"بيلاتوس" السويسرية توقف تصدير طائراتها إلى الولايات المتحدة بسبب الرسوم الجمركية

قررت شركة "بيلاتوس" (Pilatus Flugzeugwerke) السويسرية لصناعة الطائرات وقف تسليم طائراتها إلى السوق الأمريكية، بعد دخول التعرفة الجمركية الأمريكية البالغة 39% حيز التنفيذ، في خطوة وصفها مراقبون بأنها ضربة جديدة للشركات الأوروبية المصدّرة.

تكاليف إضافية وخسائر تنافسية تدفع للتراجع المؤقت

وأوضحت "بيلاتوس"، المعروفة بإنتاج طائرات "PC-12" ذات المحرك الواحد وطائرات رجال الأعمال "PC-24" التي تتسع لـ10 ركاب، أن الرسوم الأمريكية المفروضة خلقت حالة من عدم اليقين لدى العملاء، بسبب ارتفاع التكاليف وتراجع قدرتها التنافسية.

وأضافت في بيان رسمي أن هذه التطورات دفعتها إلى تعليق أنشطتها مؤقتاً في السوق الأمريكية.

إعادة توجيه الإنتاج نحو أسواق بديلة

وأكدت الشركة أنها تعمل مع عملائها على إعادة توجيه الطائرات إلى أسواق دولية أخرى، لكنها اعترفت بأن هذا التحول يشكل "تحديًا لوجستيًا معقدًا"، بسبب اختلاف المتطلبات التنظيمية والفنية بين الأسواق.

السوق الأمريكية تمثل 40% من مبيعات بيلاتوس السنوية

تُعد الولايات المتحدة أكبر سوق لطائرات بيلاتوس، حيث تمثل نحو 40% من إجمالي الطلبات السنوية. وتعد الشركة من أكثر الكيانات السويسرية اعتمادًا على التصدير، ما يجعلها من بين الأكثر تضررًا من القرارات الجمركية الأخيرة لإدارة ترامب.

تسريع إنشاء مصنع في فلوريدا للتصنيع المحلي

في محاولة للالتفاف على الرسوم، أعلنت "بيلاتوس" أنها تُسرّع إنشاء مصنع جديد للتجميع الكامل في ولاية فلوريدا، ضمن خطة لتصنيع الطائرات داخل الولايات المتحدة.

ولدى الشركة بالفعل منشآت في كولورادو، تُستخدم حاليًا لتجميع الطائرات القادمة من سويسرا.

شركات سويسرية أخرى تنقل إنتاجها هربًا من التعرفة

تواجه عدة شركات سويسرية موقفًا مشابهًا، مثل شركة "يبسوميد هولدينغ" (Ypsomed Holding AG) المتخصصة في تصنيع الأجهزة الطبية، والتي أعلنت عن نقل جزء من عمليات الإنتاج إلى الخارج، للاستفادة من التعرفة الجمركية المنخفضة التي فرضتها واشنطن على الاتحاد الأوروبي، والتي تبلغ 15% فقط.

تحذيرات من تأثير اقتصادي واسع على سويسرا

أشار اتحاد الصناعات السويسري "سويس ميم" (Swissmem) إلى أن الرسوم الأمريكية قد تُفقد الاقتصاد السويسري عشرات الآلاف من الوظائف، خاصة مع اعتماد البلاد الكبير على الصادرات.

وبحسب تقديرات "بلومبرغ إيكونوميكس"، فإن الرسوم قد تؤدي إلى انخفاض الناتج المحلي الإجمالي السويسري بنسبة 1% على المدى المتوسط، إذا امتد تأثيرها ليشمل قطاع الصناعات الدوائية.

سويسرا تفضّل الحوار على الرد بالمثل

رغم التصعيد الأميركي، امتنعت الحكومة السويسرية عن اتخاذ إجراءات انتقامية، مؤكدة أنها تسعى للحوار مع واشنطن للتوصل إلى حلول تفاوضية، وأعلنت الخميس التزامها بمواصلة المحادثات مع إدارة ترامب.