أخبار عاجلة
هل تتحرك إسرائيل ضد إيران دون غطاء أميركي؟ -

حرب السودان.. تفاقم الأزمة الإنسانية في الفاشر والخرطوم ودارفور وكردفان

حرب السودان.. تفاقم الأزمة الإنسانية في الفاشر والخرطوم ودارفور وكردفان
حرب السودان.. تفاقم الأزمة الإنسانية في الفاشر والخرطوم ودارفور وكردفان

تخوض السودان تصعيدًا عسكريًا خطيرًا في مناطق الفاشر والخرطوم ودارفور وكردفان، حيث تتواصل الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. 

هذه المواجهات، التي تتركز في مدن رئيسية مثل أم درمان والفاشر والأبيض، أدت إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة، إلى جانب أزمة إنسانية متفاقمة تهدد حياة ملايين المدنيين. يستعرض هذا المقال تطورات النزاع، تأثيراته على السكان، والتحديات التي تواجه الجهود الإنسانية.

288.jfif

تصاعد الاشتباكات في أم درمان
في العاصمة الخرطوم، اندلعت معارك ضارية في غرب أم درمان بين الجيش وقوات الدعم السريع، حيث حاولت الأخيرة استعادة مواقعها في محلية أم بدة بعد خسارتها لمعاقل رئيسية. 

الجيش، بدوره، كثف عملياته لتأمين المنطقة، مسيطرًا على مواقع استراتيجية مثل معسكر النسور ومعسكر الكونان. وفقًا لغرفة طوارئ أمبدة، أسفرت الاشتباكات في أبريل 2025 عن مقتل 151 شخصًا وإصابة 280 آخرين في مناطق دار السلام والبقعة والعامرية، مع اعتقال 317 مدنيًا من قبل الطرفين.

الأزمة الإنسانية في أمبدة تفاقمت بسبب انقطاع المياه والكهرباء، حيث وصل سعر برميل المياه إلى 20 دولارًا، مما يهدد بكارثة صحية. 

توقفت المستشفيات الرئيسية عن العمل بسبب نقص الأدوية وهروب الأطباء خوفًا من الاعتقالات، تاركة المنطقة في حالة انهيار شبه كامل للخدمات الأساسية.

الفاشر: مركز الأزمة في دارفور

في مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، تسبب القصف المدفعي من قوات الدعم السريع في مقتل سبعة مدنيين وإصابة آخرين. الجيش رد بغارات جوية مكثفة استهدفت تجمعات الدعم السريع جنوب شرق المدينة. اتهمت الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش قوات الدعم السريع باستهداف المدنيين عمدًا، مشيرة إلى انتهاكات ضد النازحين في معسكر زمزم، بما في ذلك قطع الطرق ومعاملة تمييزية.

خلال عمليات التمشيط، صادر الجيش أسلحة ثقيلة وخفيفة من مخازن تابعة للدعم السريع، وقبض على عدد من المقاتلين. 

في المقابل، سيطرت قوات الدعم السريع على بلدة بروش ومنطقة أم كدادة، مما عزز نفوذها حول الفاشر. 

الباحث العسكري محمد مقلد أشار إلى أن الدعم السريع فرضت حصارًا على الفاشر، مقطعة خطوط الإمداد عن الفرقة السادسة، مما يهدد بانهيار معنويات القوات المحاصرة.

نزاع شمال كردفان

في شمال كردفان، وقعت اشتباكات عنيفة غرب مدينة الأبيض بين الجيش وقوات الدعم السريع، أسفرت عن خسائر كبيرة للأخيرة. الجيش، بدعم من وحدات الهجانة ومتحرك الصياد، تمكن من صد الهجمات، بينما روجت قوات الدعم السريع لهجماتها في أم درمان عبر منصات التواصل الاجتماعي، مدعية السيطرة على مركبات قتالية.

الأزمة الإنسانية: نزوح جماعي ومجاعة وشيكة

تدهورت الأوضاع الإنسانية في الفاشر بشكل كارثي، حيث فر مئات الآلاف من السكان والنازحين إلى مناطق أقل توترًا مثل طويلة وجبل مرة. وفقًا لآدم رجال، المتحدث باسم المنسقية العامة للنازحين، نزح 288،706 أشخاص من الفاشر بين 3 و19 أبريل 2025، مع توقعات باستضافة طويلة لأكثر من 1.5 مليون نازح. النازحون يعانون من نقص الغذاء، الماء، والمأوى، مع مخاطر المجاعة والأمراض.

رئيس حركة تحرير السودان، الهادي إدريس، أعلن خططًا لإجلاء 100،000 أسرة من الفاشر، واصفًا العملية بأنها الأكبر في تاريخ النزاعات السودانية. حتى الآن، تم إجلاء 50،000 أسرة إلى طويلة وكورما، لكن آلافًا آخرين ظلوا عالقين في مناطق خطرة.

287.jpg

انتهاكات وجرائم حرب

اتهمت غرفة طوارئ أم كدادة قوات الدعم السريع بارتكاب جرائم حرب في بلدة بروش، بما في ذلك القتل، النهب، والتهجير القسري. هذه الانتهاكات أثارت مخاوف من تصعيد العنف ضد المدنيين، خاصة في ظل صمت المجتمع الدولي. الغرفة طالبت بحماية فورية للمدنيين وفتح ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية.

تحديات الاستجابة الإنسانية

تواجه المنظمات الإنسانية عقبات كبيرة بسبب الحصار، انعدام الأمن، ونقص التمويل. آدم رجال ناشد المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية بتوفير الغذاء، الماء، والمأوى للنازحين، مؤكدًا أن الوضع في معسكرات النزوح يشبه "المعتقلات". غياب الخدمات الأساسية، مثل المستشفيات والمياه النظيفة، يفاقم معاناة النازحين، خاصة النساء والأطفال.

ويستمر النزاع في السودان في حصد الأرواح وتدمير سبل العيش، مع تفاقم الأزمة الإنسانية في الخرطوم، دارفور، وكردفان. الاشتباكات المستمرة، الانتهاكات ضد المدنيين، والحصار المفروض على مدن مثل الفاشر يهدد بكارثة إنسانية غير مسبوقة. 

المجتمع الدولي مدعو للتحرك العاجل لفرض هدنة وإيصال المساعدات، وإلا ستظل ملايين الأرواح في خطر.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق البترول: لن يتم دراسة تغيير الأسعار الحالية للمنتجات البترولية قبل 6 أشهر
التالى استقرار أسعار الدولار في البنوك اليوم 11 أبريل 2025