فرنسيس , أعلن الفاتيكان منذ ساعات قليلة عن وفاة البابا في الساعة السابعة وخمس وثلاثين دقيقة من صباح يوم أمس .
ويُعد البابا، الذي شغل منصب بابا الفاتيكان لعدة سنوات، من الشخصيات التي ارتبطت بشخصية متواضعة ونزعة إلى البساطة في جميع جوانب حياته، سواء في طريقة حكمه أو في اختياراته الشخصية، وهو ما أظهره جليًا في قراراته المتعلقة بترتيبات جنازته ودفنه.

وصية البابا فرنسيس الأخيرة: تحديد مكان الجنازة وتفاصيل دفنه
في خطوة غير تقليدية، اتخذ قداسته قراره بشأن مكان دفنه ومراسم جنازته قبل وفاته، مما جعله أول بابا في التاريخ يحدد تفاصيل وداعه بنفسه بعيدًا عن التقاليد القديمة للفاتيكان .
هذا القرار لم يكن مجرد اختيار مكان ، بل تجسيد حقيقي لتواضعه وإيمانه العميق. اختار قداسته أن يُدفن في كنيسة سانتا ماريا ماجيوري في روما، بعيدًا عن كاتدرائية القديس بطرس حيث دُفن 91 بابا قبله. وكان هذا الاختيار مرتبطًا بإخلاصه الكبير لمريم العذراء، حيث كانت هذه الكنيسة مكانًا للراحة الروحية بالنسبة له طوال فترة خدمته، وكانت تمثل له معلمًا روحيًا عميقًا.
كسر التقاليد: تعديل مراسم الجنازة
لم يقتصر البابا على اختيار مكان دفنه فقط، بل أيضًا أجرى تعديلات جوهرية على مراسم جنازته. فبدلاً من الطقوس المعقدة والفخمة التي اعتاد الفاتيكان اتباعها، تعاون البابا مع دييجو رافيلي، رئيس المراسم في الفاتيكان، لتبسيط هذه الطقوس. وبدلاً من التابوت التقليدي المكون من ثلاثة طبقات (خشب السرو، الرصاص، والبلوط)، قرر أن يُدفن في تابوت خشبي واحد مُبطن بالزنك. هذا التعديل يُعتبر تعبيرًا واضحًا عن رغبته في التخلص من المظاهر المبالغ فيها وتأكيدًا على نهجه البسيط في الحياة.
علاوة على ذلك، لن يُعرض الجثمان على منصة مرتفعة كما كان يحدث في السابق عند وفاة الباباوات. بدلاً من ذلك، سيظل التابوت مغلقًا، مما يضيف طابعًا بسيطًا وحزينًا على الجنازة، بعيدًا عن التقاليد المعروفة.

الوداع الأخير للبابا فرنسيس تأثر المجتمع الكاثوليكي بوفاته
رغم التغييرات في طقوس الدفن، يُتوقع أن يُقام قداس الجنازة في ساحة القديس بطرس، كما هو معتاد عند وفاة البابوات. سيكون هذا قداسًا رسميًا تكريميًا، حيث سيتجمع المؤمنون من مختلف أنحاء العالم لوداعه الذي سعى طيلة فترة حكمه إلى تقديم نموذج جديد للبابوية أكثر قربًا من الناس. وبعد قداس الجنازة، سينقل جثمان البابا إلى مكانه الأخير في كنيسة سانتا ماريا ماجيوري.
من الجدير بالذكر أن قداسته عانى في الفترة الأخيرة من التهاب رئوي مزدوج حاد، وهو ما اضطره للبقاء في مستشفى جيميلي بالعلاج منذ فبراير. وعلى الرغم من تحسن حالته في الأيام الأخيرة، إلا أنه توفي في اليوم التالي لعيد القيامة، مما أضاف طابعًا مؤثرًا على وفاته بالنسبة للمجتمع الكاثوليكي في جميع أنحاء العالم.