في إطار الاحتفاء بالمبدعين المغاربيين وتعزيز أواصر التبادل الثقافي بين البلدان المغاربية، نظم بيت الشعر بالقيروان، السبت، أمسية شعرية وموسيقية متميزة، بمناسبة العيد الوطني للمرأة التونسية، خصّص حيزها الأهم للاحتفاء بالشاعر المغربي مخلص الصغير، مدير بيت الشعر بتطوان، اعترافًا بما أضافه إلى الكتابة الشعرية المعاصرة.
وشكل هذا اللقاء الأدبي مناسبة لتكريم الشاعر المحتفى به، الذي يُعدّ من الوجوه الشعرية المعروفة في المشهد الثقافي والإعلامي المغربي، وصاحب مساهمات لافتة في مجال الإبداع والعمل الثقافي المؤسسي، خاصة من خلال إشرافه على بيت الشعر بتطوان، وما يقدمه من دعم للأصوات الشعرية الجديدة.
وعرف الحدث تقديم الإصدار الشعري الجديد الموسوم بـ”العنقاء” للشاعرة سميرة الزغدودي، كما تم الاحتفاء بديوان مخلص “الأرض الموبوءة” الصادر، مؤخرا، عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر ببيروت، والفائز بجائزة أحسن ديوان شعري هذه السنة، وهي الجائزة التي تنظمها شبكة القراءة بالمغرب.
هذا الاحتفاء يلتقط تجربة شاعر وكاتب مغربي تمثل قصيدته، بشهادة النقاد العرب، “محاولة جديدة لتطوير الكتابة الشعرية، وعقد مصالحة بين الشعر وقرائه”. وقد شارك مخلص الصغير في ملتقيات ومهرجانات شعرية، في جرش بالأردن، وفي العراق ومصر والشارقة.
وصدرت لمخلص الصغير، وهو رئيس سابق لجمعية “أصدقاء لوركا”، مجموعة من الأعمال الأدبية والفكرية والنقدية، ودراسات في الفن التشكيلي، كما ترجمت أعماله إلى الفرنسية والإسبانية والألمانية والإنجليزية، ضمن عدد من الأنطولوجيات الشعرية، إلى جانب اشتغاله في الصحافة الثقافية الوطنية والعربية.
وقرأ مخلص أثناء الاحتفاء به قصيدة عن القيروان جاء فيها:
للقيروان شيمتها الغالبهْ
رفقا بنا يا ابنة الأغالبهْ
شيمتها الفتك بمن يزورها
العين حيرى والقلوب ذائبهْ
في القيروان
لا تغيب الشمس
بل تغرب في النحاسْ
في القيروان
يرجع العشاق
إلى أعشاشهم باكرا
لكن لا يحالفهم نعاسْ
وقال في قصيدته عن غزة التي تلاها كذلك خلال اللقاء نفسه:
ألو، ألو
في القصف مات بيت
قبل ساكنيه
فبكى على أصحابه الطللُ.. ألو، ألو
هذا الصمت يصم الآذانْ
وهذا الحزن تجري به
مِن الشرفات المُقلُ
تُرَى، أين مضت بنت الجيرانْ
أين اختفت جدائلها
وأين تفرقت بها الريح والسُّبُلُ؟
وتميزت الأمسية بحضور نخبة من الشاعرات اللواتي أضفين على الحدث بُعداً فنياً وثقافياً خاصاً، من خلال قراءات شعرية بمشاركة الشاعرة فاتن بن خالد والشاعرة نبيهة السويسي، وكذا الشاعرة مريم ذياب، فضلا عن الشاعرة سندس بكار؛ فيما تولت الشاعرة حنان الوهايبي تقديم فقرات الأمسية، التي تخللتها وصلات موسيقية أحياها الفنان معز بن سعيد.
كما حضر الأمسية بعض من أهم الشعراء التونسيين، منهم منصف الوهايبي وجميلة الماجري والمهدي مقدود وعبد الرؤوف الشواشي والتهامي الجوادي.