في إطار “برنامج إعادة بناء وتأهيل المناطق المتضررة من زلزال الحوز”، أُعطيت الانطلاقة الرسمية لأشغال ترميم سور مدينة تارودانت العتيقة، الذي يعدّ من بين أقدم الأسوار عبر العالم، بطول يقدر بحوالي 8 كيلومترات.
وتبلغ التكلفة الإجمالية لمشروع ترميم هذه المعلمة التاريخية حوالي 40 مليون درهم، ستتكلف وكالة تنمية الأطلس الكبير، المُحدثة بموجب المرسوم بقانون رقم 2.23.870، بتوفيرها في هذا الصدد.
وحضر عملية إعطاء الانطلاقة الرسمية كل من سعيد الليث، رئيس الوكالة سالفة الذكر، ومبروك ثابت، عامل إقليم تارودانت، إلى جانب محمد أمهرسي، النائب الأول لرئيس المجلس الجماعي للمدينة، رفقة مسؤولين محليين وإقليميين آخرين، ممّن اطلعوا أيضا على الخطوط العريضة لإعادة تهيئة “باب الخميس” و”باب بونونة” و “باب الزركان”.
ويأتي إطلاق هذا المشروع بالموازاة مع إطلاق مشاريع أخرى تشمل تأهيل الطرق والتطهير السائل والمجال الرياضي، فضلا عن توفير الماء الصالح للشرب داخل مناطق مختلفة من المدينة.
وكان سور “حاضرة سوس” قد تضرر جراء زلزال ثامن شتنبر 2023، حيث انهارت أجزاء منه؛ ما دفع الفعاليات المحلية إلى المطالبة بالتدخل لإنقاذه، نظراً لما يشكله من تفرّد وطني ومعلمة تاريخية صامدة منذ عهد السعديين، على الأقل.
وفي هذا الإطار، أكد محمد أمهرسي، النائب الأول للمجلس الجماعي لتارودانت، أن “الأمر يتعلق بمشروع طال انتظاره منذ مدة كبيرة من قبل الساكنة، إذ تبلغ الاعتمادات المالية الخاصة به حوالي 40 مليون درهم، مقسمة على صفقتين اثنتين”.
وأوضح أمهرسي، وفق ما بثته الحسابات الرقمية للمجلس نفسه، أن “الترميم سيكون بمعايير تقنية. ولذلك، تم اعتماد مكتبين للدراسات، وآخر لمراقبة الجودة”، موضحا أن “المتابعة ستكون بشكل تقني، وطبقا للمعايير التي يتم الاستناد إليها خلال ترميم مختلف المآثر التاريخية بالمغرب”.
وزاد النائب الأول للمجلس الجماعي لتارودانت: “هذا السور، الممتد تقريبا على مسافة 8 كيلومترات، هو بمثابة تراث إنساني وحضاري تزخر به المدينة. ويعتبر هذا السور من أبرز الأسوار عالميا، سواء من ناحية طوله أم عرضه”، مشيرا إلى أن “عملية الترميم من شأنها أن تعيده إلى وضعه السابق”.
