يهتم كتابٌ جديد بأحد أعلام المغرب، المؤرخ محمد ابن المؤقت المراكشي، وقد صدر بمشاركة أقلام بحثية متعددة عن منشورات مؤسسة المؤقت للعلوم والثقافة ومؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية بالدار البيضاء.
ويضم الكتاب الجديد دراسات اليوم الدراسي “العلامة المؤرخ ابن المؤقت المراكشي.. إرثه العلمي وفكره الإصلاحي”، تهتم بـ”يقظته الإسلامية ونقده الإصلاحي”، ومفهومَي “الثقافة والسعادة” في فكره، و”الإصلاح في سياقه التاريخي” لديه، وما تمثله تجربته من “عناية المغاربة بالصحيحَين”، و”بلاغة” كتابته، ونموذج كتابته التاريخية، وما يمثله بوصفه ممثلا لـ”النخبة العالمة” وكتابتها زمن “الحماية الفرنسية”.
وأورد تقديم الكتاب أن شخصية محمد ابن المؤقت المراكشي قد “اتسمت بطابع موسوعي، وثقافة واسعة، واطلاع متنوع في مختلف العلوم والمعارف؛ من علوم التفسير والحديث واللغة، إلى الأدب والتاريخ، ومن الفقه إلى التصوف، ومن الفلك والتوقيت إلى الجغرافيا، ومن علم النباتات والمناخ، إلى الآثار والعمران”.
وأردف التقديم ذاته: “يتجلى ذلك بكل وضوح فيما ألفه، سواء ما صدر منه مطبوعا أو ما بقي مخطوطا هنا وهناك دون أن نعثر عليه، رغم أنه (…) ترك وثيقة بخط يده، كتب فيها أن مؤلفاته بلغت مائتي كتاب؛ في حين لم يتمكن الباحثون من توثيق سوى حوالي ثلاثة وثمانين كتابا من تأليفه”.
ويأتي هذا الكتاب الجديد في إطار “إحياء تراث العلامة محمد ابن المؤقت، من خلال إعادة نشر كتبه، وتشجيع الباحثين على الاهتمام بسيرته ومؤلفاته والتنقيب عن مخطوطاته، التي قد تكون في خزانات خاصة، داخل المغرب وخارجه، حتى يتم تحقيقها وإخراجها إلى النور”.
وفي هذا العمل الجديد، التزمت “مؤسسة المؤقت للعلوم والثقافة” بـ”طبع كل ما ينجز في هذا الباب، من أبحاث ودراسات حول هذا العالِم، الذي يعد من بين أكثر مثقفي عصره غزارة في الإنتاج الفكري، ومن أكثرهم تفاعلا مع الثقافة العربية الإسلامية بالمشرق. ولعل ذلك هو ما يفسر صدور أغلب مؤلفاته في القاهرة، خلال النصف الأول من القرن العشرين”.
تجدر الإشارة إلى أن الكتاب الجديد يعرف إسهامات كل من محمد الفران وعبد المنتقم الموقت وعبد الجليل هنوش ومحمد أديوان وصالح شكاك وأحمد متفكر وأحمد أمحرزي علوي والسعيد أهرو ومحمد أبيهي وعبد البر حدادي.
