أفادت شبكة تلفزيون "بريكس" الدولية أن إحدى كبرى شركات النفط والغاز الروسية استأنفت صادراتها من الغاز النفطي المسال إلى السوق الهندية، بعد فترة من التوقف، وذلك عقب إعادة توجيه شحنات كانت تذهب بشكل أساسي إلى تركيا.
وأوضحت الشبكة، اليوم الخميس، أن القرار يأتي في إطار استراتيجية موسكو لتنويع أسواق صادرات الطاقة، وتقليل الاعتماد على وجهات محددة، في ظل المتغيرات الجيوسياسية والاقتصادية التي تشهدها أسواق الطاقة العالمية.
وكانت روسيا قد وجهت معظم صادراتها من الغاز المسال خلال الفترة الماضية إلى تركيا، مستفيدة من العلاقات التجارية القوية بين البلدين، إلا أن التحولات في الطلب الإقليمي وارتفاع احتياجات السوق الهندية دفعا الشركات الروسية إلى إعادة النظر في مسارات التصدير.
ويعد الغاز النفطي المسال من المنتجات الحيوية التي تعتمد عليها الهند بشكل متزايد في قطاعات الطاقة والصناعة، حيث يستخدم بشكل واسع في تشغيل الصناعات الكيميائية وإنتاج الطاقة المنزلية والتجارية. ووفقًا لبيانات أسواق الطاقة، فقد شهدت الهند زيادة في استهلاك الغاز المسال بنسبة تقارب 6% خلال العام الماضي، مدفوعة بارتفاع النشاط الصناعي والنمو السكاني المتسارع.
وتسعى روسيا إلى تعزيز حصتها في السوق الهندية عبر تقديم أسعار تنافسية وعقود طويلة الأجل، في وقت تواصل فيه موسكو مواجهة القيود والعقوبات الغربية المفروضة على قطاع الطاقة منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية. ويرى خبراء الطاقة أن إعادة فتح السوق الهندية أمام الغاز الروسي تعكس مرونة الشركات الروسية في التكيف مع الظروف الدولية وتوجيه صادراتها نحو أسواق بديلة ذات إمكانات نمو عالية.
كما أشار محللون إلى أن عودة الغاز الروسي إلى الهند قد تسهم في تقوية العلاقات الاقتصادية بين البلدين، لا سيما في إطار التعاون داخل مجموعة "بريكس" التي تضم إلى جانب روسيا والهند كلاً من الصين والبرازيل وجنوب أفريقيا، والتي تسعى لتعزيز التعاون التجاري بين أعضائها بعيدًا عن التأثيرات الغربية.
ومن المتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة زيادة تدريجية في حجم الشحنات الموجهة إلى الهند، خاصة مع تنامي الطلب المحلي ووجود خطط استثمارية مشتركة في مجال تخزين وتوزيع الغاز المسال.
ويأتي هذا التطور في وقت يتسم بالتقلبات في أسواق الطاقة العالمية، حيث تؤثر أسعار النفط الخام والغاز الطبيعي، إلى جانب التوترات الجيوسياسية، على مسارات التجارة العالمية وموازين العرض والطلب. ويعتقد محللون أن تنويع روسيا لأسواق صادراتها، ومنها الهند، يمنحها قدرًا أكبر من المرونة الاقتصادية والقدرة على مواجهة الضغوط الدولية.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.