنز. ومنذ ذلك الحين، ضخّ المستثمران مبالغ ضخمة أعادت الفريق إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث يحتل الآن المركز السابع.
لكنه عبّر عن استيائه من القيود المالية المفروضة على الأندية، قائلاً: “قواعد الدوري تمنع الأندية الصغيرة من اللحاق بالكبار”، في إشارة إلى الفرق الغنية مثل مانشستر سيتي وليفربول.
كما كشف عن خطط لتوسعة ملعب الفريق ليتسع لأكثر من 50 ألف مشجع، لكنه أشار إلى أن المشروع لا يزال بانتظار موافقة السلطات المحلية، خصوصاً فيما يتعلق بتطوير البنية التحتية للنقل حول الاستاد.

انتقال مكتب ناصف ساويرس إلى أبوظبي: الاستقرار والسياسات الضريبية
نقل ساويرس مقر مكتبه العائلي “NNS Group” من لوكسمبورغ إلى أبوظبي العام الماضي، مشيدًا بالحكومة المستقرة والكفؤة هناك، بالإضافة إلى ما وصفه بـ”قانون إنجليزي دون أجواء إنجليزية”. وذكر أن أكثر من 40 موظفًا من مكتبه في لندن قد انتقلوا بالفعل إلى العاصمة الإماراتية.
وقال ممازحاً: “الموظفون لا يعترضون، فهم سينتقلون من نظام ضريبي بنسبة 45% إلى صفر تقريبًا”، مشيرًا إلى المزايا الضريبية الكبيرة التي توفرها الإمارات للأفراد والشركات.
في النهاية، وبينما تستعد بريطانيا لمرحلة جديدة من التحديات الاقتصادية، تعكس مغادرة رجل أعمال بحجم ناصف ساويرس مدى تأثير السياسات الضريبية على حركة رؤوس الأموال، ومدى حساسية المستثمرين الأجانب تجاه بيئة الأعمال الحكومية.