أوقفت شرطة العاصمة البريطانية، السبت، ما لا يقل عن 365 شخصاً خلال تظاهرة مؤيدة لمجموعة “التحرك من أجل فلسطين” (فلسطين أكشن) التي حظرتها الحكومة الشهر الماضي بموجب قوانين مكافحة الإرهاب، في ما يُعتقد أنه أكبر عدد من الموقوفين في احتجاج واحد تشهده لندن على خلفية “دعم منظمة محظورة”.
وأوضحت الشرطة أنها أوقفت سبعة أشخاص آخرين بتهم مختلفة، من بينها الاعتداء على عناصر أمن، من دون تسجيل إصابات خطيرة بينهم.
وجاء قرار الحكومة بحظر “فلسطين أكشن” مطلع يوليوز الماضي، بعد إعلان المجموعة مسؤوليتها عن اقتحام قاعدة جوية في جنوب إنكلترا، وإلحاق أضرار تقدر بنحو سبعة ملايين جنيه إسترليني، إثر قيام أعضائها برش طائرتين عسكريتين بطلاء أحمر.
وتولّت تنظيم فعالية السبت مجموعة “دافعوا عن هيئات المحلفين” (دفيند أور جوريز)، في إطار حملتها “ارفعوا الحظر” الرامية إلى إلغاء القرار الحكومي.
واتهمت المجموعة الشرطة بعرقلة تحركاتها، مشيرة إلى أن موقعها الإلكتروني أُوقف عن العمل خلال الأسبوع، مؤكدة أن “أعداداً غير مسبوقة” شاركت في الاحتجاج رغم احتمال التعرض للتوقيف أو السجن، وأنها تستعد لموجة جديدة من الفعاليات في سبتمبر المقبل.
تجمّع المحتجون قرب مبنى البرلمان منذ الظهيرة، رافعين لافتات كُتب عليها “عارضوا الإبادة، ادعموا مجموعة فلسطين أكشن”، إلى جانب أعلام فلسطينية، فيما عبّر مشاركون عن رفضهم للحظر، واصفين إياه بـ”السخيف”.
وقال كريغ بيل، اختصاصي العلاج النفسي البالغ 39 عاماً، إن مقارنة المجموعة بجماعات إرهابية حقيقية “أشبه بالنكتة”، بينما صرّح ريتشارد بول، البالغ 42 عاماً، والذي حضر على كرسيه المتحرك: “دعهم يعتقلوننا جميعاً، هذه الحكومة تجاوزت الحدود”.
ومنذ إعلان الحظر في الخامس من يوليوز الماضي، نفّذت شرطة العاصمة وقوات أمنية أخرى في المملكة المتحدة عشرات التوقيفات خلال عطلات نهاية الأسبوع، بموجب قوانين مكافحة الإرهاب التي تجرّم التعبير عن دعم منظمة محظورة.
وكانت السلطات قد وجّهت هذا الأسبوع أولى التهم لثلاثة أشخاص في إنكلترا وويلز بسبب تأييدهم للمجموعة خلال تظاهرة سابقة، فيما تتهم وزارة الداخلية بعض أعضائها بالضلوع في “هجمات خطيرة” شملت أعمال عنف وإصابات وأضرار جنائية جسيمة.
وأثار القرار انتقادات حادة من منظمات غير حكومية، بينها العفو الدولية وغرينبيس، التي اعتبرته تجاوزاً قانونياً وتهديداً لحرية التعبير.
ودعا الرئيس التنفيذي لمنظمة العفو في المملكة المتحدة، ساشا ديشموك، في رسالة إلى قائد شرطة لندن، مارك رولي، إلى ضبط النفس في التعامل مع حاملي اللافتات المؤيدة للمجموعة، مؤكداً أن هذه التوقيفات تمثل انتهاكاً للقانون الدولي لحقوق الإنسان.
ومن المقرر أن تنظر محكمة بريطانية في وقت لاحق من العام في الطعن القانوني ضد قرار تصنيف “فلسطين أكشن” منظمة إرهابية.