
في تحول لافت في استراتيجيتها الطاقوية، ألغت مصر نحو نصف شحنات الوقود التي كانت تعتزم شراءها هذا الشهر، بعد تأمين كميات كبيرة من الغاز الطبيعي المسال (LNG) لتغطية احتياجاتها من الكهرباء.
وأفادت مصادر مطلعة أن الهيئة العامة للبترول ألغت سبع شحنات من زيت الوقود، تُقدّر بنحو 2.2 مليون برميل، من أصل 14 شحنة كانت مطروحة في مناقصة أُعلنت في يونيو الماضي. وتزامن هذا الإلغاء مع استئناف ضخ الغاز من إسرائيل بعد انقطاع مؤقت، ومع انخفاض أسعار الغاز في الأسواق الأوروبية.
ورغم أن زيت الوقود—وهو منتج نفطي ثقيل يُستخدم في تشغيل محطات الكهرباء—لا يزال يُشكّل جزءًا من مزيج الطاقة في مصر، فإن الغاز الطبيعي المسال يُعد بديلًا أنظف وأكثر كفاءة. ويُستخرج الغاز من الحقول ويُحوَّل إلى حالته السائلة بالتبريد لتسهيل نقله، وهو يحترق بانبعاثات أقل مقارنة بزيت الوقود الذي يتسبب بتلوث أعلى ويصعب تخزينه بكميات كبيرة في الموانئ.
وسجلت واردات مصر من الغاز المسال في يوليوز قفزة كبيرة بعد تشغيل وحدتين عائمتين جديدتين في السخنة، لتعزيز القدرة على التغييز، إلى جانب المحطة الوحيدة العاملة سابقًا.
ويأتي هذا التحول بينما تحاول مصر مواكبة الطلب المتزايد على الطاقة، لا سيما في ظل التراجع الأخير في إنتاجها المحلي من الغاز، الذي حوّلها من مصدر صافٍ إلى مستورد خلال العام الماضي.