خرج شمس الدين بلقايد، نجل المطربة المغربية الراحلة نعيمة سميح، عن صمته ليتوعد رسميا باتخاذ إجراءات قانونية ضد أي جهة تنظم حفلات أو تظاهرات تكريمية باسم والدته دون استشارته وموافقته المسبقة في الموضوع، مؤكداً عزمه الدفاع عن الحقوق الأدبية والفنية للفقيدة التي تركت إرثا فنيا غنيا وراسخا في الذاكرة المغربية.
وأعلن نجل الراحلة، في بيان نشره عبر حسابه بـ”فيسبوك”، عزمه اللجوء إلى القضاء ضد أي جهة تقدم على استخدام اسم والدته دون الرجوع إليه بصفته المسؤول عن حماية مصالحها الأدبية والفنية.
وأضاف: “نؤكد أننا سنتخذ مختلف الإجراءات القانونية اللازمة لحماية حقوقها ووضعها الاعتباري، بما فيها المتابعة القضائية أمام الجهات المختصة حالياً ولاحقاً لأي تكريم يتم دون موافقتنا”.
ويأتي هذا البيان عقب تداول ملصقات وتدوينات دعائية على مواقع التواصل الاجتماعي تعلن عن تنظيم حفل فني بفرنسا شهر أبريل الجاري لتكريم الفنانة الراحلة وبيع التذاكر للجمهور، دون الإشارة إلى أي تنسيق مع عائلتها أو الحصول على ترخيص مسبق من الجهات المعنية بحماية حقوقها الفنية؛ وهو ما أثار جدلا واسعا.
وكشف مصدر خاص لهسبريس أن شمس الدين بلقايد لا يعارض مبدأ تكريم والدته؛ بل يطالب بأن يتم ذلك في إطار قانوني وبمراعاة المكانة التي تمثلها الراحلة في قلوب المغاربة وذاكرة الأغنية الوطنية، فيكون التكريم يليق بها وبمشوارها وليس عشوائيا.
وقدمت فقيدة الساحة الفنية المغربية نعيمة سميح مسارا ناجحا يمتد لعقود من الزمن، أمتعت من خلاله أجيالا بإرث موسيقي وفني فريد ترسخ في الوجدان؛ من “ياك أ جرحي” إلى “جريت وجاريت” إلى “أمري بالله”، وغيرها من القطع الغنائية الخالدة التي تمثل اليوم رمزية مهمة في تاريخ الأغنية المغربية.
وبصمت الراحلة اسمها خلال السبعينيات كأصغر فنانة عربية، وثالث مطربة عربية تغني على خشبة مسرح الأولمبيا الشهير في باريس عام 1977 بعد كل من أم كلثوم وفيروز؛ وهي محطة بارزة في مسار سيدة الأغنية المغربية التي توالت عليها بعد ذلك الإنجازات والنجاحات والتتويجات، لكنها ظلت وفية للوطن الذي دفنت في ترابه وصنعت مجدها من وسطه، فلم تَنْسَقْ وراء موجة هجرة زميلاتها إلى المشرق.
