ترحيل بلا رحمة: باكستان تعيد مئات آلاف الأفغان للمجهول بعد اتهامهم بالتطرف

باكستان تنفذ حملة ترحيل لعشرات الآلاف من المهاجرين الأفغان

تزامنا مع حملة الترحيل واسعة النطاق ضد المهاجرين الأفغان في باكستان, والتي بدأت منذ 20 يوما, تمكنت السلطات الباكستانية خلال 3 أيام من ترحيل أكثر من مائة ألف مهاجر من أفغانستان نصفهم من الأطفال خارج البلاد, ليعود هؤلاء المهاجرين الى بلدهم أفغانستان في ظل ظروف قاسية ومصير مجهول.

وأعلنت وزارة الداخلية الباكستانية في بيان اليوم, عن ترحيل مائة ألف و529 أفغانياً خارج البلاد منذ الأول من أبريل الحالي. 

اتهامات بالإرهاب تطال المهاجرين

وتتهم باكستان التي تشهد تصاعداً للعنف في مناطقها الحدودية مع أفغانستان، جزءا كبيرا من الثلاثة ملايين أفغاني الذين يعيشون على أراضيها بأنهم "مرتبطون بالإرهاب والاتجار بالمخدرات"، حسب وصفها ونتيجة لذلك، ألغت باكستان اعتباراً من الأول من أبريل قرابة 800 ألف بطاقة إقامة كانت منحتها لمهاجرين من أفغانستان.

من جهتها, أعربت الحكومة الأفغانية بقيادة حركة طالبان السبت، عن "قلقها العميق وأسفها" تجاه حملة الترحيل القسري التي تنفذها باكستان ضد اللاجئين الأفغان، جاء ذلك خلال لقاء جمع وزير الخارجية الباكستاني "إسحق دار" بمسؤولي الحكومة الأفغانية في كابل.

وبحسب وكالة "خاما برس" الأفغانية, فمع نهاية عام 2023، عاد قرابة 800 ألف مواطن أفغاني إلى بلدهم نتيجة حملة ترحيل سابقة للحكومة الباكستانية.

قوافل من المهاجرين الأفغان تعود لباكستان

في المقابل, تعبّر العاصمة الأفغانية (كابل) عن "قلقها" و"خيبة أملها" من عمليات الترحيل القاسية هذه وتتهم "إسلام أباد" باستخدام المهاجرين "لأهداف سياسية". فيما تعبر يومياً قوافل عائلات أفغانية، محمّلة بالأمتعة المجمعة فوق الشاحنات، نقطتي الحدود بين الدولتين.

"سرقة الوظائف"

فيما تؤكد منظمات غير حكومية أن هؤلاء المهاجرين العائدين لن يجدوا في وطنهم سوى العجز الاقتصادي والفقر المتزايد.

وبالرغم من أن أحداث العنف اختفت تدريجيا منذ سيطرة حركة طالبان على الحكم في صيف 2021، إلا أن أكثر من نصف سكان أفغانستان بحاجة إلى رعاية ومساعدات إنسانية للبقاء، ما يجعل أفغانستان تعاني من ثاني أكبر أزمة إنسانية في العالم.

أما في باكستان فتلقى حملة الترحيل الجديدة هذه تأييداً واسعاً من الباكستانيين، حيث يتهم كثير من المواطنين هؤلاء المهاجرين الأفغان بـ"سرقة الوظائف".

"عودة كريمة"

وكان رئيس حكومة طالبان "حسن أخوند" ندد السبت, عبر حسابه بمنصة (Xـ) بتلك "الإجراءات الأحادية" التي تتخذها باكستان ضد بلاده قائلا: "بدلا من التعاون مع الإمارة الإسلامية في عملية الإعادة التدريجية لمواطنينا، تُفاقم بكاستان بإجراءاتها أحادية الجانب المشكلة وتعيق التقدم نحو حل سليم". مطالبا وزير خارجيةباكستان "إسحق دار" إلى "تسهيل عودة كريمة للاجئين الأفغان المقرر ترحيلهم".

وبحسب تقرير نشرته مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين (UNHCR) فإن حوالي 58 % من المهاجرين المرحلين أطفال, وسيعودون إلى البلد الوحيد في العالم حيث لا يُسمح للفتيات بالدراسة بعد سن الثانية عشرة.

فيما حذرت منظمة "أنقذوا الأطفال" السبت, من أن هؤلاء الأطفال الذين رحلتهم باكستان سيواجهون خطر التشرد والإنفصال عن أسرهم بمجرد وصولهم إلى أفغانستان، بحسب "خاما برس".

السلطات الباكستانية تنفذ حملة ترحيل لمهاجرين أفغان

وغادر مئات الآلاف من الأفغان الموجودين في باكستان، الى بلدهم بناء على طلب السفارة الباكستانية التي انسحبت من كابل مع وصول طالبان إلى السلطة.

توطين مهاجرين أفغان بأمريكا وأوروبا

فيما ينتظر قرابة 13 ألف أفغاني في باكستان بعدما حصلوا على الضوء الأخضر لإعادة توطينهم في الولايات المتحدة، يأتي ذلك في إطار برامج إعادة توطين الأفغان والأفغانيات في أوروبا وأماكن أخرى حول العالم. بحسب وكالة رويترز

بدورها أكدت وزارة الخارجية الأمريكية أن مصير هؤلاء الأفغان المزمع توطينهم في الأراضي الأمريكية هو رهن قرار من الرئيس "دونالد ترامب" لاستئناف برامج المساعدة للاجئين التي جمدها في وقت سابق.

وكانت الحكومة الباكستانية منحت السفارات الأجنبية مهلة زمنية حتى 30 أبريل لإخراج هؤلاء اللاجئين. ومن المقرر أن تعيد الحكومة في 30 يونيو القادم تقييم وضع أكثر من 1.3 مليون مهاجر على أراضيها يحملون بطاقات صادرة عن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.