قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الإثنين، إنه يتوقع عقد اجتماع “بناء” مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال القمة المقررة بينهما، معربا عن “انزعاجه” من رفض نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي التنازل عن أراضٍ لروسيا في إطار اتفاق من شأنه إنهاء النزاع.
وأضاف ترامب في مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض: “سأتحدث إلى فلاديمير بوتين وسأقول له: عليك إنهاء هذه الحرب”، مشيرا إلى أنه “يرغب في وقف سريع لإطلاق النار، على نحو سريع للغاية”.
وأورد الرئيس الأميركي: “أعتقد أن الأمور ستسير على ما يرام، لكنها قد تسوء”، واعتبر أن حضور نظيره الروسي إلى الولايات المتحدة لحضور هذه القمة “أمر يثير الاحترام البالغ”.
وأكد الجمهوري الذي عارض سياسة الدعم غير المحدود لكييف، التي اعتمدها سلفه الديمقراطي جو بايدن، أنه “منزعج بعض الشيء”، من قول زيلينسكي إنه يحتاج إلى موافقة دستورية لأي تنازل عن أراض، وأوضح: “أعني، (لقد) نال موافقة على خوض حرب وقتل الجميع، لكنه يحتاج إلى موافقة لإجراء تبادل لأراض؟ لأنه سيكون هناك تبادل لأراض”.
وحذّر الرئيس الأوكراني السبت من أن “أيّ قرار ضدّنا، أيّ قرار من دون أوكرانيا هو أيضا قرار ضدّ السلام”، مؤكدا أن “الأوكرانيين لن يتخلّوا عن أرضهم للمحتلّ”.
ويسيطر الجيش الروسي حاليا على نحو 20 في المئة من مساحة أوكرانيا.
“حظا سعيدا”
وتابع ترامب: “في نهاية المطاف سأضع الاثنين (زيلينسكي وبوتين) في غرفة واحدة، سأكون حاضرا أو لن أكون، وأعتقد أن الأمر سيتم حله”، واشار إلى أنه سيتصل بزيلينسكي وقادة أوروبيين آخرين فور الانتهاء من اجتماعه مع بوتين الجمعة في ولاية ألاسكا الأميركية؛ كما لمح، وهذه ليست المرة الأولى، إلى أنه قد ينسحب.
وأورد الرئيس الأمريكي: “ربما أقول: حظا سعيدا، واصلوا القتال. أو قد أقول: يمكننا التوصل إلى اتفاق”، وأشار إلى أنه شعر “بخيبة أمل” من بوتين مؤخرا، بسبب الضربات الروسية القاتلة على أوكرانيا، لكنه لم يكرر الانتقادات اللاذعة التي وجهها لنظيره الروسي عبر منصته “تروث سوشال”.
ولم يُعلن بعد عن مكان انعقاد قمة الجمعة، وهي أول لقاء شخصي بين ترامب وبوتين منذ 2019، وتلتئم بعد عدة اتصالاتت هاتفية منذ عودة الرئيس الجمهوري إلى السلطة في يناير.
زلة لسان
وتضمنت تصريحات ترامب زلتي لسان بقوله إنه سيزور “روسيا” الجمعة، وليس ألاسكا، الولاية الأميركية الشاسعة الواقعة شمال غربي البلاد، التي باعتها روسيا في القرن التاسع عشر.
وجرت آخر قمة بين رئيس أميركي ورئيس روسي في جنيف في يونيو 2021. وكان اللقاء بين الديمقراطي جو بايدن وفلاديمير بوتين فاترا.
ولطالما أكد ترامب أنه قادر على إنهاء الحرب التي اندلعت بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا في 2022 خلال وقت قصير.
والرئيس الأميركي الذي يرفض تحميل موسكو مسؤولية الحرب بدأ منذ مطلع العام تبني موقف صارم للغاية تجاه أوكرانيا، وتساءل حول الدعم العسكري الأميركي وأهان زيلينسكي علنا خلال لقاء جمعهما في البيت الأبيض.
وأعرب ترامب مؤخرا عن نفاد صبره تجاه بوتين الذي يتباهى بأنه يعرفه ويفهمه أكثر من أي شخص آخر.
