نددت الرئاسة الفلسطينية، السبت، بسعي إسرائيل إلى “إعادة احتلال غزة”، وتحديها “غير المسبوق” للمجتمع الدولي، وذلك غداة إقرار الدولة العبرية خطة للسيطرة على مدينة غزة.
وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة إن “السياسات الإسرائيلية المتمثلة في إعادة احتلال غزة ومحاولات ضم الضفة الغربية وتهويد القدس ستغلق كل أبواب تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم”، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية (وفا).
واعتبر المتحدث أن “رفض إسرائيل الانتقادات الدولية لسياساتها، والتحذيرات التي أطلقتها دول العالم بشأن توسيع الحرب على الشعب الفلسطيني، يشكل تحديا واستفزازا غير مسبوق للإرادة الدولية الرامية إلى تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة وفق قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي، التي تمثلت في إعلان نيويورك والاعترافات الدولية المتتالية بدولة فلسطين”.
وأتى موقف أبو ردينة غداة إقرار المجلس الوزاري الأمني المصغّر مقترح رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو للسيطرة على مدينة غزة، شمالي القطاع المحاصر والمدمّر بعد 22 شهرا من الحرب بين الدولة العبرية وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وأكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن من بين أهداف الخطة فرض “السيطرة الأمنية الإسرائيلية على قطاع غزة، وإقامة إدارة مدنية بديلة لا تتبع لا لحماس ولا للسلطة الفلسطينية”.
ولاقت الخطة الإسرائيلية انتقادات دولية واسعة ومواقف رافضة لها، لكن الدولة العبرية شددت على تمسكها بها.
وقال نتانياهو في منشور على منصة “إكس”: “نحن لن نحتل غزة، بل سنحررها من حماس”، مضيفا أن نزع السلاح من القطاع وإقامة “إدارة مدنية سلمية (…) سيساعدان على تحرير رهائننا” ويمنعان أي تهديدات مستقبلية.
وشدد أبو ردينة على أن “قطاع غزة جزء لا يتجزأ من أرض دولة فلسطين تماما كالقدس والضفة الغربية”، معتبرا أن “على المجتمع الدولي وفي مقدمته مجلس الأمن الدولي إلزام دولة الاحتلال بوقف العدوان وإدخال المساعدات، والعمل بشكل جدي على تمكين دولة فلسطين من تولي مسؤولياتها كاملة في قطاع غزة”.
وأسفرت الهجمات والعمليات العسكرية الإسرائيلية منذ بدء الحرب في غزة عن مقتل 61369 شخصا على الأقل، غالبيتهم من المدنيين، بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس في قطاع غزة، وهي أرقام تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
واندلعت الحرب في القطاع إثر هجوم غير مسبوق لحماس في السابع من أكتوبر 2023، أسفر عن مقتل 1219 شخصا في إسرائيل، معظمهم من المدنيين، وفقا تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات رسمية.